السبت، 13 يونيو 2009

سيّد الهاتف_ahlam mosteghanemi's

عندي بعض الوقت
دعني أتأمّل غروب خطاك
عندما يوليني الحبّ ظهره
دعني أنصت إلى صخب غيابك
في هذه اللحظة الرائعة للأفول
عندما يُعلن الهاتف موتك
***
جراري مليئة بدموع نساء
أحببنك قبلي
لكنّني لا أبكي
مشغولة بملء سلال الضحك
لامرأة ستضحك بعدي
على كلّ ما كنت فيك ... أخاف علي
ه***
عندي كلّ الوقت
العاشرة صباحاً
و أنا أريد الجلوس إلى قهوة نعاسك
أن احتسي قصّتنا من البدء
بهال غيابك.. و مرارة الشجن
***
فالهاتف لن يرنّ
سيّد الهاتف يتناول قهوته مع أهله
يحلق ذقنه
يأخذ الآن حمّامه
وسط مغطسه يتمدّد
يغتسل برغوة الصابون الفاخرمن ذاكرة ليله
***
لا سكرتيرة لقلبه كي تردّ

بكلّ اللغات إنّه اللحظة يستحمّ
فلا تهتمي أيّتها الحمقاء التي
تنتظر صوته منذ الليل
بعد قليل
سيُلقي أرضاً بمناشف حزنه
و يرتدي قميص الندم
***
و عندما سينتهي من تلميع حذائه
بكحل بكائك
و بعدما يتعطّر منعاً لعرق الذكريات قد يتذكّر..
و يهاتفك..
سيّد الهاتف!
***
الحادية عشرة صباحاً
و هو خلف السائق يجلس
و أنا أتفقّد خيط الهاتف..
أتحسّس
هل ثمّة عطل في الهاتف؟
أم لا حرارة في هاتف قلبه..
لا إرسال؟
هل الحبّ توقّف؟
***
الواحدة ظهراً...
هو الآن في المكتب
يحشو غليونه بالكلمات الموؤودة..
و لا ينطق
هل صدّق؟
فسيّد الهاتف كثير الوسواس
يعاني من إرث شكوكه..
من كذب الناس
من كثرة الرغوة الفاخرة في مغطسه
من غشّ نساء قبلي

الاثنين، 8 يونيو 2009

حوار مع امرأة غير ملتزمة_Nizar Qabbani


غيري الموضوع يا سيدتي .
ليس عندي الوقت والأعصاب
كي أمضي في هذا الحوار ..
إنني في ورطةٍ كبرى مع الدنيا ،
وإحساسي بعينيك كإحساس الجدار ...
قهوتي فيها غبارٌ .
لغتي فيها غبارٌ .
شهوتي للحب يكسوها الغبار ..
أنا آتٍ من زمان الوجع القومي
آتٍ من زمان القبح ،
آتٍ من زمان الإنكسار .
إنني أكتب مثل الطائر المذعور ،
ما بين انفجارٍ .. وانفجار ..
هل تظنين بأنا وحدنا ؟
إن هذا الوطن المذبوح يا سيدتي
واقفٌ خلف الستار
.فاشرحي لي :كيف أستنشق عطر امرأةٍ ؟
وأنا تحت الدمار
.إشرحي لي :كيف آتيك بوردٍ أحمر ؟
بعد أن مات زمان الجلنار ..
2
غيري الموضوع ، يا سيدتي .
غيري هذا الحديث اللا أبالي ..
فما يقتلني إلا الغباء .
سقط العالم من حولك أجزاءً ..
وما زلت تعيدين مواويلك مثل الببغاء .
سقط التاريخ .
والإنسان . والعقل ..
وما زلت تظنين بأن الشمس
قد تشرق من ثوبٍ جميلٍ
أو حذاء ..
3
أجلي الحلم لوقتٍ آخرٍ ..
فأنا منكسرٌ في داخلي مثل الإناء .
أجلي الشعر لوقتٍ آخرٍ ..
ليس عندي من قماش الشعر
ما يكفي لإرضاء ملايين النساء ..
أجلي الحب ليومٍ أو ليومين ..

لشهرٍ أو لشهرين ..
لعامٍ أو لعامين ..
فلن تنخسف الأرض ،
ولن تنهار أبراج السماء ..
هل من السهل احتضان امرأةٍ؟
عندما الغرفة تكتظ بأجساد الضحايا
وعيون الفقراء ؟

4

إقلبي الصفحة يا سيدتي
علني أعثر في أوراق عينيك
على نصٍ جديد .
إن مأساة حياتي ،
ربماهي أني دائماً
أبحث عن نصٍ جديد ..
5
آه .. يا سيدتي الكسلى
التي ليست لديها مشكله ..
يا التي ترتشف القهوة ..
من خلف الستور المقفله .
حاولي .
أن تطرحي يوماً من الأيام بعض الأسئله .
حاولي أن تعرفي الحزن
الذي يذبحني حتى الوريد ..
حاولي ..
أن تدخلي العصر معي
.حاولي أن تصرخي ..
أن تغضبي ..
أن تكفري ..
حاولي ..
أن تقلعي أعمدة الأرض معي .
حاولي أن تفعلي شيئاً
لكي نخرج من تحت الجليد ..
.6

غيري صوتك ..
أو عمرك ..
أو إسمك .. يا سيدتي

لا تكوني امرأةً مخزونةً
في الذاكره
وادخلي سيفاً دمشقياً بلحم الخاصره
غيري جلدك أحياناً ..
لكي يشتعل الورد ،
وكي يرتفع البحر ،
وكي يأتي النشيد ..
7
أسكتي يا شهرزاد .
أسكتي يا شهرزاد .
أنت في وادٍ .. وأحزاني بواد
فالذي يبحث عن قصة حبٍ ..
غير من يبحث عن موطنه تحت الرماد ..
أنت .. ما ضيعت ،
يا سيدتي ، شيئاً كثيراً
وأنا ضيعت تاريخاً ..
وأهلاً ..
وبلاد ...

مكابرة_Nizar Qabbani

تراني أحبك لا أعلم
سؤال يحيط به المبهم
وإن كان حبي لك افتراضا.
لماذا؟إذا رحت طاش برأسي الدم
وحار الجواب بحنجرتي
وجف النداء ..ومات الفم
وفر وراء ردائك قلبي
ليلثم منك الذي يلثم
تراني أحبك؟
لا لا محال
أنا لا أحب ولا أغرم
وفي الليل تبكي الوسادة تحتي
وتطفو على مضجعي الأنجم
وأسأل قلبي .أتعرفها؟
فيضحك مني ولا أفهم
تراني أحبك؟
لا لا محال
أنا لا أحب ولا أغرم
وإن كنت لست أحب
تراه لمن كل هذا الذي أنظم؟
وتلك القصائد أشدو بها
أما خلفها امرأة تلهم؟
تراني أحبك؟
لا لا محال
أنا لا أحب ولا أغرم
إلى أن يضيق فؤادي بسري
ألح وأرجو وأستفهم
فيهمس لي: أنت تعبدها
لماذا تكابر؟ أو تكتم ؟

فساتيني_Nizar Qabbani


فَسَاتيني !
لماذا صرتُ أكرهُها ؟
لماذا لا أمزّقها ؟
أقلِّبُ طرفي
كأني لستُ أعرفها
كأني ..
لم أكنْ فيها
أحركها وأملؤها ...
لمن تتهدَّلُ الأثوابُ ..
أحمرها وأزرقها
وواسعها .. وضيقها
وعاريها.. ومُغلقها
لمن قَصبي !..
لمنْ ذهبي ؟
لمنْ عطرٌ فرنسيٌّ
يقيمُ الأرضَ من حولي ويُقعِدها


فساتيني ..
فراشاتٌ محنَّطةٌ
على الجدران أصلبها
وفي قبر من الحرمانِ أدفنها..
مساحيقي ، وأقلامي
أخاف
أخاف أقربها
وأمشاطي .. ومرآتي
أخاف أخاف ألمسها ..
فما جدوى فراديسي ؟
ولا إنسانَ يدخلها

هل انت حقاً تعرف النساء ؟_Nizar Qabbani

أحبنّي كما أنا...
بلا مساحيقَ..
ولا طلاء..
أحبنّي..
بسيطة ً, عفوية
ًكما تحبُّ الزهرَ في الحقول
ِ, والنجومَ في السماء
.فالحبًّ ليس مسرحاً
نعرض فيه آخر الأزياء..
وأغربَ الأزياء.
.لكنّهُ الشمسُ التي تضيءُ في أرواحنا
والنبلُ , والرقيُّ, والعطاء.
فابحث عن الشمس التي خبأتها في داخلي
إن كنتَ حقاً تعرفُ النساء ؟؟


أحبَّني..

بكُلِّ ما لديَّ من صدق ٍ ,ومن طفولة.
وكلّ ما أحملُ لإنسان من مشاعر ٍ جميلة.
أحبَّني غزالة ً هاربة ً من سلطة القبيلة.

