الاثنين، 8 مارس 2010

الى من كان حبيبي_nezar qabany


يا أيها الرجلُ المسافرُ
كالسيف في جسدي
وفي انوثتي وفي فرحي
ماتت من بعدِك الافراح ُ
الليلُ في زنزانة الاحزان
يحبسُني
ويُهديني
للسياف جارية ً
ان جاء الصباح ُ
ما زال فراقك كل يوم ٍ
يذبحُني
وفراقُكَ ياسيدي ذباح ُ
ثلاثة اعوام ٍوأنا
على الاطلال واقفة ٌ
والدمع ُ على الخدين
سفاح ُ
قلبي لم يسترح لحظةً ً
فقلي مت القلبُ
يرتاح ُ
يا من اهديتُك روحي طائعة ً
وتركتني فراشة ًً مجروحة ً
تعلُكُها الرياح ُُ
أني احسُ ان الرجال
من بعدِكَ أشباح ُ
غرائزي لم تعد مُلك جوارحي
ولم ينظج تحت الحرير ِ
تفاح ُُ
حدائقي تحت الرُكام نائمة ً
كنت لها خير مِعول ٍ وخير
فلاح ُ
الى اين هربت وتركتني
جسداً أنهكته ُ الجراح ُ
أني احببتُكَ دون تعقل ٍ
وجنوني كان فيكَ
مباح ُ
فلماذا رحلت وتركتني
للأحزان راكعة ًوالأحزانُ
سفاح ُ
كان مفتاحُ السعادةِ
بين يدي
وبعد رحيلكَ ياقمري
ضاع مني المفتاح ُ

كتبت "أحبك_nezar qabany

كتبت ( أحبك ) فوق جدار القمر
( أحبك جداً )
كما لا أحبك يوماً بشر
ألم تقرأيها ؟
بخط يدي
فوق سور القمر
وفوق كراسي الحديقة ..
فوق جذوع الشجر
وفوق السنابل
فوق الجداول
فوق الثمر ..
وفوق الكواكب تمسح عنها
غبار السفر ..
حفرت (أحبك ) فوق عقيق السحر
حفرت حدود السماء
حفرت القدر ..
ألم تبصريها ؟
على ورقات الزهر
على الجسر، والنهر، والمنحدر
على صدفات البحار
على قطرات المطر
ألم تلمحيها ؟
على كل غصنٍ
وكل حصاةٍ، وكل حجر
كتبت على دفتر الشمس
أحلى خبر ..
( أحبك جداً )
فليتك كنت قرأت الخبر

ماذا افعل


ماذا افعل ياسيدتي
لقد تعديت كل مراحل الحب
وانهيت بنفسى جميع مراحل العشق
وظننت اني امسكت بطوق النجاه
ولكني اكتشفت ياسيدتي
اني امسكت الهواء
ماذا افعل
فبيني وبين الموت شعره واحده
وبيني وبين الحياه شعره واحده
ياسيدتي
ساعديني ان اصنع منك امراه
ساعديني ان اعيد لك انوثتك الضائعه
فبدوني لن تكوني امراه
وبدونك انت لاقيمة للحب
ساعديني ان اذيب جبال الجليد من تلك الشفاه
ساعديني اتسلق جبال نهداك حتي اسكن بينهما
ساعديني وساعدي نفسك
فليس لدينا الا طريق واحد
وقضيتنا شائكه
وكل يوم يمر بدون حل
تفقدين شى من انوثتك
فاعطيني امل واحد
وانا له بالمرصاد
اعطيني طوق نجاه
امل واحد بين الموت والحياه
ساعديني
ساعديني من اجلك انت
فالانوثه ياسيدتي
هي الحياه

وانت …

انت وحدك
انت ياسيدتي فقط
من جعلتني انسى تاريخي
وعلي يديها بدا تاريخي الجديد
وحبى لك لم ياتي من فراغ
وكل ما مر قبلك فى حياتي سراب
انت وحدك ياسيدتي
سر جنوني
وسر شقائى
وسر اسراري
فانت اعظم مافى الحب
ياسيدتي
ليس جنون مني
ان فكرت ان اموت على صدرك
او ان اموت بين يدك
فالموت معك اجمل مافى الحياه
والحياه بدونك موت كل ثانيه
ياسيدتي
كنت قبلك
عصفور حائر
وعاشق فاشل
كنت اشبه بقطار تركبه كل النساء
ثم ارسلتي لى انت من السماء
لانقاذى من حياه تشبه الحياه
فماذا اريد اكثر من ذلك
ياسيدتي
انت وحدك
كل شى في ينطق اسمك
وحبك يمر فى كل جسدي
وحبى لك فاق كل مراتب الحب
ياسيدتي
انت اعظم مافى سيرتي الذاتية
بل انت كل سيرتي الذاتيه
انت التى انقذتني من الانهيار
انت وحدك
ياسيدتي
اعتذر لك
لاني لم اكون صبوراً
ولم انتظر هبوطك من السماء
ولكن عذري الوحيد يااجمل النساء
اني كنت ابحث عنك بين النساء
ولم اعرف انك ستاتي من السماء
فعذراً يامولاتي

ساعديني على الخروج حياً


ساعديني على الخروج حياً
من متاهات الشفتين المكتنزتين.. والشعر الأسود
إن معركتي معك ليست متكافئه
فأنا لست سوى سمكةٍ صغيره
تسبح في حوض من النحاس السائل
ساعديني على التقاط أنفاسي
فإن نبضي لم يعد طبيعياً
ووقتي صار مرهوناً بمزاجية نهديك
فإذا ناما نمت..
وإذا استيقظا استيقظت
ساعديني على التفريق بين بدايات أصابعي
ونهايات عمودك الفقري..
ساعديني على السفر من خريطة جسدك
فإنني أريد أن أعيش

خطاب امرأة حمقاء


يا سيدي العزيز
هذا خطاب امرأة حمقاء
هل كتبت إليك قبلي امرأة حمقاء؟
اسمي انا ؟ دعنا من الأسماء
رانية أم زينب
أم هند أم هيفاء
اسخف ما نحمله ـ يا سيدي ـ الأسماء
يا سيدي
أخاف أن أقول مالدي من أشياء
أخاف ـ لو فعلت ـ أن تحترق السماء
فشرقكم يا سيدي العزيز
يصادر الرسائل الزرقاء
يصادر الأحلام من خزائن النساء
يستعمل السكين
والساطور
كي يخاطب النساء
ويذبح الربيع والأشواق
والضفائر السوداء
و شرقكم يا سيدي العزيز
يصنع تاج الشرف الرفيع
من جماجم النساء
لا تنتقدني سيدي
إن كان خطسيئاً
فإنني اكتب والسياف خلف بابي
وخارج الحجرة صوت الريح والكلاب
يا سيدي
عنترة العبسي خلف بابي
يذبحني
إذا رأى خطابي
يقطع رأسي
لو رأى الشفاف من ثيابي
يقطع رأسي
لو انا عبرت عن عذابي
فشرقكم يا سيدي العزيز
يحاصر المرأة بالحراب
يبايع الرجال أنبياء
ويطمر النساء في التراب
لا تنزعج !
يا سيدي العزيز ... من سطوري
لا تنزعج !
إذا كسرت القمقم المسدود من عصور
إذا نزعت خاتم الرصاص عن ضميري
إذا انا هربت
من أقبية الحريم في القصور
إذا تمردت , على موتي ...
على قبري
على جذوري
و المسلخ الكبير
لا تنزعج يا سيدي !
إذا انا كشفت عن شعوري
فالرجل الشرقي
لا يهتم بالشعر و لا الشعور ...
الرجل الشرقي
لا يفهم المرأة إلا داخل السرير ...
معذرة .. معذرة يا سيدي
إذا تطاولت على مملكة الرجال
الأدب الكبير ـ طبعاً ـ أدب الرجال والحب كان دائماً
من حصة الرجال
والجنس كان دائما ً
مخدراً يباع للرجال
خرافة حرية النساء في بلادنا
فليس من حرية
أخرى ، سوى حرية الرجال
يا سيدي
قل ما تريده عني ،
فلن أبالي

سطحية . غبية . مجنونة .

بلهاء فلم اعد أبالي
لأن من تكتب عن همومها ..
في منطق الرجال امرأة حمقاء
ألم اقل في أول الخطاب أني
امرأة حمقاء ؟

كتاب الحب

تسألني حبيبتي
ماالفرق بيني وبين ... السماء
الفرق ما بينكما
انكي إن ضحكتي يا حبيبتي
أنسى السماء
ياربي قلبي لم يعد كافياً
لأن من احبها تعادل الدنيا
فضع بصدري واحداً
غيره يكون بمساحة الدنيا
مازلت تسألني عن عيد ميلادي
سجل لديك إذن ما أنت تجهله
تاريخ حبك لي تاريخ ميلادي
ذات العينين السوداوين
ذات العينين الصاحيتين الممطرتين
ما اطلب أبدا من ربي إلا شيئين
أن يحفظ هاتين العينين
ويزيد بأيامي يومين كي أكتب شعراً
في هاتين اللؤلؤتين
أشكوكي للسماء كيف استطعتي كيف
أن تختصري جميع مافي الأرض من نساء
لو كنتي ياصديقتي بمستوى جنوني
رميتي ما عليكي من جواهراً
وبعتي مالديكي من أساور
ونمتي في عيوني
لأن كلام القواميس مات
لأن كلام الروايات مات
أريد اكتشاف طريقه عشقاً
احبكي فيها بلا كلمات
انا عنكي ما أخبرتهم
لكنهم لمحوكي تغتسلين في أحداقي
انا عنكي ما كلمتهم
لاكنهم قراؤكي في حبري وفي أوراقي
ذوبت في غرامكي الأقلام
من ازرقاً واحمراً واخضراً
حتى انتهاء الكلام
علقت حبي لكي في أساور الحمام
ولم اكن اعرف يا حبيبتي
أن الهوى يطير كا الحمام
حبكي يا عميقة العينين
حبكي مثل الموت ... والولادة
صعب لأن يعاد مرتين
عشرين ألف امرأة أحببت
عشرين ألف امرأة جربت
وعندما التقيت فيكي يا حبيبتي
شعرت أنى الآن قد بدأت
أني احبكي عندما تبكين
واحب وجهكي غائماً وحزيناً
الحزن يصهرنا معاً
من حيث لا ادري ولا تدريناً
بعض النساء وجوههم جميلة
وتصير اجمل عندما يبكيناً
حين أكون عاشقاً
شاة الفرس من رعيتي
واخضع الصين لصولجاني
وانقل البحار من مكانها
ولو أردت ... أوقف الثواني
حين أكون عاشقاً
اصبح ضوء سائلاً
لا تستطيع العين أن تراني
حين أكون عاشقاً
تنفجر المياه من أصابعي
وينبت العشب على لساني
حين أكون عاشقاً
أغدو زماناً خارج الزماني
عدي على أصابع اليدين ما يأتي
ف أولا : حبيبتي أنتي
وثانياً : حبيبتي أنتي
وثالثاً : حبيبتي أنتي
ورابعاً وخامساً وسادساً وسابعاً
وثامناً وتاسعاً وعاشراً
حبيبتي أنتي

مهما تعددت النساء ، حبيبتي


(مهما تعددت النساء ، حبيبتي)
فالأصل أنت...
مهما اللغات تعددت..
والمفردات تعددت..
فأهم ما في مفردات الشعر أنت...
مهما تنوعت المدائن ،و الخرائط،
والمرافئ ، والدروب،
فمرفأي الأبدي أنت...
مهما السماء تجهمت أو أبرقت.
أو أرعدت،فالشمس أنت..
ما كان حرفا في غيابك ممكنا
وتكونت كل الثقافة، يوم كنت..
ولقد احبك، في زمان قادم
فاهم مما قد أتى..
ما سوف يأتي..
هل تكتبين معي القصيدة يا ترى؟
أم أنت جزء من فمي؟
أم أنت صوتي؟
كيف الرحيل على فضاء آ خر ؟
من بعدما عمرت في * ، بيتي؟...
إني أحبك، طالما أحيا،وأرجو أن أحبك
كالفراعنة القدامى بعد موتي...

nezar qubany


ذوبت في غرامك الأقلام
. . من أزرق .. وأحمر .. وأخضر
حتى انتهى الكلام
علقت حبي لك في أساور الحمام
ولم أكن أعرف يا حبيبتي
أن الهوى يطير كالحمام

nezar qubany


قد حجزت غرفة لاثنين في بيت القمر
نقضي بها نهاية الأسبوع يا حبيبتي
فنادق العالم لا تعجبني
الفندق الذي أحب أن أسكنه هو القمر
لكنهم هنالك يا حبيبتي
لا يقبلون زائرا يأتي بغير امرأة
فهل تجيئين معي
يا قمري . . إلى القمر

nezar qubany


لو خرج المارد من قمقمه
وقال لي : لبيك
دقيقة واحدة لديك
تختار فيها كل ما تريده
من قطع الياقوت والزمرد
لاخترت عينَيْكِ .. بلا تردد

.......................................

أمام قصرها

متي تجيئين ؟ قولي
لموعدٍ مستحيل
الوقوع .. فوق الحصول
وأنت . لا شيء إلا
وأنت خيط سرابٍ
يموت قبل الوصول
في جبهة الإزميل ..
***
انزياح سترٍ صقيل
يلهو الشتاء بشعري
أشقى .. وأنت استليني
طيفٌ تثلج خلف
الزجاج .. هيا افتحي لي ..
من أنت ؟ وارتاع نهدٌ
طفلٌ .. كثير الفضول
تفتا القميص الكسول
أوجعت أكداس لوزٍ
أنا بقايا البقايا
من عهد جر الذيول
كصفحة الإنجيل
ومن طويلٍ .. طويل ..
وكنت أغمس وجهي
في شكل وجهك أقرا
شكل الإله الجميل ..
متى ؟ وردت صلاتي
مع انهماز السدول
***

مع فاطمة في قطار الجنون


إبحثي عن رجل ٍ غيري..
إذا كنت تريدين السلامة..
كلُّ حبٍّ حارق ٍ..
هو -يا سيِّدتي- ضدَّ السلامه
كلُّ شعر ٍ خارق ٍ..
هو -في تشكيله- ضدَّ السلامة
فابحثي عن رجل ٍ غيري..
إذا كنت تحسّين بأصوات الندامه
إبحثي عن رجل ٍ..
يمتلك القدرة والصبر.. لتثقيف حمامه
فأنا من قبل.. ما حاولت تثقيف حمامه...
إنَّ حبِّي لك يا سيِّدتي
أشبه في يوم القيامه..
من ترى يقدر أن يهرب من يوم القيامه؟
فاقبلي ما قسم الله عليك..
بإيمان ٍ عميق ٍ.. وابتسامه..
واتبعيني..
عندما أركب في الليل قطارات الجنون..
طالما أنت معي..
لست مهتماً بما كان..
وما سوف يكون...
2
آه.. يا سنبلة القمح التي تخرج من وسط الدموع
دخل السيف إلى القلب، ولا يمكننا الآن الرجوع
إننا الآن على بوّابة العشق الخطيره..
وأنا أهواك حتى الذبح..
حتى الموت..
حتى القشعريره..
نحن مشهوران جدّاً..
وجريئان على التاريخ جدّاً..
والإشاعات كثيره..
هكذا يحدث دوماً في العلاقات الكبيرة.
أه.. يا فاطمتي..
يا التي عشت وإياها ملايين الحماقات الصغيره
إنّني أعرف معنى أن يكون المرءُ في حالة عشق ٍ
خلف أسوار الزمان العربي
وأنا أعرف معنى أن يبوح المرء..
أو يهمس..
أو ينطق..
في هذا الزمان العربيّْ..
وأنا أعرف معنى أن تكوني امرأتي..
رغم إرهاب الزمان العربيّ..
فأنا تطلبني الشرطة للتحقيق في ألوان عينيك..
وفيما تحت قمصاني..
وفيما تحت وجداني..
وأسفاري.. وأفكاري.. وأشعاري الأخيرة..
وأنا لو أمسكوني..
أسرق الكحل الذي يمطر من عينيك..
صادتني بواريد العشيرة..
فافتحي شعرك عن آخره..
إنّني مضطهدٌ مثل نبيٍّ..
ووحيد كجزيره..
إفتحي شعرك عن آخره..
وانزعي منه الدبابيس.. فهذي فرصة العمر الأخيره
3
آه.. يا أيقونة العمر الجميلة
يا التي تأخذني كلَّ صباح ٍ من يدي
نحو ساحات الطفوله..
وتريني تحت جفنيها شموساً مستحيله..
وبلاداً مستحيله..
أيُّها الكنز الخرافيّ الذي كان معي
في قطارات الشمال..
إنّ حبر الصين في عينيك -يا سيِّدتي-
فوق احتمالي..
يا التي تمرقُ من بين شراييني..
كعطر البرتقال..
4
يا التي تشطرني نصفين في الليل..
وعند الفجر، تلقيني على ركبتها.. نصق هلال..
يا التي تحتلـُّني شرقاً.. وغرباً..
ويميناً.. وشمالاً..
إستمري في احتلالي..
أنا مشتاقٌ إلى أيّام (وندرمير)..
مشتاقٌ لأن أمشي وإياك على الماء..
وأن أمشي على الغيم..
وأن أمشي على الوقت..
ومشتاقٌ لأن أبكي على صدرك حتى آخر العمر..
وحتّى آخر الشعر..
ومشتاقٌ لحانات الضواحي..
وكراسينا أمام النار..
مشتاقٌ إلأى كل الذرى البيضاء..
حيث أختلط الكحل الحجازيُّ مع الثلج..
ومشتاقٌ إلى شيءٍ من الكونياك..
في برد الليالي..
5
آه.. يا عصفورة الماء التي تجلس قربي..
في قطارت الشمال..
إمسكيني من ذراعي جيداً
فالقرارات التي يصدرها السلطان لا تشغل بالي..
وملفّاتي لدى الشرطة لا تشغل بالي..
وحده حبكِ -يا سيدتي- يشغل بالي..
نحن قامرنا كثيرا..
وتجاوزنا إشارات المرور..
فامسكيني من ذراعي جيداً..
لتدور الأرض..
فالأرض بلا حدود حبٍّ كبير.. لا تدور..

لا نهر يرجع للوراء_نزار قباني

1
ما عاد يمكن أن أكون كما أنا .
أو أن تكوني أنت ..
واحدة النساء ..
هذا غباء .
ما عاد يمكن أن أكرر دهشتي ..
وحماستي ..
وتوتري العصبي في وقت اللقاء .
أرأيت نهراً عاد يوماً للوراء ؟؟ ..

2
لا تغضبي مني ..
إذا حاولت أن أضع النقاط على السطور
أنا واقعي في مخاطبة النساء ..
ولست أخلط بين صوت العقل ، أو صوت الشعر .
كل الظروف تغيرت .
وتغيرت أصواتنا .
وتغيرت كلماتنا .
وتغيرت عاداتنا .
وتغيرت ..
حتى الوسائد ، والمقاعد ، والستور ..
ومكان أحواض الزهور ..

3
إبريل لا يأتي إلينا مرتين ..
والبرق ليس يضيء للعشاق يوماً مرتين ..
والشعر لا يتلى على سمع الحبيبة مرتين ..
هذي هي الدنيا .. وليس بوسعنا صنع المطر ..
في الحلم .. أو تغيير هندسة القمر ..

4
أنا كنت أسكن من زمان
عند خط الإستواء ..
كانت عناويني مطرزة
على شفتيك ، سيدتي ، وأعناق الظباء ..
واليوم .. لا عنوان لي إلا العراء ..

5
هي حالة مجنونة مرت بنا ..
ببروقها ، ورعودها .
ورياحها ، وثلوجها .
هل يا ترى في وسعنا
بعد اعتدال الطقس في أعماقنا
تفجير ألغام الجنون ؟ ..

6
أنا مدرك أني جرحتك بالحوار .
وجرحت نفسي ..
حين ألقيت الزجاج على حقول الجلنار ..
أنا مدرك أني انتحرت بخنجري
وكسرت مصباح النهار .
فإذا ارتكبت حماقتي
فلأنني لا أتقن التمثيل من خلف الستار ..

7
أنا خائف من آلة التسجيل ،
من صوتي .. ومن لغتي ..
ومن شعري .. ومن نثري ..
فما جدوى كلامي ؟
وأنا أضعت الذاكره .
إني أحدق في الوجوه ، وفي العيون ،
فلا أرى أحداً أمامي .
وأنا أحدق في يديك ..
فلا أرى قطناً .. ولا عسلاً ..
ولا ما قيل عن ريش النعام .
وأنا أحدق في ملايات السرير ..
فلا أرى إلا حطامي !! ..

8
هذا هو التاريخ يذبحنا ..
فكيف نفر من سيف العصور ؟
إسبانيا سقطت ..
فلا ورد ، ولا آس ،
ولا ماء يغني في نوافير القصور .
ما عاد يمكن أن أعيد قصائدي الأولى
وأرقص فوق موسيقى البحور ..
ما عاد يمكن أن أعيد لنهدك المسحوق ..
أيام الشجاعة ، والتمرد ، والغرور ..
فعقارب الأيام ، يا سيدتي ، تدور ..
ومواقفي ..
وعواطفي أيضاً تدور !! ..

9
هذا زمان ضيق .
صارت به الكلمات تبحث عن فضاء .
صارت به حرية الإنسان تبحث عن هواء..
صار اقتراف الحب فيه جريمة ..
وتكسرت فيه النساء على النساء !! ..

10
رحل القطار ،
ونحن ما زلنا على مقهى الممحطة جالسين ..
ضاعت تذاكرنا ..
ولا زلنا على أرض المحطة تائهين .
لصقت معاطفنا على أجسادنا ..
وتبعثرت مدن الحنين .
هل نحن حقاً راحلون مع الضحى ..
أم نحن غير مسافرين ؟؟ ..

11
رحل القطار ،
ولا مكان لنا على هذي الخريطه .
لا في الشمال ، ولا في الجنوب .
لا في الصباح ، ولا في الغروب .
رحل القطار ،
وليس يمكننا الذهاب إلى الطفوله
وإلى بياض الياسمين ..

12
ما عاد لي بيت أعود إليه
في وطن النساء ..
أرأيت نهراً عاد يوماً للوراء ؟؟ ..

