السبت، 7 سبتمبر 2024

بسام حجار

 ‏تنتظر،

‏ينبغي أن تنتظرَ عمرًا كاملًا

‏لكي تفهم حكمة الأبوابِ المغلقة..

سارتر

 مُعظم الشخصيات التي تبهرك في البداية تتحول تدريجياً لشخصيات أقل من العادية, ذلك لأن النور المفاجئ عمي مؤقت .🦋  .

🤍🖤

رغد النابلسي

 غداً

تصير كل الأيادي الجريحة:

أجنحة

و تكفّ أقدامنا عن السير إلى الوجهات المحزنة..

غداً يزهر حجر كان قلبه قاسياً

و تزهر قلوبنا معه..

و تزورنا في الليل

أفكار حلوة للأحاديث 

بدلاً من الدموع..

غداً

كل الدمعات التي بكيناها

ستصير ألماسات

يمكنها شراء العالم

فنشتريه

و نطرد الشر منه

و نصممه كما يعجبنا

و نلقي رؤوسنا

على وسادات الغيوم

و ننام بعمق

بسهولة

بلا أرق

و نحب بعضنا بشدة

فنسعد

جداً..🦋

🤍🖤

جودي ووكر - ترجمة ضي رحمي

 لا بأس من ألا نملك الإجابات كلها

لا بأس من ألا نفعل شيئًا ليوم واحد

لا بأس من البكاء والشعور بالحزن وقول إن الحياة - في هذه اللحظة -  قاسية جدًا 

لا بأس من ألا تلبي رغبات الجميع، أن تفضل نفسك بعض الوقت دون خجل

لا بأس من أن تكون الغريب في بحر المتآلفين مع العادي بالطريقة التي عجزت عنها دائمًا 

لا بأس من شراء بطاقة معايدة ولصقها على الجدار  لتذكر نفسك أنك مهم أيضًا

لا بأس من التوقف عن الركض وراء كل هدف براق جديد

أن تتجاهل الرسائل

أن تغلق الكتب وهي نصف مقروءة

أن تهدي نفسك باقة زهور حمراء

وقطعة من كيك الشكولاتة - فقط - لتأكلها وحدك

لا بأس من أن تترك العالم لجنونه وتنتظر، مثل حلزون في قوقعته، إلى أن تشعر بالأمان ثانية

لا بأس من كتابة قصيدة عن كونك بخير

أن تبتسم للحبر الأرجواني المنساب من قلمك

لا بأس من أن تحب نفسك


لا بأس...

رحمة محمد

 كتبَت عزيزتي ضيّ رحمي:

"ذاكرتي تحبك؛ تسألني عنك طوال الوقت ."


وعلى غرارِ ترجمة ضيّ رحمي، تبادرَت إلى ذهني عبارات رضوىٰ عاشور:

"لماذا بقى الصوت حاضرًا إلى هذا الحد؟ 

لماذا تصون الذاكرة أشياءً دونَ أشياء؟" 


ذاكرتي أشبهُ بإسفنجٍ سميكٍ..

تتشرَّبُ كل ذكرياتي الدافئة، 

ثم تضعها بإهمالٍ على رفٍ بعيدٍ يكسوهُ الغبار،

وتلتهمُ بنهَمٍ كل الذكرياتِ السيئة.

تُهمِّشُ كل ما يُسعدني،

وتلحّ عليّ لأستعيدَ كل خبرةٍ مؤلمة.


ذاكرتي أشبهُ بنظامِ إنذارٍ متكامل..

تصرخُ في عقلي وأذني كصافرةِ إنذار،

كسيارةِ إسعافٍ هائجة، أو عربة إطفاءٍ مروعة!

تُذكرني دائمًا باللحظاتِ التي غزا فيها الخوفُ قلبي،

تُبقِي تلكَ الندبات في منطقةٍ حيَّةٍ من خلايا دماغي،

وتظلّ نشطةً متربصة،

وتُذكرني دومًا بكل الندباتِ التي أهربُ منها.


لكن كيفَ لي أن أُطمئنَ ذاكرتي بأنِّي لن أنسى كل ما يُروعها؟

وكيفَ لي أن أنسى وأثر الندبةِ ما زالَ في كفِّي؟  


رحمة محمد|


Dai Rahmy

هارش باتيل - ترجمة ضي رحمي

 أعرف أنه من غير المنصف ظهوري الآن بعد هذا الوقت كله. أعرف أنكِ تقبلتِ الأمر بالفعل وتجاوزتيني. لكن، مؤخرًا أدركتُ أني مدين لكِ بالحقيقة. بالطبع، لا أتوقع منك المغفرة في الحال، لا أتوقعها مطلقًا. لكني شعرت أن من الضروري منحك النهاية التي تلزمك؛ لتنغلق الفجوة في قلبك. 


