الخميس، 27 يناير 2011

انسحابي _هاني شاكر

وابتدي يدبل هوانا.. وانت بتضيع من ايدية
ايوة حسيت بالخيانة.. قبل ما اشوفها بعينية

بالورقة والقلم _اغنية فيلم عسل اسود

بالورقة والقلم
خدتينى ميت ألم
انا شفت فيكى مرمطة
وعرفت مين اللى اتظلم


ليه اللى جايلك اجنبى
عارفة عليه تطبطبى
وتركبى والش الخشب وعلى اللى منك تقلبى


عارفة سواد العسل
اهو ده اللى حالك ليه وصل
ازاى قوليلى مكملة
وكل ده فيكى حصل


يا بلد معاندة نفسها
يا كل حاجة وعكسها
ازاى وانا صبرى انتهى
لسة بشوف فيكى امل

طرداك وهى بتحضنك
وهو ده اللى يجننك
بلد ماتعرف لو ساكنها
والا هى بتسكنك


بتسرقك وتسلفك
ظلماك وبرضه بتنصفك
ازاى فى حضنك ملمومين
وانتى على حالك كده

في علم النفس


عندما ترى شخص يضحك كثيرا وعلى اشياء شبه تافهة فأعلم انه حزين ......
عندما ترى شخص ينام كثيرا نصف يومه فأعلم أنه مجروح.....
...
عندما ترى شخص لا يتكلم وإن تكلم يتكلم بسرعة فأعلم أنه كتوووم....
عندما ترى شخص لا يبكي فأعلم أنه ضعيف ......
عندما ترى شخص يأكل بشكل غير طبيعي فأعلم أنه متوتر ......
عندما ترى شخص يتذكرك ويسأل عنك رغم إنشغاله فأعلم أنه
يحبــــــــــــــــــك

الثلاثاء، 25 يناير 2011

هشام الجخ _إيزيس

نفسي أنام فينك؟
يا ام الرموش عنقريب
(العنقريب سرير يصنعه اهل النوبة من الجريد)
ماتدمّعيش عينك
الفرح جاي عن قريب

إيزيس

إزاي بتتحمّل؟؟
أنساها .. وتجيني ..
أسقي بنات الدنيا إلاّها
ولما العطش يكويني أقاها
هي اللي تسقيني
تهديني يوم وردة
أدِّيها لفلانة
تجري على حضني احكيلها عن نانا

إزاي بتتحمّل؟
غمز البنات واوعر من غمزهم ردِّي
جاياني ملهوفة ما تلاقي غير صدِّي
أحزن في أحضانها وافرح هناك وحدي
يا ام القليب اتخلق معرفش غير يِدِّي

يا ام الفؤاد ولاّد
معرفش غير يعشق
الصبر عدّى وزاد
يا قلبها المتقاد
ما عرِفت يوم تزهق
كانت بتلبس لي اجمل فساتينها
ترمي ف صحاريا أفتن بساتينها
تِدْمع رياحينها
ولا قلبي يوم يشفق

وإزاي بتتحمل ؟؟؟
كُتر الكلام عني بحكاوي وانا غايب
الليلة كان سهران
الليلة كان سكران
الليلة كان عاشق والليلة كان دايب

يا ام الرموش طايشة وام العيون لامّة
حضبك ما حيسعنيش انا بَلْوِتي طامّة
اربع سنين يا هوا مِلْكِيّتي عامّة

كل البنات اتلبنوا بيا وتفُّوني
ورسموني خروف معلوف وسمعوا قصايد وابتسموا وصحيم بدري يوم العيد ودبحوني
بقالي ييجي اربع سنين مسمار في غيط شواكيش
دَقُّوا على راسي لكن مثبتونيش
يوم التقي مرسى وسنين ياخدني الطيش

كل الالم فيّا ومش قادر اتألم
وبتصعبي عليا ومش بقدر اتكلم
انا نفسي بس افهم
كل البلاوي ديا ازاي مابعّدوكيش

سامحيني لما اغلط
وانا تاني رايح اغلط لجلٍ تسامحيني
احلى ما في التوهان اول ما باجي اوصل واحلى ما في الاحزان انك تضميني

يا مسكناني ضلوع
جواكي راح وبراح
ما بينلهاشي رجوع
شكلي حاموت سواح

كان نفسي فيكي زمان أياميها كان لي قلب
كانت الحياة خضرا
النخلة والبقرة
والقلب طين ابيض بينام على القرآن وبيصحى وقت الحَلْب
اياميها كان لي قلب
ايه اللي قلب النور ضلمة وليل راسي؟
واشمعنى فوق راسي يحلا العذاب والقلب؟
واشمعنى سابوا الناس بقلوب خضار وعمار ؟ وف قلبي نِزْلوا سَلْب ؟
انا اول اللي اتصلب بس التاريخ كداب مفهمش معنى الصلب
ركعوا البنات ليا واتّنوا قدامي
وفي حفل اعدامي
ضحكوا وقالوا كلب

انتي اللي دمّعتي
جمّعتي جسماني من مملكة ايزوريس ويا ريت ما جمّعتي
طب كنتي سبتيني ادخل هنا غزوة واعمل هنا هُدْنة
وما دمت انا ميت ايه تِفْرِق الدفنة؟
ما البحر راح يسبق لو مهما جدّفنا
انتي اللي بتعاندي وعشمانة في الجنة
والجنة مش ليا

إزاي بتتحمل لوم الصحاب فيا؟؟
على ايه غرامك بيه؟
ده التبن من تحتيه
باقي الماعون مية
تضحك على قولهم وتبص في الساعة وتقول زمانه صِحِي
زيدي كمان نورك يا ام الجبين الضَّحِي
جَنّنِي صوت حزنك إياكي يوم تفرحي
لا الفرحة تسرقنا

لا انا حِمل مهرك ودهبك ولا جاي معاي عاجِك
ولا حمل توب من حريرك ولا ماسة من تاجك
ده انا بالكتير حاجج من وسط حجاجك
جيت لك في شهر حرام فمتهدريش دمي
ماتقربيش مني مانتيش كِفَا همي
وَلِّي لحجاجك يا ام الجبين عرفات
حبك كما الصلوات والقِبلة مش يَمِّي

يا معلماني الهوا ومسَكِّنة التباريح
حبك نخيل طارح ميهزهوش الريح
ارمي الحجر جارح تنزِل رطب مجاريح
إزاي بتتكسر اشواكي جواكي
ابكي على صدرك القى البكا تفاريح

إزاي بتتغير دنيايا جوايا اول ما اكون جنبك
وإزاي يجيلك صبر تنشفي بكايا والذنب مش ذنبك
انا الاعمى
جفاني الحب ونسيته على ايدين اللي تتسمى ما تتسمى
قطع راسي على خوانة ولا كَبَّر ولا سمّى
ولا سابني اموت مستور ولمّ عليا ميت لمّة
وذنبك ايه بقية السكة تقضيها بعجوز اعمى؟

انا اللي الناس بتخشاني هوا ومنظر
هموم الدنيا خاشاني وبتمنظر
وعايش عيشة خشّاني وبتغندر
وبتلكلك في حضن الليل سُكّيتي
عواصفي فوق حدود وصفي
وبابك صعب يتحمل عواصف مهما سَكّيتي

انا المدبوح ولما تقول لي حبيتك بحس دماغي واكلاني
اردّ بايه على بنيّة في كل كيانها شايلاني
انا المجرم وانا القاسي وانا اللي نسيتها ميت مرة ما نسيتني
ومشيتها في دروب مرة ما ملّتني
وداست ع الطريق حافية وسلّتني
وصحيت بدري وقت الفجر صلّتني

ارد بايه؟
وقلبها سابها في متاهة
قليل الاصل غَيَّاها
وقلبي التاني قسّاني وقلّ باصله ويّاها


غرامك يا ام طيف مخمل بيتجمّل
ويفرش صدري بالعنبر وبالمحمل
انا المعشوق يا كل العاشقين غيروا
تحبوا شيء جميل طبعا لكن تتحبوا ده الاجمل
حبيبتي احلى من شعري واحلى م الحروف كُمَّل
ولا بتهجر ولا بتغدر ولا بظلمها تتململ
لكني في حيرتي بستغرب
انا ازاي مش بغني لها ؟
وهي ازاي بتتحمل؟؟؟؟

ضمن اشياءه


ٱعًلمّ بُأنّه يّحْبنٍيُ ..
لگِنيّ "ٱيضْاً "
ٱعًلمّ بُأنّه لٱ يفّهْمُنيّ ؟!!
ٱعًلمّ بُأنّه يخُٱفّ عْليّ...
...ۆ لگِنهّ لٱ يّحمْيـُنيّ .. !
......ٱعًلمّ بُأنّه يفتّقْدنًـيّ....
ۆلگِنهّ لٱ يبّحثْ عًنيّ ?!
ۆٱعًلمّ جًيُدْاً بٱنّيْ ضًمّـنْ أشُيْـٱءهّ ...
ۆلگِنـيّ لسُتٍ " ٱهًمٍهُا

كيلاني _ايه اللي صح

باب ورا باب..
خلا بيننا بعاد وعذاب ..
سيبت قلبي بشوق كداب
انت قلبك ايه؟؟؟؟


ايه اللي صح بيننا من البداية؟
حتي وانت جنبي مش معايا
مات هوايا فيا

مش كفاية خلاص ارتاح 

انا قلبي لسة منك مجروح
حابس دموعي حلاوة روح
وياك سنين اسيتها
وراح اللي راح

جروح الشتاء

أكره جروح الشتاء .. لاتلتئم سريعاً وتظل تؤلمك
كبصمة أول حب .. عالقة في قلبك .. تتعثر بها عند فرصه حب جديده

نسيان

نحن ننسى لآنه يجب علينا ذلك ، وليس لآننا نريد ذلك

الأحد، 23 يناير 2011

بيتاً ريفياً

أحتاجُ بيتاً ريفياً ،
أزهار توليب في كل مكان ، متحلقة بعشوائية حول الكوخ .
رعاة البقر والماعز بالقربِ منا ،
المساحات الخضراء التي لا تتأثر بشمس المملكة الحارقة!
ومدفئة عتيقة جداً . تحمل قدر حساء كبير ،
...أحتاج أن أعيش ببساطة ..
،.وأن أعتزل ضجيج العالم المؤذي

تحبك النساء من أجلي

(إذا فكرت في الحب بعدي..فلا تحب امرأة تقرأ لي.. فلن تسرقني امرأة أدركت عمق مشاعري تجاهك)





(1)
صنعت يا سيدي من الحروف..
جيشاً من الوفاء
و بنيت من الكلمات ..
مدينة من الحب
يهتف بها شعبها ..لي....



(2)
ستطرق بابك بعدي نساء كثيرات..
فقط
كي يتقصين أخباري منك....



(3)
أصبت بك..
كالمرض المعدي
وكل امرأة تقترب مني
تصاب بالمرض ذاته..
و تحبك....



(4)
كل امرأة رأتك في وجهي أحبتك
و كل رجل رآك في وجهي ..
كرهني
فأجمل ما فيك .. أنا..
و أقبح ما فيّ..أنت....



(5)
كل امرأة ستبتسم لك في الطريق.. ستخونني..
و كل امرأة ستهديك وردة حمراء.. ستخونني..
و كل امرأة ستكتب لك رسالة زرقاء.. ستخونني..
و كل امرأة ستهاتفك سراً.. ستخونني..
فلن تقترب منك بعدي إلا امرأة خائنة....



(6)
تحفظك النساء جيداً..
فقط استذكرنك في كتاباتي..سنواتٍ طويلة
وحصلن بك.. على الدرجات النهائية....



(7)
لن يقتلني سيفك..
و لا سيّافك
فهناك خلف الشرفات
يجلس رجل ينصت إلى حكايتي
معك..
ويحبني بصمت....



(8)
شكراً لكل امرأة ..
التقتك..
وتجنبتك..
كي تحفظني ..بك....



(9)
فلتتحدث نساء المدينة عني..
كما يحلو لهن..
فلست امرأة العزيز
ولن أوجه دعوتي إليهن
ولن أخرجك عليهن
فلست بحاجة إلى عذر
أبرر به ذلك الجنون بك....



(10)
غادرني إلى أبعد مدن الفراق
وارحل كما يحلو لك
فلن أغلق الأبواب عنك
ولن أراودك عن إحساسك
ولن أقدّ قلبك..من دبر....



(11)
قميصك الممزق
وصلني منذ زمن
ومازلت أحتفظ به
لأنه الدليل الوحيد على .. براءة الذئب....



(12)
فعلتها امرأة
ولم يفعلها الذئب
فقميصك الممزق
ملطخ .. بأحمر الشفاة....



(13)
بدأت أكسر قيدي
وأنال حريتي
أتخلص من عادة التفكير فيك
قبل النوم....



(14)
حوّلك جنوني إلى فاكهة
محرمة على النساء
فلن تتناولك بعدي سوى امرأة
اعتادت على تناول الحرام....



(15)
شكراً لكل امرأة
قابلتك من أجلي
و أحبتك من أجلي
و حفظتك من أجلي
و غادرتك من أجلي

مانع سعيد العتيبة من قصيدة رباعيات الصّمت

أَتْرُكُ قَلْبي بَيْنَ يَدَيْكِ أَفَهلْ يَلْقَى الأَمْنَ لَدَيْكِ؟
يَا بِنْتَ حُرُوفي كَمْ أَخْشى مِنْ بَوْحي بالحُبِّ عْلَيْكِ
وَلِذا قَرِّرْتُ بإِصْرَارٍ أَنْ لا أَشْتَاقَ لِعَيْنَيْكِ
فَالشَّوْقُ لِعَيْنَيْكِ خَطِيرٌ لا يَحْمِلُ أَمْنَ الصَّمْتِ إِلَيْكِ

عد

أشرعت نوافذ عمري بانتظارك  فـعُد !
فأنا أحرقت كل أخشاب الصبر في غيابك
ولم أدفأ !

( ثرثرة ألم )


هناك أناس تأتي بهم صدف الحياة الينا .. فنشعر بأنهم خاتمة كل الأشياء الجميلة بنا ، وبأن بَعدَهم ..لا جديد


(1)

تك تك تك
هل تسمع هذه الطرقات كما أسمعها الآن؟
انها صوت الفراق على باب حكايتنا
انتهت الحكاية
وما زال صوت الطرقات يملأ أذني

(2)

تك تك تك
هل تسمع ؟
لماذا لا يسمع الصوت سواي ؟
فأجري بوهم اللهفه ولهفة الوهم
أفتح الباب
فلا أحد بالباب سوى الفراغ
يا الله .. لو تدرك مساحة الفراغ الممتد خلفك !!

(3)

وترحل ..
وتبقى الأشياء خلفك في حالة ذهول وذبول
كم هي مُرة الأشياء خلفك
وكم بطيئة هي اللحظات
فالآن أصبح الفراق واقعا مجسّدا
فمن يبيعني طاقة أوجه بها ما لا طاقة لي عليه ؟

(4)

وترحل !!
فيتعلق العمر بطرف ثوبك
ويختبىء الفرح في جيبك
ويستقرّ الأمل تحت ردائك
فتُغادرني معهم
وأبقى وحدي
حيث لا شيء معي .. سواي !!

(5)

انظر !!
ها أنذا أقف بشموخي المعتّق
فما زلت أستطيع الوقوف
والحركة حول بقاياك
والسير في اتجاه النسيان
والنوم تحت عجلات الألم
والجري الى أبعد حدود الحزن

(6)

وانظر !!
ها أنذي ابتسم
لست مرعوبه
فراقك لا يرعبني
فراقك لا يرعبني
فراقك لا يرعبني
سأكتبها في دفتري كل ليلة
قبل النوم
كي أنام بسلام !!

(7)

نعم
اريد ان أنام بسلام
بعيدا عن ضوضاء الحزن
وثرثرة العقل
وأنين القلب
وبكاء الحنين
أريد ان انام بسلام
فمنذ أن أضعتك .. اضعت السلام !!

(8)

أحببتك جدا لدرجه أني حين رأيتك ترحل أمامي
أغمضت عيني بعمق
كنت احاول اقناع نفسي بأني
أغط في سبات عميق
وأني في الغد سأفتح عيني نحوك
كي أخبرك أني ليلة البارحة
حلمت بك حلما مرعبا
ورأيتك في منامي تفارقني !!

(9)

أحببتك جدا
لدرجه أني بكيت خلفك
كنت أظن أن دموعي ستجرفك نحوي
كنت واهمة
وأدركت بعد ليالٍ من البكاء المر
أن من ترحل به رياح الواقع
لا تعود به بحور الحنين أبدا !

(10)

لحظه من فضلك
قبل أن تغيّبك سحب الفراق
هل تأذن لي ؟
أريد أن احتفظ بهذا الجزء من حكايتنا
فهذا الجزء فيه طفلي وطفلتي
وأشياء أخرى
رسمنا ملامحها ذات حب جميل !!

(11)

غدا يا سيدي
وآه من الغد
حين أعود إلى فراشي
وأضع رأسي فوق وسادتي
وانظر الى الهاتف الذي كان
يهديني صوتك في كل مساء
ويهديني مع صوتك إحساسا
بنكهة الفرح
وأسمع في الدجى حنيني يبكيك
فماذا أقول له ؟
ماذا أقول له ؟

(12)

سيدي
الآن أنا لا أقف في مرحلة الحزن
تجاوزت الحزن بمراحل
فبعد الحزن يا سيدي
هناك مراحل بطيئة ثقيلة
مراحل لا تكتب ولا تقرأ ولا توصف
ولا طاقة لنا على احتمالها !!

(13)

ففي هذا المساء يا سيدي
سأنام وتحت وسادتي وصيتي
أوصيت لك بقلبي
بكل أحلامه وأمنياته وأحاسيسه
ضعه في زجاجه صغيرة
وضع الزجاجة قرب سريرك
وكلما نظرت اليها
تذكر امرأة أحبتك بهذا القلب يوما

(14)

تك تك تك
ها قد عاد الصوت ذاته
هل تسمعه ؟
ترى ؟
متى سيختفي كي أظهر ؟
ومتى سيموت كي أعيش ؟

لو عادوا يوماً .. وأحياناً يعودون

عندما يخذلون إحساسك الجميل
ويكسرون أحلامك بقسوة
ويرحلون عنك كالأيام
كالعمر
وينبت في قلبك جرح باتساع الفراغ خلفهم
ثم تأتي بهم الأيام إليك من جديد
فكيف تستقبل عودتهم
وماذا تقول لهم




قل لهم


إنك نسيتهم..وأدر لهم ظهر قلبك
وامضِ في الطريق المعاكس لهم
فربما كان هناك
في الجهة الأخرى
أُناس يستحقونك...أكثر منهم


قل لهم


إن الأيام لا تتكرر
وان المراحل لا تُعاد
وإنك ذات يوم..خلفتهم..تماما
كما خلفوك في الوراء
وان العمر لا يعود إلى الوراء أبدا

قل لهم

إنك لفظت آخر أحلامك بهم
حين لفظتك قلوبهم
وأنك بكيت خلفهم كثيرا
حتى اقتنعت بموتهم
وانك لا تملك قدرة إعادتهم إلى الحياة
في قلبك مرة أخرى
بعد أن اختاروا الموت فيك




قل لهم



إن رحيلهم جعلك تعيد اكتشاف نفسك
واكتشاف الأشياء حولك
وإنك اكتشفت أنهم ليسوا آخر المشوار
ولا آخر الإحساس..ولا آخر الأحلام
وإن هناك أشياء أخرى ..
جميلة..ومثيرة..ورائعة
تستحق عشق الحياة واستمراريتها


قل لهم


إنك أعدت طلاء نفسك بعدهم
وأزلت آثار بصماتهم من جدران أعماقك
واقتلعت كل خناجرهم من ظهرك
وأعدت ولادتك من جديد
وحرصت على تنقية المساحات الملوثة منهم بك
وان مساحاتك النقية ما عادت تتسع لهم


قل لهم



إنك أغلقت كل محطات الانتظار خلفهم
فلم تعد ترتدي رداء الشوق
وتقف فوق محطات عودتهم
تترقب القادمين
وتدقق في وجوه المسافرين
وتبحث في الزحام عن ظلالهم وعطرهم وأثرهم
علّ صدفة جميلة تأتي بهم إليك



قل لهم



إن صلاحيتهم انتهت
وإن النبض في قلبك ليس بنبضهم
وإن المكان في ذاكرتك ليس بمكانهم
وإن الزمان في أيامك ليس بزمانهم
ولم يتبق لهم بك..سوى الأمس
ألم وأسى وذكرى الأمس


قل لهم


إنك نزفتهم في لحظات ألمك..كدمك
وأنك أجهضتهم في لحظات غيابهم
كجنين ميت بداخلك
وأنك أطلقت سراحهم منك
كالطيور
وأغلقت أبوابك دونهم
وعاهدت نفسك
ألا تفتح أبوابك إلاّ
لأولئك الذين يستحقون


قل لهم


إن حمى رحيلهم..قد أصابتك بداء العقل
فتوقفت عن الهذيان بعودتهم
ولم تعد ذلك المجنون بهم
ولم تعد تنتظر الليل كي تبكيهم
ولم يعد القمر والسهر يعنيان لك الكثير
ولم يعد البحر صديقك المنصت لحديثك
الحزين عنهم


قل لهم


إن لكل إحساس زماناً
ولكل حلم زماناً
ولكل حكاية زماناً
ولكل حزن زماناً
ولكل فرح زماناً
ولكل بشر زماناً
ولكل فرسان زماناً
وإن زمنهم انتهى بك منذ زمن


قل لهم

لا تقل لهم شيئا
استقبلهم بصمت
فللصمت أحيانا قدرة فائقة على التعبير
عما تعجز الحروف والكلمات عنه
نصيحة
لا يعودون أحيانا
لكنهم أحيانا يعودون


فإن رحلوا

فلا تضيّع عمرك في ترتيب أفكارك
وكلماتك التي تود قولها لهم
إذا ما عادوا إليك يوما
حقيقة


أحياناً

نتمنى عودتهم
كي نسرد عليهم حكاية نسيانهم
ونمارس عليهم
خديعة كبري
فمثلهم..لا يستحق صدقنا

لاشىء بعدك يستحق

أستيقط صباحا
أفتح عيني للحياة وألمح سقف غرفتى
فأشعر بالالم والاحباط
لاكتشافى باننى مازلت على قيد الحياة
وان فراقك لم يكن (كابوس) ليلة عابرة
...وان هناك معاناة ما ستبدأ بعد قليل
مع واقع لايحتويك....
فأغمض عيني مرة أخرى
لاشى بعدك يستحق الاستيقاظ....
لاشىء بعدك يستحق الاستمرار
لاشىء بعدك يستحق شىء
 

غيابك .. بعض الغياب موت

"لم أتذوق طعم الموت، لكني تذوقت طعم غيابك ، فمارست الموت في الغياب ، كما يمارسون الغياب في الموت.."

غيابك..
كأس سم..
أحتسيه كل ليلة
فيبلل الطرقات في أعماقي
ويمتزج بدم قلبي
فتموت كل الأشياء فيَّ
إلا .. أنت !!

غيابك..
وسادة جمر..
أتوسدها كل ليلة
أضع رأسي في أحشائها
فيتصاعد دخان ذاكرتي
فأفور
و تثور
و تختفي رائحة التفاصيل..المشتعلة !!

غيابك..
مدينة حزن..
أشّد الرحال إليها كل ليلة
أدخلها بلا أوراق رسمية
و أتجول في شوارعها
و أشعل شموع الأمل فيطرقاتها
و أتقصى آثار خطاك
علّ الدرب ينتهي يوماً إليك !!

غيابك..
خنجر ملّوثُ
يحمل بصماتك بوضوح
و يسافركل ليلة .. إليّ !!
و يتجول في داخلي
يتخبط كالمجنون الأعمى فيَّ
ثم يستقرفي آخر الليل
(هنا)..
و (هنا) قلبي !!


غيابك..
حكايةُ مؤلمة
بطلها الأول العذاب
وبطلها الثاني الضياع
و بطلها الثالث البكاء
و بطلها الرابع الوداع
وللفراق دور البطولة في الجزء الأخير !!

غيابك..
جنين ميت
توقف نموه فيَّ
و تغير لونه منذ زمن
و لوث مساحات النقاءفيَّ
و مازلت أتحسسه بلهفة أم
و أحنو عليه
و أناغيه بصوت الرحمة !!

غيابك..
خيانة العقل للقلب
و خيانة اليوم للأمس
و خيانة اليقظة للحلم
وخيانة الحزن للفرح
وخيانة الواقع للخيال
و خيانة الضياع للاستقرار
و خيانة الموت للحياة !!

غيابك ..
انتصار اليأس علىالأمل
و انتصار الحزن على الفرح
و انتصار القسوة على الرحمة
و انتصارالخوف على الأمان
و انتصار الشر على الخير !!

غيابك..
رعب لا يستقر
و موج لا يهدأ
و سفن لاتصل
و معاناة لا تنتهي
و مأساة تتكرر كالنبض فيَّ
و حالة مرضية شفاؤها الموت !!

غيابك..
شهقة دهشة لاتتوقف
و سؤال ذهول ليست له إجابة
و درب شوك ليست له نهاية
و حكاية رعب ليست لها خاتمة
و عمر بلا أيام
و أيام بلا لحظات
و لحظات بلا تفاصيل!!

غيابك..
شيء من الذهول
وحالة من اللاوعي
و إحساس بالوحدة
و إحساس باليتم
و إحساس بالضياع
يمتد بي مابين الأرض و السماء !!

غيابك..
مواسم الذبول
و حصاد النهايات
و أولى قطرات البكاء
و أول دروس الوداع
و أولى خطوات الضياع
و آخر خيوط الشمس !!

غيابك..
ذاكرتي التي علقت بطرف ثوبك عند الرحيل..
فنسيت بعدها كل التفاصيل..
و أضعت بعدها كل شيء..!!

أحياناً..
يتحول غيابهم إلى حالة من الذهول و الهذيان..
تتلبسنا كلما بحثنا عنهم.. ولم نجدهم

( ملح الجروح ) شهرزاد


لماذا لا يعترض طريقنا إلا الذئاب ؟ أين ذهبت حيوانات الغابة الأخرى ؟

( 1 )

أتمنى أن يسقط المطر هذا المساء بغزارة

أريد أن العب في فناء المنزل بالماء والرمل

وأن أ رمي رفيقة طفولتي بكرات الطين .