دعوة إلى حفلة قتل

ما لعينيكِ على الأرض بديلْ
كلُّ حبٍّ غيرُ حبِّي لكِ، حبٌّ مستحيلْ
فلماذا أنتِ، يا سيدتي، باردةٌ؟
حين لا يفصلني عنكِ سوى
هضبتيْ رملٍ.. وبُسْتَانَيْ نخيلْ
ولماذا؟
تلمسينَ الخيلَ إن كنتِ تخافين الصهيلْ؟
طالما فتّشتُ عن تجربةٍ تقتلني
وأخيراً... جئتِ يا موتي الجميلْ..
فاقتليني.. نائماً أو صاحياً
أقتليني.. ضاحكاً أو باكياً
أقتليني.. كاسياً أو عارياً..
فلقد يجعلني القَتْلُ وليَّاً مثل كلِّ الأولياءْ
ولقد يجعلني سنبلةً خضراءَ.. أو جدولَ ماءْ..
وحماماً...
وهديلْ..
***
اقتليني الآنَ...
فالليلُ مُمِلٌّ.. وطويلْ..
اقتليني دونما شرطٍ.. فما من فارقٍ..
عندما تبتدئُ اللعبةُ يا سيِّدتي..
بين من يَقْتُلُ.. أو بين القتيلْ...

على عينيك يضبط العالم ساعاته


قبل أن تُصبحي حبيبتي
كانَ هناكَ أكثرُ من تقويمٍ لحساب الزَمَنْ.
كان للهُنُود تقويمُهُمْ،
وللصينيِّنَ تقويمُهُم،
وللفُرْسِ تقويمُهُمْ،
وللمصريِّينَ تقويمُهُم،
بعدَ أن صرتِ حبيبتي
صارَ الناس يَقُولون:
السنةُ الألفُ قبل عَيْنَيْها
والقرنُ العاشر بعد عَيْنَيْها.
وصلتُ في حُبِّكِ إلى درجة التَبَخُّرْ
وصارَ ماءُ البحر أكبرَ من البحرْ
ودَمْعُ العين أكبرَ من العينْ
ومساحةُ الطَعْنَةِ..
أكبرَ من مساحة اللَّحْمْ.
3
وأتوحَّدَ بكِ أكْثَرْ
صارتْ شفتايَ لا تكفيانِ لتَغْطيةِ شَفَتَيْكِ
وذِرَاعايَ لا تكتفيانِ لتطويقِ خَصْرِكْ
وصارتْ الكِلماتُ التي أعرفُها
أَقَلَّ بكثيرٍ،
من عدد الشَامَاتِ التي تُطرِّزُ جَسَدكِ.
4
لم يعُدْ بوسْعي،
فمنذُ أعوامٍ،
وهُمْ يُعْلِنونَ في الجرائد أنَّني مفقودْ
ولا زلتُ مَفْقُوداً..
حتى إشعارٍ آخَرْ..
5
لم يَعْدْ بوسْع اللغة أن تَقُولَكِ..
صارتِ الكِلماتُ كالخيول الخَشَبيَّهْ
ولا تَطَالُكِ..
كُلَّما اتَّهمُوني بحُبِّكِ..
أشعُرُ بتفوّقي.
وأعقدُ مؤتمراً صحفيَّاً،
أوزِّعُ فيه صُوَرَكِ على الصحافَهْ،
وأظهر على شَاشةِ التلفزيونْ
وأنا أضَعُ في عروة ثوبي
وردةَ الفضيحَهْ..
7
كنتُ أسمعُ العُشَّاقَ
يتحدَّثُونَ عن أشواقِهمْ
فأضْحَكْ..
وشربتُ قهوتي وحدي..
عرفتُ كيف يدخلُ خنجرُ الشوق في الخاصرة
ولا يخرجُ أبداً..
8
مُشْكلتي مع النَقْد
أنَّني كلَّما كتبتُ قصيدةً باللون الأسودْ
قالوا إنَّني نَقَلْتُها عن عَيْنَيْكِ..
9
أنَّني كلَّما نفيتُ علاقتي بكِ
سَمِعْنَ خَشْخَشَةَ أساوركِ
في ذَبْذَبات صوتي
ورأينَ قميصَ نَوْمكِ
10
لا تُعوِّديني عليكِ..
فقد نصحني الطبيبْ
أن لا أتركَ شفتيَّ في شَفَتَيْكِ
أكثرَ من خَمْسِ دقائقْ
وأن لا أجلس تحت شمس نَهْدَيْكِ
أكثرَ من دقيقةٍ واحدةٍ
11
إنْ كنتِ تعرفينَ رَجُلاً..
يُحِبُّكِ أكثرَ منّي
فدُلّيني عليهْ
لأُهنِّئهُ..
وأَقْتُلَهُ بعد ذلكْ..
أكثرَ من دقيقةٍ واحدةٍ
حتَّى لا أحترقْ..
11
إنْ كنتِ تعرفينَ رَجُلاً..
يُحِبُّكِ أكثرَ منّي
فدُلّيني عليهْ
لأُهنِّئهُ..
وأَقْتُلَهُ بعد ذلكْ..

