الجمعة، 21 نوفمبر 2008

المرأة الاخرى (من كلماتي)

كم كنت أتمنى أن أوسد حزنك على صدري.. وتربت أناملي بحنان على شعرك, كنت أتمنى لو الملم همك والقيه في غياهب بحري.. واقتلع غابات الخوف من أعماق عينيك, كنت أتمنى أن احتضن غربتك , وأضم تشتتك, وأضمد جرحك.أن تلاقي شمسي الفجر التائه في ليلك, وأكون العودة لقلبك الذي أضناه الترحال.. لكنك ـ يا سيدي ـ ملكية خاصة..
أرض محاطة بأسوار عالية, وأسلاك شائكة.. ترفع يافتات حظر التجوال, مدينة حصينة , مطوقة بسياج من نيران تمنع الاقتراب , وتعلن أن جيوش وأسياف السلطان تنذر من يخالف بالعقاب.
لكني تمنيت لو امتطيت السحاب لاعبر لك فوق خطوط النار.. أن اجتاز حصار الشوك, وأتخطى لك الموانع والأسوار..
فادخل عالمك السحري الملئ بالأحلام , وبالألوان , وبالأسرار .. اعتلي جواد الريح الجامح , واهرع خلف ابتسامتك الحزينة اقتنص لها السعادة من قبضة الأقدار, تحملني الطيور المهاجرة لدفء نظرتك.. تعبر بي الحدود المستحيلة لاقف على بوابة عيونك وانطق بكلمة السر , فتتفتح لي ممالك السحر ذراعيها وتحتويني..
وحلمت باني أسافر لزمن انتصاراتك, حين كنت فارسا يجوب الأرض بحثا عن أميرته, وتخيلت اني تلك الأميرة, فارتديت الضوء ثوبا ملكيا, وحملت تاج النجوم.. وجلست فوق عرش القمر انتظرك,
وانتظرت كثيرا حتى رأيتك.. من عليائي هناك رأيتك يا أخر الفرسان..
جميل مثل الحلم, واعد مثل الفجر, حزين مثل شمس غاربة, حنون مثل نور قمري, شارد وبعيد مثل شهاب ضائع في الفضاء. أبصرتك ظاهرة متفردة , حدث نادر, وحلم يتحقق.
فامتلأت سمائي آمالا وردية , وامتدت إليك جسور الأحلام لتعبر فوقها قوافل أمنياتي. حتى أصابتني سهام الحقيقة, وسقطت مضرجة في دماء الصدمة.
فما بيننا يفوق حد الحواجز والمسافات .. يمتد لافاق أخرى بعيدة ومستحيلة.
فهذه الواحة الظليلة وسط بحور الرمال المتحركة في الصحراء المحرقة, ممنوع دخولها.
وتلك الجزيرة الوحيدة في المحيط المجنون العواصف والأنواء, محظور الاقتراب من شواطئها.
لأنك ـ أيها السيد ـ ملك لامرأة أخرى..
جلست فوق عرش حياتك قلبي .. وتوجت الأميرة, وبقيت أنا وحدي فوق القمر.. انتظر موكب أمير لن يأتي..
وحدي أنا وأمنياتي المستحيلة , تسكرني في لحظات اليأس خمور المنى ,فأسافر في الأحلام إليك.. أخطو فوق الأقدار التي أهدت اجمل أحلامي لامرأة أخرى.وتركتني خارج حدودك أتوهم..
لماذا قابلتك؟. ولماذا أحببتك؟..
وبيننا امرأة أخرى.. يقبع قلبك خلف أسوارها..
لقد دخلت حياتك متأخرة, دائما يخذلني الزمن. لذا سأغادر أيامك دون استئذان ,كما دخلتها دون استئذان.. فأي حرب أخوضها في ميدانك خاسرة, فقلبك لها , وحياتك معها, وساكون أنا الغازية المعتدية على الديار الآمنة.
لكن عينيك نادتني.. أمرتني , أو رجتني ..اشعلتني وفي النهاية أحرقتني وتركتني أخبو..مخلفة في قلبي أشواك وألم..وفي صدري خنجر من ندم, وفي ضميري عذاب وذنب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق