الاثنين، 8 مارس 2010

أمنيات نسائيّة عكس المنطق

في عيد المرأة دعني أعلن ما لا تتوقّعه منّي النساء. فلطالما تردّدت في الاعتراف بأحلامي السريّة، خشية أن تهاجمني الحركات النسويّة. وحدي ناضلت كي يعيدني حبّك إلى عصور العبودية، وسرتُ في مظاهرة ضدّ حقوق المرأة، مطالبة بمرسوم يفرض على النساء الحجاب، ووضع البرقع في حضرة الأغراب، ويعلن حظر التجوّل على أيّ امرأة عاشقة، خارج الدورة الدموية لحبيبها.ـ
قبلك حقّقت حلم الأُخريات بالتحرّر، واليوم، لا مطلب لي غير تحقيق حلمي في البقاء عصفورة سجينة في قفص صدرك، وإبقاء دقّات قلبي تحت أجهزة تنصّتك، وشرفات حياتي مفتوحة على رجال تحرّيك.ـ
رجل مثلك؟ يا لروعة رجل مثلك، شغله الشاغل إحكام قيودي، وشدّ الأصفاد حول معصم قدري. أين تجد الوقت بربّك.. كي تكون مولاهم.. وسجّاني؟

امرأة مثلي؟ يا لسعادة امرأة مثلي، كانت تتسوّق في مخازن الضجر الأنثويّ، و ما عاد حلمها الاقتناء.. بل القِنانة، مذ أرغمتها على البحث عن هذه الكلمة في قاموس العبوديّة. و إذا بها تكتشف نزعاتك الإقطاعيّة في الحبّ. فقد كنت من السادة الذين لا يقبلون بغير امتلاك الأرض.. ومن عليها. كانت قبلك تتبضّع ثياباً نسائيّة.. عطوراً وزينة.. وكتباً عن الحرية. فكيف غدت أمنيتها أن تكون بدلة من بدلاتك.. ربطة من ربطات عنقك.. أو عباية لأعيادك.. أو حتى مسبحة في يدك.ـ

كلّما شاهدتُ على التلفزيون أسرى محرّرين، لم أفهم لماذا يبكون ابتهاجاً بالحريّة، و وحدي أبكي كلّما هدّدتني بإطلاق سراحي. ولماذا، كلّما تظاهرت بنسيان مفتاح زنزانتي داخل قفل الباب، عُدت لتجدني قابعة في ركن من قلبك.و كلّما سمعتُ بالمطالبة بتحقيق يكشف مصير المفقودين، خفتُ أن يتمّ اكتشافي وأنا مختفية، منذ سنوات، في أدغال صدرك.ـ

وكلّما بلغني أن مفاوضات تجرى لعقد صفقة تبادل أسرى برفات ضحايا الحروب، خفتُ أن تكون رفات حبّنا هي الثمن المقابل لحرّيتي، فرجوتك أن ترفض صفقة مهينة إلى هذا الحدّ.. ورحتُ أعدّ عليك مزايا الاعتقال العاطفي.. علّني أغدو عميدة الأسرى العرب في معتقلات الحبّ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق