الخميس، 23 يوليو 2020

هكذا تخسرها - جونو دياز - #ترجمة_ضي_رحمي

تخسرها عندما تنسى التفاصيل الصغيرة التي تعني لها العالم: الصدق في صوتك أثناء جولة في البقالة. بهجة العثور على شيء مفقود أو منسي، مثل ملصق، منذ كانت في الخامسة من عمرها. إيثار طفل يتخلى عن جزء من وجبته لآخر. رائحة الكتب الجديدة في المكتبة. الرسائل المفاجئة، قصيرة ربما، لكن صادقة، المخبأة في دفتر مذكراتها، وأماكن أخرى تراها فقط لو أنك اقتربت بما يكفي.
عليك أن تتذكر عندما تنسى.

تخسرها عندما لا تلاحظ أنها تحفظ تفاصيلك كلها: استخدامك لعلامات الترقيم المناسبة التي تحثها على الاسترسال لا التوقف، صمتكَ عندما تكون بصدد إلقاء سؤال لكنك تشكَ أن أية شيئًا ستقوله سيكون سخيفًا، ثرثرتك التافهة عندما يخيم الصمت طويلًا، خط يدك عندما توقع اسمك على الملاءات أو الأوراق، ضحكتك المكتومة عندما تحاول أن تكون مهذبًا، والكثير والكثير مما أنت عليه، الذي ربما لا تعرفه عن نفسك، لأنها مهتمة.
تذكرتَ عندما نسيتَ.

تخسرها في كل ثانية تجعلها تشعر أنها أقل جمالًا مما هي عليه. عندما تشعرها أنها قابلة للاستبدال، بينما ترغب في شعور بالتقدير. عندما تشعرها أنك عابر، بينما تريدك أن تبقى. عندما تشعرها أنها غير كافية، تريد أن تعرف أنها مناسبة، أنها ليست بحاجة لأن تتغير لأجلك، أو لأجل أية شخص آخر، لأنها هي ما هي عليه، وهي جميلة ولطيفة وصالحة.
عليك أن تعرفها جيدًا.

عليك أن تعرف سبب صمتها، أن تحصر نقاط ضعفها، أن تكتب لها. ذكرها أنك هنا. عليك معرفة كم يتطلب منها الأمر من وقت قبل أن تستسلم. يجب أن تكون هناك لتسندها عندما توشك أن تفعل.عليك أن تحبها لأن كثيرين حاولوا وفشلوا. وهي تريد أن تعرف أنها تستحق الحب، تستحق من يتمسك بها.

هكذا تبقي عليها.

.
هكذا تخسرها - جونو دياز - #ترجمتي_ضي_رحمي