آسف لأني دفعتكِ بعيدًا، أني كنت السبب في شعورك بألا مكان لك في حياتي. آسف لشعورك بأنكِ شخص دخيل على علاقتنا. عرفنا بعضنا لمدة طويلة، لذا، لابد أنه كان أمرًا مربكًا عندما انسحبتُ فجأة؛ تصرفت وكأن حياتي أهم من حياتك... لم تكن قط، ولن تكون. 


طرقتِ بابي مرات عدة، ولم أجب. من الصعب شرح السبب، لكني سوف أحاول لأنكِ تستحقين معرفة كيف وأين بدأ الانفصال. أستعيد لحظات بعينها في رأسي، أفكر فيما كان يمكن فعله بشكل مختلف، وما كان عليّ قوله عوضًا عن الصمت، في إمكانية البوح.


أعرف أني أهدر طاقتي في مثل هذه الأفكار، لأني فقدت ما لا يمكن استرجاعه بالفعل.


أكره الاعتراف بهذا، لكن، في وقت ما عندما تصورت مستقبلي، لم تكوني جزءًا منه. بالطبع، لم يكن الوضع هكذا منذ البداية، أغلب الوقت كنت مؤمنًا باتحادنا. لا أعرف كيف أو متى اختفيتِ من خططي، لكني وجدت نفسي وحيدًا. جزء مني يصدق أن الانفصال كان مقدرًا لنا، أن الأمر خارج عن سيطرتنا. 


أتساءل لو أنك لاحظتِ كيف توقفت عن الحديث عن مستقبلنا بالحماسة نفسها التي اعتدت سابقًا.


محاولاتك كلها لاسترجاع قلبي أحبطها حاجز غير مرئي أقمته دون أن أدري، أمر غريب، لكني أدرك الآن أني من بناه. أوليت تركيزي على تحقيق أحلامي الطموحة واعتبرت تحقيق أحلامك أمرًا مفروغًا منه. افترضت أننا سنتوائم مع التغيرات الطارئة بسلاسة، مثل قطع البازل. لكن في اللحظة التي اختفيتِ فيها من مستقبلي المتخيل، بدأت - دون وعي - في طردك من حياتي أيضًا.


آسف لإسقاطي شكوكي على الواقع. كان عليكِ دفع ثمن ارتيابي؛ تخليتِ عن أحلامنا لأني لم أر واحد يجمعنا. لا أعرف من أين أبدأ أو كيف أعتذر على نحو سليم، استغرقت وقتًا طويلًا لأستوعب خطأي. لأدرك أن شكوكي كانت بذور مستقبلنا، أني لعبت دور الإله في علاقتنا وتحكمت في مصيرنا.


أمر محبط حقًا، لأني واثق أنك كنت لتستمعي لو أني أخبرتك سابقًا. كنت ستحاولين تفهمي ومساعدتي على الإيمان بمستقبل واحد يجمعنا معًا. كنت دائمًا قادرة على استشراف ما لم يحدث بعد وتحقيقه - إنها قوتك الخارقة - إلا أني أخترت إخفاء مخاوفي عنكِ.

ماذا لو أني أخبرتك ولم تتفهمي؟

ماذا لو أن كلماتي لم تكن دقيقة وأفسدت علاقتنا؟

ماذا لو أن الكلام عن المخاوف حققها؟

هكذا، تركتها تتعاظم، تصورت أن الزمن كفيل بها، لكني كنت مخطئًا؛ بت أسيرًا لها. ببطء بدأت تشعرين وكأنك أحد أقاربي من طرف بعيد، ما زال هناك ما يربطنا، لكن ليس كما كنا. 


وكلما انتظرت، كلما زاد الأمر سوءَا، وكلما ساء الوضع... طال انتظاري.


أتمنى لو أني صارحتك ولو مرة واحدة. أتمنى لو امتلكت الجرأة على الإيمان بنا وشاركتك ذاك الحمل الثقيل. لكن، في الوقت نفسه، أقنعت نفسي أنها عقوبتي المستحقة لتحملي المسألة بمفردي. لأني بالفعل أبقيتك أسيرة هذا العذاب لفترة طويلة جدًا. كان عليّ أن أحررك، كان عليّ لعب دور الإله ثانية لأطلق سراحك... وفعلت. صدقت أني الطرف الأنضج بتخليصك من ذلك العبء، الذي لم يكن لكِ بالأساس. آسف لأضطرارك الاشتباك مع فوضاي، آسف لمعاناتك بسبب أوهامي. 


لم يكن الأمر متعلقًا بك قط؛ كنتِ نوري الساطع الدافئ وكنت ظلكِ، المظلم الفارغ. عجزت عن محاربة شياطيني، لم أؤمن بنا بما يكفي. انعزلت بعيدًا عنكِ، عن الدفء، وبقيت متجمدًا منتظرًا شروق الشمس. أعرف أن ألمك كان عميقًا مهولًا، لكن أتمنى لو أن في قلبك موضع يغفر لي. 


