الأربعاء، 4 مارس 2020

بعد هذه السنوات كلها

تشربين قهوتك، في واحد من تلك الصباحات، حيث الأشياء كلها كسولة وناعسة، لا زلت تستيقظين، ثم فجأة تقبلينه، قبلة يتبادلها فمان لا زالا متورمين من الليلة السابقة. في الخارج، المطر يبدأ في الهطول رغم أن النهار لا يزال مشمسًا. هناك كدمة على فخذه، على شكل ثمرة جريب فروت لكنها في لون الطماطم، تضعين فمك عليها، معتقدة أن بإمكانك تذوق قلبه من خلالها، أو بعض النجوم السابحة في ينبوعه الدموي.

تتخيلين وجودكما في هذا المطبخ نفسه بعد عشرين عامًا من الآن، بشعر رمادي وجسدين أثقل وزنًا، إلا أنه سيبقى الفتى نفسه الذي أحببته، تجاعيد أكثر، لكنه لا يزال الفتى الذي كان، وأن طقسًا كغسيل الأسنان معًا فعل من أفعال الحب.

الأمر هو، أن أحدًا يعرف حقًا حجم المساحة التي يشغلها في رأس الآخر. أنت تبخسين مقدار تفكيره بك، مدى رغبته في أن يضغط جسدك الدافئ جسده. أجل، سيظهر السليوليت على بشرتك بمرور السنوات، لست مثالية، سيتعكر مزاجك وتتصرفين بغرابة وتتشاجرين مع شقيقاتك كثيرًا، لكن ستكون هناك دائمًا أيام ترغبينه فيها بشدة حتى أنك ستقطعين إفطارك لتنزعين عنه ملابسه.

وعندما يلتصق الجسدان، إنها أول مرة كل مرة، إلا أنكما أكثر خبرة وتمرس، مثل العودة بعد رحلة طويلة عبر البحار، إلى البيت الذي تحبه وتفضله كثيرًا، البيت الذي تألفه كما جلدك، البيت الذي بإمكانك التحرك بداخله مغمض العينين دون الاصطدام بشيء.

.

بعد هذه السنوات كلها - ميجي روير - #ترجمتي_ضي_رحمي