وأن يملأ صوت جدتي أرجاء المكان

تناديني ألا ألهو في الماء في " عز البرد "

كيف ؟

وغزارة المطر أصبحت مرعبة , تأتي أحياناً بملك الموت

وأرضية البيت لم تعد من تراب

ورفيقة طفولتي كبرت على كرات الطين منذ زمن

وجدتي ماتت ؟

ماتت جدتي يامطر

فاسقط بلل ملابسي

واهدني حمى الشتاء كما تشاء

فجدتي يامطر ماتت

ماتت جدتي يامطر

كما تموت أطهر الأشياء

كما تموت أطهر الأشياء

( 2 )

" زيديني عشقاً .. زيديني .. يا أحلى نوبات جنوني "

هم لايشبهونك يانزار

فكلما زدناهم عشقاً زادونا خذلاناً وحزناً

فنوبات الجنون في نظرهم " قلة تربية "

ورسائل الحب في اعتقادهم سقوط أنثى

والمبادرة بالشوق وقاحة لاتغتفر

وهمسات الشوق برهانهم على قلة الحياء

والورد الأحمر دعوة إلى ليلة حمراء

والويل ..كل الويل

لأنثى تعشق في هذا الزمن بنقاء

فنحن أمسينا ندفع ثمن كل الأشياء يانزار

حتى الورد الأحمر

( 3 )

في ليلة ميلادي لم أكن وحدي .. لكنني كنت وحدي

وكل ماحلمت به في رأس السنة

أن ألقي بجسدي في قارب باتساع جثتي وطول قامتي

ويبحر بي القارب إلى أبعد مكان لايصله بشر

أرهقني هذا الزحام

وأنهكتني روح لا أشبهها ولا تشبهني

( 4 )

أسير في طرقات الشتاء وحدي

أغلق ذراعي عل حضني .. أبكي في أحضان نفسي

فلم يتبقى لي من أحبتي سواي

ورياح البرد تأكل روحي

فبرد الخذلان لاتقيه ملابس

فلماذا لايعترض طريقنا إلا الذئاب ؟

وكلهم ياليلى ذئاب !

( 5 )

كنت طفلة أثقل طفولتي بسذاجة السؤال :

أيهما جاءت قبل الأخرى البيضة أم الداجة ؟

واصبحت أنثى أثقل قلبي بمرارة السؤال :

أيهما مات قبل الآخر الحب أم الوفاء ؟

( 6 )

الجنس والحب .. كالملح والطعام

وهناك من يضطر إلى تناول الطعام بلا ملح .

لكن هناك من يضطر إلى تناول الملح بلا طعام

وهو الطرف الأشد إيلاماً وغباءً

وفي زمن تعددت فيه الخناجر

لم يعد الجنس الخيانة الكبرى

( 7 )

منذ أحببتك وأنا اجري في سباق

سابقت من أجلك الأيام .. سابقت الأحلام سابقت الأحزان

سابقت الحنين .. سابقت المستحيل

فمنذ أن أحببتك وأنا في صراع مع كل شي

صراع مع الظنون .. صراع مع الخيال

صراع مع الغيرة .. صراع مع النوم

وها أنذي قد غادرت حلبة الصراع ولم أمت

لم أمت ؟ لكنني غادرت حلبة السباق واهنة واهنة جداً

فلا تصدق أن الضربة التي لاتقتل تزيد قوة

فوالله .. والله

أن الضربات التي لاتقتل تكسر

وانكسار الصدمة عظيم

وانكسار الفراق عظيم

( 8 )

يتحدثون دائماً عن الصدق .. وابن عمه

وإلى الآن لم ألتق الصدق

لقائي كان دائما .. بابن عمه

...

شهرزاد

أُريد أن انتظر الغد والقادم والمستقبل

فقد كنت أملي ...

أُريد أن أنام بهدوء , وأحلم بهدوء , واستيقظ بهدوء ,

فقد كنت أماني ...

أُريد ان اتناول طعامي بتلذذ , واحتسي عصائري بمتعة

فقد كنت شهيتي ...

أُريد أن أغادر سريري , وأركض بجنون , وأقفز وألعب كالأطفال

فقد كنت صحتي ...

أُريد أن اثرثر , وأن أمزح , وأن ابتسم وأن اضحك مثلهم

فقد كنت فرحي ...

أُريد أن أتزين , وأن ألون شفتي , وان أطلي أظافري بالأحمر

فقد كنت زينتي ...

أُريد أن أحلم , وأن أترقب , وأن أنتظر , وأن احترق , وأن أغار

فقد كنت حكايتي ...

أُريد أن أطير , وأن ارتفع , وأن أغرد , وأن أحلق

فقد كنت أجنحتي ...

أُريد أن أبدأ يومي بك , وأنهيه بك , أنام على صوتك , واستيقظ على صوتك

فقد كنت طقوسي ...

أُريد أن أغضب منك , وأن أصرخ بك , وأتذمر منك , وأن أتدلل عليك

فقد كنت طفولتي ...

أُريد أن ألجأ إليك , وأن احتمي بك , وأن ابكي على صدرك

فقد كنت وطني ...

أُريد
أن أشعر باستمرار الحياة حولي

فقد كنت روحي ...



فماذا افعل بعدك وكل مابي إلى نقصان ...


غرفتها



مكابرة


تحبني كل نساء المدينة يا سيدي .. وتهتم فتياتها بأمري فمن منهن سيطاوعها قلبها على سرقة قلبك مني ؟؟؟

أعلم ...

أن المساء بلا صوتي يرعبك ...
وأن الشتاء بلا يدي يرعبك ...
وأن الظلام بلا يدي يرعبك ...
وأن الزحام بلا ذراعي يرعبك ...
لكنك تكابر .. !!

أعلم ...

أنك تحتاجني كالهواء كي تعيش ...
وتحتاجني كالماء كي تعيش ...
وتحتاجني كالزاد كي تعيش ...
وتحتاجني كالدماء كي تعيش ...
لكنك تكابر .. !!

أعلم ..

أنك تحلم بالطيران كي تراني ...
وتحلم بطاقية الإخفاء كي تراني ...
وتحلم بعين زرقاء اليمامة كي تراني ...
وتحلم بقميص يوسف كي تراني ...
لكنك تكابر .. !!

أعلم ...

أنك تسير على أشواك الذكرى كل ليلة وتبكيني ...
وتبتلع جمر الحنين إلي كل ليلة وتبكيني ...
وتحصي نجوم الفراق في غيابي كل ليلة وتبكيني ...
وترسم صورتي فوق وسادتك كل ليلة وتبكيني ...
لكنك تكابر .. !!


أعلم ...

أنك أحببت بعدي ألف امرأة وفشلت...
وتزوجت بعدي ألف امرأة وفشلت...
وراقصت بعدي ألف امرأة وفشلت...
وكتبت بعدي ألف قصيدة وفشلت ...
لكنك تكابر .. !!

أعلم ...

أنك لا تجيد الإخلاص ... إلا لي ...
ولا تجيد الحب .. إلا لي ...
ولا تجيد الهمس .. إلا لي ...
ولا تجيد الطيران .. إلا لي ...
لكنك تكابر .. !!


أعلم ...

أنك مازلت تبكي في الخفاء كي أكون لك ...
ومازلت تدعو الله تحت المطر كي أكون لك ...
وما زلت تتضرع إلى الله بخشوع كي أكون لك ...
ومازلت تصلي صلاة الحاجة كي أكون لك ...
لكنك تكابر .. !!

أعلم ...

أن كل العذارى في قلبك وهم ...
وأن كل النساء في حياتك وهم ...
وأن كل الحسناوات في قصائدك وهم ...
وأني الحقيقة الوحيدة المجسدة فيك وبك ...
لكنك تكابر .. !!


أعلم ...

أن رائحة المطر مازالت تأتي بي إليك ...
وأن رائحة خبز الحنين مازالت تأتي بي إليك ...
وأن رائحة غبار الذكرى مازالت تأتي بي إليك ...
وأن دفء صوت فيروز مازال يأتي بي إليك ...
لكنك .. تكابر .. !!!

أعلم ...

أن المدينة بلا أنفاسي ترفضك ...
وأن الطريق بلا جنوني يرفضك ...
وأن المساء بلا عيني يرفضك ...
وأن مرايا النساء بلا حروفي ترفضك ...
لكنك .. تكابر .. !!


أعلم ...

أن العيد يزورك بعدي غريباً ...
وأن الفرح يزورك بعدي حزيناً ...
وأن الشتاء يزورك بعدي جافاً ...
وأن الليل يزورك بعدي باكياً ...
لكنك تكابر .. !!

أعلم ...

أن قلبك يسألك عني ...
وأن عينيك تسألانك عني ...
وأن عقلك يسألك عني ...
وأن دمك في وريدك يسألك عني ...
لكنك تكابر .. !!


أعلم ...

إني المرأة الوحيدة التي كتبتك ...
وأني المرأة الوحيدة التي لونتك ...
واني المرأة الوحيدة التي روضتك ...
وأني المرأة الوحيدة التي هزمتك ...
لكنك تكابر .. !!

أعلم ..

أني الأنثى الوحيدة التي أقامت بك إقامة دائمة ..
وأني العاشقة الوحيدة التي هزمتك بطهرها ..
وأني الأم الوحيدة التي أنجبتك ..
وأني الطفلة الوحيدة التي أنجبتها ..
لكنك تكابر .. !!


أعلم ...

أني أول من خلصك من عادة الغدر ...
وأول من أنتشلك من وحل الخيانة ...
وأول من علمك أبجدية الانتظار ...
وأول من أدخلك مدائن الحنين ...
لكنك تكابر .. !!

أعلم ...

أني أول من أعاد ترتيب أعماقك ...
وأول من أعاد كتابة تاريخك ...
وأول من غير تاريخ ميلادك ...
من حفر بئر الحب في صحراء حياتك ...
لكنك تكابر .. !!


أعلم ...

أني وطنك الأول ...
وحلمك الأول ...
وجرحك الأول ...
وصرختك الأولى ...
لكنك تكابر .. !!


(( فاكس ))



أصدقائي
احذروا مكابرة الذئاب
لأنها تصمت وتمتنع بانتظار لحظة الانقضاض على أحلامكم الجميلة
وقلوبكم البيضاء ...



زهو العبير




البيت العتيق !

عند مغادرة البيوت العتيقة نأخذ معنا كل الأشياء ألا الأمكنة / فحقائبنا لاتتسع للجدران... ولا لـــ الأمكنة !


(1)
اليوم وأنا أحزم حقائبي لمغادرة البيت القديم / كان ضجيج ما يعلو في داخلي
فاختلطت بي وجوه وأصوات كل الذين كانوا يوما هنا .. ورحلوا!
وكأن السنوات كلها إستيقظت بي لتودعني!
وللسنوات صوت كلما مر العمر بنا إزداد قوة !
فهل سمع أحدكم يوما نبرة صوت السنوات وهي تناديه؟


(2)
وهل نادت عليكم البيوت العتيقة يوما وأنتم تديرون لها ظهوركم مودعين؟
هل سمعتم صوت بكائها؟ ولمحتم الجدران تلوح لكم مودعة؟
هل خيل إليكم ان روح ما تُبث في الجماد فينظر إليكم بحزن مودع ؟
فبعض الأمكنة تتحول عند الرحيل إلى أب وأم وأخوة !
بعض الأمكنة تتحول عند الرحيل إلى طفل مدلل
يتشبث بثوبك وقدميك وقلبك
فتصبح خطوة المغادرة أثقل من جبل !


(3)
وكيف لاتستيقظ بنا السنوات عند الرحيل لتودعنا ؟
كيف لاتبكي لفراقنا الجدران ؟
وفي الجدران خبأنا العمر كله إلا قليلا
فنحن حين نغادر القديم
لانغادر مجموعة من الطوب ُصفت بيد بناء محترف
ولا نغادر أحواض من الرمل سرقت شمس الزمن صفرتها
ولا نغادر مجموعة من الأشجار المسنة التي طالت حتى شاخت
فنحن حين نغادر البيوت العتيقة
لا نغادر جزءا من مكان
نحن نغادر جزءا من عمر !!
فجدران البيت العتيق / ككتاب العمر !
وحين نرحل نترك الكتاب مفتوحا بلا أغلفة
ونترك بين طيات الكتاب من التفاصيل الكثير !


(4)
وهنا سأترك طفلة بضفائرها
طفلة كانت تتسمى بإسمي و تشبهني كثيرا
إلا انه لم يكن للحزن بها وطن !
هنا سأترك لعبتي التي دفنتها في الرمل منذ سنوات
خشية ان تهديها والدتي ذات عقاب لإبنة الجيران
هنا سأترك بيوت الرمل التي لم تكن مجرد ماء ولا طين
كانت نماذج مصغرة لأحلامي !
فمن الطين صنعت منزلي
ومن الطين صنعت فارسي
ومن الطين صنعت أطفالي
ومن الطين صنعت بخيال الطفلة كل أبطال حكايات جدتي !
صنعت عروسة بحذاء واحد / وأطلقت عليها سندريللا !
وصنعت عروسة بالثوب الأحمر / وأسميتها ليلى !
وصنعت عروسة يحيط بها أقزامها السبعة / وناديتها بيضاء الثلج !
وسهرت ليالي طويلة كي أصنع حصان المتنبي
وخلطت التراب بالفحم كي أصنع عنترة !
وصنعت تمثالا هزيل الجسد / وقلت هذا مجنونها العاشق !
وأصبح لدي مدينة كاملة من الطين !


(5)
فتماثيل الطين كانت هي أحلامي المؤجلة للغد
أحلامي التي قالت لي جدتي عنها
انها يوما ما ستطرق بابي
وانني يوما ما سألتقيها على طرقات العمر
وانني يوما ما سأعيشها خارج أسوار حكايات ماقبل النوم
وجاء الغد ولم تكن أحلامي في سلته
ولا في يديه ولا في جيبه ولافي حقيبته
ترى؟
هل إعترض ذئب الطريق / طريق الغد
فنهش أحلامي بوحشية !
لهذا وصلتني معظم الأحلام حين وصلت
مشوهة الملامح.. ناقصة الأعضاء والأجزاء


(6)
وحين كبرتُ قليلا / وربما كثيرا !
غادرت أحواض الرمل / إلى زوايا البيت !
فلكل زاوية في البيت العتيق في قلبي حكاية !
فبين الزوايا تنام أحاديث مراهقتي
وهمسات أسرار خجلى سكبتها ذات اعتراف أبيض في أذن رفيقات المدرسة
ولم أكن أعلم ان أذان رفيقاتي مثقوبة
وان اذان الجدران اوسع للسر من قلوب رفيقاتي !


