الأربعاء، 1 يونيو 2016

جمال هلال ناجي

يجلسُ وحـده
مُغمَض الـعَينينْ
يراقِبُ مقهى قلبه
وهو يكتظُّ بِها
و يـطردُ عنه ثرثرةَ الغريبات والمزيّفات !
..
و بينَ افتقادها وحرقة اشتياقه اِليها
ها هي مرّة اُخرى كلماته
ترحلُ صوبَ عينيها
..
دونها لا ظِلَ له ولا وجود
دونها ليس سوى ترنيمة حزن ٍ
حداداً عليها
..
كان بإمكانه أن يعتبرها بيته
وأن يعلّق على أصابعها معطفه البارد
وعلى كتفها بندقية قنّاصه
وأن يرتّب نياشينه على رفوف قلبها
وأحزمته التي يجلد بها حنينها
وقمصانه التي تحمل إسمه وعطره
وأن يضع كتبه وخربشاته على وسادة سهادها به
ليتبخّر ألم الغياب الذي تعاني منه علاقتهما
كان بامكانه اِحتلالها
ولم تكن لتعترض أبدا
لكنه لم يفعل
..
كان رجلا يفضّل الحرب على السّلم
و ك دونكيشوت أخرق يخوض معارك ضدّ الياسمين
كان الخاسر الأوحد في كلّ هذا العبث والجنون
..
ما زال وجعه بها مُذ افترقا، يمتدُّ
" كـ سرب حمامٍ من بغداد إلى الصينِ "