أحبَّني..

قصيدة ً ما كتبت..
وجنة ً على حدود الغيم مستحيلة..
أحبّني لذاتي..
وليس للكحل الذي يمطرُ في العينين.
وليس للورد الذي يلوِّنُ الخدَّين..
وليس للشمع الذي يذوبُ من أصابع اليدين.


أحبَّني

تلميذة ً تعلمت مبادىء الحبِّ على يديك
وكم جميلٌ معكَ الحوار..

أحبَّني

إنسانة ً..
من حقها أن تصنع القرار...

أحبّني..
بوجهي الضاحك, أو وجهي الحزين.
في لحظة الهدوء,
أو في لحظة الجنون.
في قلقي..
في غيرتي..
في غضبي عليكَ..
في حنيني..

أحبَّني..
من أجل حبّي وحدهُ.
لا للفراشات التي تتطيرُ من خزانتي.
أو للمناديل التي تفوحُ من حقيبتي.
أو للعاصفير التي تنامُ في عيوني...

أحبّني,
من أجل فكري وحدهُ.
لا لامتداد قامتي..
أو لرنين ضحكتي..
أو شعري الطويل.. والقصير..
أو جسدي المغزول من ضوءٍ ومن حرير..


أحبّني..
شريكة ً في الرأي والتفكير
..لا دمية ً من ورق..
او حبّة ُ من عنبٍ تأكلُ في السرير!!

أحبَّني ..
حضارة ً,
وقيمة ً,
وموقفاً..
وامرأة ً شجاعة ً تحلمُ بالتغيير..
فالحبّ يا حبيبي..
قضية ٌ كبيرة ٌ.. كبيرة
فهل ترى تعرفُ ما قضيتي؟
يا أيُّها العاشقُ,
والفارسُ,
والمكتشفُ الكبير؟؟


أحبَّني..
برغم ماارتكبه في الحبِّ من أخطاء..
ولا تؤاخذني..
إذا غضبتُ..
أو رفضتُ..
أو سبحتُ عكسَ الماء..
ولا تعاتبني..
إذا أخطأتُ في كتابة الأفعال ِ والأسماء..
فإنني, يا سيدي
ما زلتُ في بداية الأشياء..
فأنت عن يميني.
والخوفُ عن شمالي.
فكيف يا حبيبي سأقطعُ الصحراء؟؟

أحبّني..
في أيِّ شهر ٍ كان..
في أيِّ عام ٍ كان ..
في أيِّ فصل ٍ كلن..
تحت سماء الصيف,
أو عباءة الشتاء.
وضمَّني..
وضمَّني..
حتى نصير قطعة ً واحدة ً
وتسقط ُ الحدودُ بين الأرض
ِ والسماء

رسائل صغيرة من احلام مستغانمي


جراري مليئة بدموع نساء
أحببنك قبلي
لكنّني لا أبكي
مشغولة بملء سلال الضّحك
لامرأة ستضحك بعدي
على كلّ ما كنت فيك أخاف عليه


===============

كيف بقبلة تُوقِفُ الزمن؟
كيف بشفتين
تُلقيان القبض على جسد؟
يا رجلاً
مَن غيرك
سقط شهيداً
مُضرّجاً بالقُبَل؟

===============


شفتاه تعبرانها ببطء متعمّد،
على مسافة مدروسة للإثارة
تمرّان بمحاذاة شفتيها،
دون أن تقبلاهما تمامًا.
تنزلقان نحو عنقها،
دون أن تلامساه حقّاً.
ثم تعاودان صعودهما بالبطء المتعمّد نفسه.
وكأنّه كان يقبّلها بأنفاسه،
لا غير


===============

لا عمر لها
تبلغ سنّ الرشد بقبلة
و تدخل سنّ اليأس
بانقطاع هاتفيّ
كان الله في عون امرأة
أدركها الحبّ على شفتيك


==============

ثمّة قُبَلٌ إن لم نمت أثناءها
فنحن لسنا أهلًا للعيش بعدها


==============
وحدها التي ستأتي بعدي ستنصفني
وهي تفرغ جيوب قلبك
ستكتشف.. كم كنت ثريًّا بي
==============
فـي غيبتــك
أرى الأشياء بعينيك
فأنا أغار عليك
مِن نساء لم تلتقِ بهنّ بعد
مِن أشياء لم تحدُث لكَ بعد
مِــن نظـــرات
لم تتقاطع مع عينيكَ بعد
أغــــــــار
مِن عطر قد يُشبه عطري
يتربّص بكَ فـي مصعد
مِن امرأة لها شيء مني
تجلس إلى جوارك على مقعد
مِن لقطة حُـبّ
مِـن مشهَد
على قنوات الضجر الليلية
قــد••
يُغريـك بغيــري...

( مقطع من نصّ "أرى النساء بعينيك")

العطر_nezar



العطر لغةٌ لها مفرداتُها ، وحروفُها ، وأبجديتُها ، ككل
اللغات .
والعطور أصنافٌ وأمزجة .
منها ما هو تمْتَمَةْ ..
ومنها ما هو صلاة ..
ومنها ما هو غزْوَةٌ بربريَّةْ ...
وللعطر المتحضر روعته ..
كما للعطر المتوحش روعته أيضاً ..
وهذا بالطبع يتوقف على الحالة النفسية التي نكون فيها،
عندما نستقبل العطر . وعلى نوع المرأة التي تستعمل
العطر .
والرجل أيضاً ، يلعب لعبته في تقييم العطر ..
بمعنى أن أنف الرجل مرتبطٌ بثقافته ، وتجربته، ومستواه
الحضاري .
هناك رجالٌ يفضِّلونَ العطور التي تهمس..
منهم من يفضَّلونَ العطورَ التي تصرخ..
ومنهم من يفضِّلون العطورَ التي تغتال ....
ثم أن نوعية علاقتنا بالمرأة تلعب دورها في تحديد نوع
العطر الذي يُقنعنا ..
فعطر العشيقة شيء ..
وعطر الحبيبة شيءٌ آخر ..
وعطر الطالبة ذات السبع عشر سنة شيء ..
وعطر السيدة في الأربعين شيءٌ مختلف ..
وبالنسبة لي، يتغير العطر الذي أحبُّ ، بتغير حالتي النفسية ..
ففي بعض الأحيان ، أحبُّ العطر الذي نسيَ الكلام ...
وفي بعض الأحيان ، أحب العطر الذي يدخل في حوار
طويل معي ..
وفي بعض الأحيان أحب العطر المسالم ..
وفي بعض الأحيان أحب العطر المتوحش ..
والعدوانيّْ ..
على أن خياري الأول والأخير، في مسألة العطر ، هو
أنني أحب المرأة ـ الغمامة التي تخرج من تحت الدُوش
وهي لا تحمل على جسدها إلا رائحةَ الصابون ..
وقطرات الماء ...

أشياء.. و أخرى _ahlam mosteghanemi

أشياء صغيرة
ستفعلها لآخر مرّة
و لن تدري أنّها الأخيرة
إلّا عندما
تتأخّر المعجزة كثيراً
حدّ فقدان الأشياء صبرها
و يأس انتظارك
لمن كان كلّ شيء في حياتك
***
أشياء جميلة
ستقوم بها لأوّل مرّة
و لن يدري أحد ما وهبته
و لا خجل ارتباكك الأوّل
أشياء ستحتفظ بأسرارها
تُشكّك الآخرين في براءتك
لفرط خُبثهاو قلّة حيلتك..
***
أشياء ستصل في الوقت الخطأ
و أخرى كأنّها لم تأتِ
و ثالثة تجيء على عجل
لتمضي
من قبل أن تعي أنّ للأشياء أجل
***
أشياء تُذكّرك
بأشياء كثيرة لن تحدث
لو حدثت
كم من الأشياء كانت ستتغيّر
و ذلك الرجل ربما كان سيحضر
ليرى حزن الأشياء حين يغيب
***
أشياء تفكّر فيها دون توقّف
من دون أن تعرف
أنّها تُشيّئُك
فتصبح عبدها..
و تغدو سيّدتك
***
أشياء تبكي أصحابها
و أخرى تَسْخَر
من عشّاق يبكون شيئًا
ما وُجد يومًا سوى في مخيّلتهم
***
أشياء تعدُك بأشياء جميلة
و أخرى تتوعّدك
أشياء تكذب
أشياء تنتحب
أشياء تنصب عليك
و أخرى لم تصدّقها
إلّا بعدما انتهى
كلّ شيء
***
أشياء تطاردها
و أخرى تُمسِكُ بتلابيب ذاكرتك
أشياء تُلقي عليك السلام
و أخرى تُدير لك ظهرها
أشياء تودُّ لو قتلتها
لكنّك كلّما صادفتها
أردتك قتيلًا!