(7)
وفي زوايا البيت القديمة خبأت كنوز من تفاصيل العمر !
خبأت تركة لاتورث !
فبين الزوايا تتمدد أيامي ..ويلتحف كالنائم عمري!
فــ لكل زواية ذكرى وحكاية !
فزوايا رقصت بها فرحا وأخرى رقصت بها ألما !
وزوايا ضحكت بها وزوايا سهرت بها وزوايا انتظرت بها
وزوايا رسمت بها / وزوايا كتبت بها / وزوايا بكيت بها !
وزوايا احتضرت بها ..وزوايا متُ بها ... وزوايا كبرت بها!
فهل جرب أحدكم يوما ان يكبر بين الزوايا
وهل جرب أحدكم يوما ان يغادر الزوايا التي كبر بها؟


(8)
مااصعب توديع الامكنة
فالأمكنة تمرض خلف أصحابها وربما تموت
لهذا يخفت النور بها بعد رحيلهم كثيرا !
و تبدو المنازل المهجورة كالمرأة المسنة
بيضاء الشعر / محنية الظهر / شاحبة الوجه !
فالأمكنة تبكي / ولكن !!
لايسمع بكاء الأمكنة إلا انسان سترت الأمكنة بكاء قلبه يوما
ولايشعر بوهن الأمكنة عند الفراق
إلاانسان سندته عند وهنه جدرانها!


(9)

فان قررتم يوما مغادرة البيوت العتيقة
فلا تؤذوا مشاعرها !
واستتروا من الزوايا وأنتم ترتبون حقائبكم
استتروا من الجدران وأنتم تجمعون آخر البقايا
استتروا من الأبواب وأنتم تتجهون / نحو باب الخروج !
فاللبيوت أعين وقلوب !

ذات الرداء الاحمر والذئب

كيفك إنته ؟_شهرزاد

غنت فيروز ( بعدك على بالي )... فـ هزمتني !
ووهنت أكذوبة النسيان وإنحنت ... حتى كادت تسير على أربع !




فيروز غنت ( كيفك إنت ) .............. فبعثرتني!
وتحسستُ وجه الحنين إليك ... لأمسح دموعه !
وتحشرج السؤال الحاد في فمي / حتى كدتُ أغصُ به !
(كيفك إنته ) ؟ آآآآآآه ياأنتَ!!
كيف أمسى السؤال ( القريب ) كالغريب المصلوب بيننا !
وكأن السؤال ماكان يوما عادة من عاداتنا اليومية !
وكاني ماكنت يوما لا أنام ولا أغفو ولاأهجع/قبل ان أعرف
( كيفك انته )!



فيروز غنت ( شادي .. وينك رايح ياشادي؟ ) .... .... وأرعبتني !
فأنت كنت لهذا العمر .. كل أصدقائه ورفاقه!
وحين انفرطتَ من عقد أحلامي!
انفرطت بعدك كل الأحلام !وتناثرت بعدك تفاصيل الحكاية كحبات العقد أمامي !
شادي توارى خلف دخان القذائف والدنيا حرب
وكل سفن الأيام التي إستقرت في أيام السلمِ
لم يكن شادي على ظهرها !
وأنت تواريت خلف غيوم الأيام والدنيا ( صحو )
فهل السفن التي لم تأتي بـ ( شادي) ستأتي يوما بك ؟
فيروز كبرت ياأنت / وشادي لم يعد !!
وأنا كبرت / فهل ستعود؟



فيروز غنت :
(و هديتني وردة فرجيتا لصحابي
خبيتا بكتابي زرعتا عالمخده ).... ......... وذكرتني !
بـ زمن الرسائل الورقية والهدايا الرمزية!
يوم كان لهدايا المحبين فرحة قلب / نثرثر بها لــ الصحبة أيام وليالي !
يوم كان تكرار التفاصيل الجميلة فرحة مابعدها فرحة ..ومتعة مابعدها متعة!
يوم كانت الدفاتر لورودنا وطنا ...ومهدا.. وسترا!
فكنا نضع الوردة في الدفاتر / كي نحتفظ بها !
وحين تجف الوردة نحرص على البقايا من التناثر!
كــ إرث عائلة عريقة الجذور!
فاذا ماجاء الفراق أمست الوردة صديقة لصيقة عند الحنين!
فليس كل الهدايا بعد انتهاء الحكايات تنتقل الى مرحلة ( الأطلال )
فبعض الهدايا نتحول نحن أمامها إلى ... أطلال !
بعض الهدايا تبقى يافيروز مستقيمة
حادة كــ شوكة مغروسة في أعين النسيان !
فيروز غنت ياأنت ( وضيعت الهدية )
و الهدايا ضاعت ( والبطاقات / والعطور / والورود / والرسائل والقصاصات !
وضعتُ قبل الهدايا .. أنا بك /
وضعتَ قبل الهدايا .... أنت بي !



فيروز غنت ( بعدك على بالي )... .......... وأربكتني!!
وكأنها أضاءت خلوتي في ركن النسيان
فتلفت حولي أوآري عن القوم عورة قلبي
فكم طرت بأجنحة النسيان في فضاء التبلد بعدك
وكم غبت في أكاذيب النسيان أمامهم
وكنت أنت أول من صدق أكذوبتي .. وغيبوبتي !
فـــــ للنسيان غيبوبة ضبابية
اغماءة لانفيق منها إلا بهزة قوية .. كــ هزة صوت فيروز !
فيروز الآتية بالحنين من زمن التفاصيل التي تغفو بنا مرهقة من شدة التكرار ولاتموت !
فحين نكثر الحديث عن النسيان
فنحن نحاول ان نسرد حكاية إنتصارنا على إنكسارنا!
فالذي ينسى لايهتم بإعلان النسيان كثيرا!
والذي ينسى لايُكثر من سُباب الأمس ولايقذف التفاصيل باللعنة !
ولايغتاب الذكرى الجميلة!
ومادمنا نهتم ونلعن ونغضب فنحن مازلنا نتذكر !
ومازلنا نتألم .. ومازلنا قيد حنين!



فيروز غنت:
(يا ريت ..يا ريت أنت و أنا بالبيت
شى بيت أبعد بيت ) ............. فنسفتني !
فما من كلمة رافقت قلبي ولساني في حكايتي معك كــ كلمة (ياليت) !
حتى نبتت كلمة ( ياريت ) كشوكة في منتصف لساني
فكل الأحلام بك كانت تسبقها كلمة ( ياليت)
وكل الأماني بك كانت تسبقها كلمة (ياليت)
وكل ولادة جديدة لطفل دفتر منك كانت تسبقها كلمة (ياليت)
وكل نظرة على فستان أبيض كانت تسبقها كلمة ( ياليت)
وكل رنة هاتف في ليالي الفراق كانت تسبقها كلمة( ياليت )
وكل إضاءة لـ مسج في الظلمة .. كانت تسبقها كلمة ( ياليت)
وكل تجوال تحت المطر وعلى البحر كانت تسبقه كلمة ( ياليت)
آآآآه لو تعلم
كم مرة رددت في حكايتي معك كلمة ( ياليت)!
وكم مرة خذلتني ( ياليت)
فبعض الكلمات تخرج من الصدور أمنية / وتعود إلى الصدور طعنة !



