الاثنين، 1 مارس 2010

كي لا تحتاج امرأة سواي - احلام مستغانمي


في سالف الأزمان
عشت عدة أعمار
من أجل عمر واحد
أنفقه في ليلة واحده
يوم ألقاك

***

كنت هناك
في ما أعطيتُه لسواك
في ما احتفظت به
الى يوم تأتي
في ما قلته لغيرك
وكنت أعنيك
في ما لم أقله لأحد
لأنك صمتي

***

في غيرتي عليك
من قبل أن تجيء
في حسد من عرفتهن قبلي
لأنك ما أخلصت
سوى لانتظاري

***

في قراري
أن أتقمّص كل النساء
كي تحبّني في كل أنثى
ولا تعرف لي أسماً

***

في اسمي المحكوم بالحلم المؤبد
كما أراده أبي
في مفردي وجمعي
في قدر تبددي
أثناء بحثي....
عن آباء لكتبي
***

في وشاية ما كتبت
في تهمة أحذيتي
في شبهة خطاي
بحثاً عن عنوانك
في قلبك
الذي بلغته مصادفه
وأقمت فيه تحت أسماء مستعارة
منتحلة كلّ يوم صفه
كي لا تحتاج امرأة سواي

الحبّ إغداق.. لذا هو فضّاح لِمَن دونه - احلام مستغانمي

كلّما رأيت من حولي نساءً في كامل انتظارهنّ، يشكون البطالة العاطفيّة، ورجالاً أعياهم الترقُّب لبرق يُنذر بصاعقة عشقيّة، وقصّة حبّ "أبديّة"، حضرني قول جون كيندي: "لا تسأل ماذا يمكن لوطنك أن يفعل لك، بل ماذا عليك أن تفعل من أجله".ـ
بالمنطق نفسه، على العاطلين عن الحبّ أن يسألوا ماذا عليهم أن يفعلوا من أجل الفوز به. فلا يمكن طلب الحبّ بالتكلفة الأقل. الحبّ إغداق، إنّه يحتاج إلى سخاء عاطفيٍّ يتجاوز قدرة الناس العاديين على الإنفاق.ـ
لذا، الحبُّ فضّاح لِمَن دونه، لأنّه يُعرِّي البخلاء، حتى الذين يعتقدون أنّهم أعطوا.. لمجرّد أنّهم أنفقوا عليه!ـ
***
غادِر بيتك كلّ صباح، وكأنّك على موعد مع الحب.ـ
تهيّأ له بما أُوتيت من أناقة. يحلو للحبّ أن يُباغتك في اللحظة التي تتوقّعها الأقل:ـ
ـ"وجدتها
في وقت لم أُنادِها فيه
فوق محطّة لم أنتظرها عليها
في لحظة لم أتهيأ لقدومها
في مكان لم أبحث فيه عنها
في مساء لم أُعطِّره لاستقبالها
في بقعة أرض لم تكن مهيأة لها".ـ


مقتطف من نصّ "تأمّلات متأخّرة في الحب"... نُشر سنة
2006