أمنيات نسائيّة عكس المنطق

في عيد المرأة دعني أعلن ما لا تتوقّعه منّي النساء. فلطالما تردّدت في الاعتراف بأحلامي السريّة، خشية أن تهاجمني الحركات النسويّة. وحدي ناضلت كي يعيدني حبّك إلى عصور العبودية، وسرتُ في مظاهرة ضدّ حقوق المرأة، مطالبة بمرسوم يفرض على النساء الحجاب، ووضع البرقع في حضرة الأغراب، ويعلن حظر التجوّل على أيّ امرأة عاشقة، خارج الدورة الدموية لحبيبها.ـ
قبلك حقّقت حلم الأُخريات بالتحرّر، واليوم، لا مطلب لي غير تحقيق حلمي في البقاء عصفورة سجينة في قفص صدرك، وإبقاء دقّات قلبي تحت أجهزة تنصّتك، وشرفات حياتي مفتوحة على رجال تحرّيك.ـ
رجل مثلك؟ يا لروعة رجل مثلك، شغله الشاغل إحكام قيودي، وشدّ الأصفاد حول معصم قدري. أين تجد الوقت بربّك.. كي تكون مولاهم.. وسجّاني؟

امرأة مثلي؟ يا لسعادة امرأة مثلي، كانت تتسوّق في مخازن الضجر الأنثويّ، و ما عاد حلمها الاقتناء.. بل القِنانة، مذ أرغمتها على البحث عن هذه الكلمة في قاموس العبوديّة. و إذا بها تكتشف نزعاتك الإقطاعيّة في الحبّ. فقد كنت من السادة الذين لا يقبلون بغير امتلاك الأرض.. ومن عليها. كانت قبلك تتبضّع ثياباً نسائيّة.. عطوراً وزينة.. وكتباً عن الحرية. فكيف غدت أمنيتها أن تكون بدلة من بدلاتك.. ربطة من ربطات عنقك.. أو عباية لأعيادك.. أو حتى مسبحة في يدك.ـ

كلّما شاهدتُ على التلفزيون أسرى محرّرين، لم أفهم لماذا يبكون ابتهاجاً بالحريّة، و وحدي أبكي كلّما هدّدتني بإطلاق سراحي. ولماذا، كلّما تظاهرت بنسيان مفتاح زنزانتي داخل قفل الباب، عُدت لتجدني قابعة في ركن من قلبك.و كلّما سمعتُ بالمطالبة بتحقيق يكشف مصير المفقودين، خفتُ أن يتمّ اكتشافي وأنا مختفية، منذ سنوات، في أدغال صدرك.ـ

وكلّما بلغني أن مفاوضات تجرى لعقد صفقة تبادل أسرى برفات ضحايا الحروب، خفتُ أن تكون رفات حبّنا هي الثمن المقابل لحرّيتي، فرجوتك أن ترفض صفقة مهينة إلى هذا الحدّ.. ورحتُ أعدّ عليك مزايا الاعتقال العاطفي.. علّني أغدو عميدة الأسرى العرب في معتقلات الحبّ.