أخيرًا، أتمنى أن تجدي من يستحقك، من يختارك في كل مرة مهما كانت الشكوك، من يراكِ بيقين في مستقبله، من يدعو الله كل ليلة لتبقي إلى جواره.

ايريس مارجو - ترجمة ضي رحمي

 أحيانًا أتساءل لو أن حبي يشبه محاولة الإمساك بالريح؛ 

صعب ومرهق وربما مستحيل

أعرف أني لست بسيطة

أني جئت بعواصفي وتحدياتي 

وحوافي الخشنة التي ربما لا تلائم حياة الآخرين 


تمر أيام أكون فيها هادئة للغاية

متقوقعة على نفسي

وأخرى يصيبني فيها هوس

أغمر الجميع بمشاعر حتى أنا ما زلت أجهلها

 

مع ذلك

أتمنى ألا يكون حبي هو أصعب ما يضطر إليه أحد

أتمنى ألا يكون فعلًا روتينيًا

أن تكون محبتي التي أمنحها في المقابل كافية 

لتوازن الأوقات التي أكون فيها جافة؛

عندما أقدم أقل مما ينبغي


 أريد أن أصدق أن هناك ذلك الحب السلس

المنساب بيسر بين شخصين 

دون أن يجبر أحدهمها على الانحناء أو الكسر


أتمنى أن يكون حبي 

مثل العودة إلى البيت، لا مثل تسلق الجبال

أن تغمره لحظات السلام والتفاهم

والضحكات المشتركة والمباهج البسيطة

التي تثبت أن الأمر يستحق العناء

وأكثر من أية شيء

أتمنى ألا يتشكك من يختار حبي في مشاعره أبدًا

أن يجد داخلي حبًا عميقًا راسخًا

حبًا يجعل العالم أقل قسوة


وأخيرًا، أتمنى أن يكون حبي هدية... لا أضحية.

فورتيسا لاتيفي - ترجمة ضي رحمي

 (أمور علي الانتهاء منها، قبل تجاوز علاقتنا)


أولًا، أفتقدك بشدة. جسديًا. حسيًا. نسيت كيف أعيش في جلدي دون أن تلمسه، دون أن تضمه. في الليلة الأولى، بكيت لأن هناك الكثير من الوسائد على سريري، وأنا وحدي نائمة فيه. في الصباح التالي، وجدت شعرك في بالوعة البانيو ونسيت حلاقة ساقيّ. عندما غادرت إلى العمل، كان الشامبو لا يزال عالقًا بشعري، تقيأت ما تناولته على الإفطار، جاثية على الحجارة أمام بيتي.


ثانيًا، أفتقد رؤيتك للمستقبل. المرآة التي ترفعها أمام وجهينا، الصورة التي تشهرها لما يمكن أن نكون عليه. أنا في صراع مع الكون. أحاول إثبات أن العالم عاجز عن الدوران دون حبنا. أختبر الجاذبية وأصرخ حين تفوز. كل يوم يمر هو إهانة شخصية، لذا توقفت عن مطالعة التقويمات، إنها - فقط - تبين لي منذ متى لم تمسك بيديّ.


ثالثًا، أفتقد الطمأنينة التي تأتي مع الحب. هدوء العقل. الأمل في عظامي. أفضل ما في الحب هو امتلاكي لمكان جميل لقضاء الوقت في ذهني، أقلب الذكريات بين يدي مثل حجارة ناعمة ممررة إصبعي على أفضل مواضعها.

أسوأ ما في فقدان الحب هو شعوري أني متطفلة على أفكاري. ليس من المفترض ان تفكري في هذه الأمور، ليس من المفترض أن تكتبي على هذا النحو. من المفترض أنك تتعافين الآن، غير أنك لا تفعلين.


رابعًا، أفتقد نسختينا اللتين أحبا بعضهما. كم كنا صغيرين وجامحين وواثقين. مؤمنين تمامًا ألا أحد في العالم أبدًا شعر مثلما شعرنا، وأن أحد لن يفعل. الكون ينفتح أمامنا، ببهاء مدهش، فنسير صوب المستقبل بأصابع متشابكة. أطفالنا سوف يأخذون عينيك وأسناني وما حلمنا به كله يزهر تحت أقدامنا. العالم كله من أزرق داكن ومخمل بنفسجي، لم يساورنا القلق قط بشأن مكان بيتنا، أو أين نريح رأسينا.


هناك الكثير من الأشياء التي علينا الانتهاء منها قبل تجاوز أمر علاقتنا. تلك الليلة سهرت أفكر في أني كنت أول فتاة أحببتها، وكيف أننا لم نخطط لوجود أخرى. في الصباح، أدرت سيارتي وقدت ثلاثة أميال بعيدًا عن طريقي - فقط - لأتجنب شقتك، التي نقلنا أثاثها معًا وقلتُ حينها: متشوقة تمامًا لما هو آت.


أنتهي من هذه الأمور واحدة تلو الأخرى. الحمل يخف… أو ربما أنا أزداد قوة فحسب.