فيروز غنت ( يا مرسال المراسيل) ... فأبكتني !
فتلفت حولي / قيودي كثيرة / وعراقيلي كثيرة / وأسوار ظروفك عالية
ونوافذ سجني ملغمة !
وكل مراسيلك إلي خانت
وكل رسلي إليك خانت !
فلا مرسال بيني وبينك يحفظ السر والأمانة !
وكأن هذا العالم مااخترع يوما صناديق الرسائل ولاطوابع البريد
ولا البرقية ولا الفاكس ولا الانترنت!
فاختراعاتهم فشلت في نسف المسافة بيني وبينك !
والزاجل أمسى بيننا مقطوع الجناح
الزاجل أمسى بيننا مقطوع الجناح!




فيروز غنت ( خذني لبلادي) ........... وزلزلتني !
فأنا المعلقة الروح بين وطني ووطنك !
أنا المصلوبة فوق خارطة الوطن العربي منذ الدرس الأول في حصة الجغرافيا !
منذ ان صدقت شرح المعلمة لتضاريس الوطن العربي الواحد!
وكلما حاولت جعل الأوطان ( وطنا واحدا) تفرعت !
فلا التضاريس واحدة ولا العادات واحدة ولاالمصير واحد !
فمعلمة الجغرافيا خدعتني / كما خدعتها معلمتها / كما خدعت معلمتها .... معلمتها !
أكذوبة دافئة تناقلها الأجيال!
ان وطننا العربي واحد في كل شيء / وخليجنا العربي واحد في كل شيء!
فصدقت قلوبنا الآمنة أهازيج الوحدة العربية
ونسجت قلوبنا خيوط بيوتها على بوابة الوطن العربي بثقة !
وان أوهن الخيوط / لـ خيوط الأحلام !




فيروز غنت (طيري يا طيارة طيري ..... ياورق وخيطان
بدي ارجع بنت صغيرة على سطح الجيران) .......... فأعادتني !
إلى الصفحة السابعة من كتاب حياتي !
وإمتلأ أنف حاضري برائحة التراب المبلل بالمطر
وصوت جدتي يلاحقني بالوصايا
وأنا أخوض مياه الأمطار حافية القدمين بكامل قوة طفولتي !
لكني الآن أركض مع صوت فيروز بكامل وهني !
أتسلق جدران بيوت الحي القديم / أزيل غبار طائرتي الورقية
وأجدد ماتبقى من خيوطها
وأنادي رفاق طفولتي اسما اسما
يافلان .. يافلان ... يافلالالالالان !
بح صوتي يافيروز / ولم يجبني سوى ريح الطرقات الضيقة و المنازل المهجورة!
كيف صغرت الطرقات يافيروز
وكيف كبر الرفاق على غفلة مني !




فيروز غنت: ( ونطرت ع بابي بليلة العيد).... فقتلتني !
فأنا ( نطرتك ع بابي ) بكل الليالي !
لاأنت مررتني / ولا العيد !
وأحببتك في أول العمرفمنحتك من السنوات أخضرها وأنضرها
وغبت عني في آخر العمر فمنحتني من الأيام أصفرها وأوهنها
فكانت الأيام تمرني مرور الأعداء اللئام!
تأخذ مني ماتأخذ / وتدمر بي ماتدمر
وتنسف بي ماتنسف / وتجلد بي ماتجلد وتكسر بي ماتكسر
وتحني بي ماتحني وتقتل بي ماتقتل ....... وتغير بي ماتغير !
فالأيام حين تمر بعد الفراق لاتمر مرور الكرام
والله ....لاتمر الأيام بعد الفراق مرور الكرام!




فيروز غنت :
(بحكي عنك يا حبيبي لأهالي الحي
بتحكي عني يا حبيبي لنبعة المي ) ........ فنسفتني !
فثقات أهل الحي رحلوا منذ زمن !
ومنابع الماء جفت منذ زمن !
فــ لمن سأحكي الآن حكاية العاقل الذي مرني بكامل جنونه ؟
ولمن ستسرد حكاية المجنونة التي مرتك بكامل عقلها !
وإفترقنا تحت رياح الواقع
وسمعتهم يتهامسون ونحن نرحل بشىء أطلقوا عليه ( النصيب )
فآوى كلانا إلى حلم جديد يعصمه من الغرق .... وأتقن في الحلم الجديد دوره!
فلا أنا المجنونة بك / ولا أنت العاقل بي !
فـ لمن سنبوح الآن وكل ماحولنا أصبح ( مثقوب) وقابل للتسرب!
كل ماحولنا أصبح ( مثقوبا) وقابل للتسرب!




فيروز غنت (شو بيبقى من الرواية ؟شو بيبقى من الشجر)....فـ كسرتني !
فلاشيء يبقى من الرواية ولاشيء يبقى من التفاصيل والشجر
فالحكايات حين تكبر تشيخ وتشيب كالــ الانسان !
وتنهار مدن الأحلام حين تنهار كاملة
فقلوبنا عند أمواج الفراق تستسلم للغرق
وأحلامنا عند أمواج الفراق تستسلم للغرق!
وأمانينا عند أمواج الفراق تستسلم للغرق !
واطفالنا عند أمواج الفراق يستسلمون للغرق
لاأحد يتمسك عند طوفان الفراق العظيم بالقشة الأخيرة
ولا أحد يتشبث عند النهاية بأطراف الصفحة الأخيرة من الرواية
ولاأحد يلجأ إلى جبل يعصمه من لعنة الفراق !




فيروز غنت :
(رجعت الشتوية ..... ضل افتكر فيّ) ......... فآلمتني !
فالشتوية عادت بكل مقدماتها / وطقوسها / وتفاصيلها ... ولم تعد !
عاد الشتاء / بعده الشتاء / بعده الشتاء .. ولم تعد !
وعاد الرعد / بعده الرعد / بعده الرعد ... ولم تعد !
وعاد المطر / بعده المطر / بعده المطر / .... ولم تعد !
وعاد البرد / بعده البرد / بعده البرد .... ولم تعد !



feel free

تعبت !_شهرزاد

الأن أحلم فقط بقطعة أرض صغيرة بمقاس جسدي المنهك , يضمني ترابها الدافيْ كالأم الحنون كي لا تأكل طيور الواقع رأسي.


تعـبت..من السفر الى جزر الاحلام
وغرس بذور الاوهام
وانتظار حصاد الامنياتةالمستحيلة


تعـبت...من العبث بخارطة الأيام
ومحاولة رسم جغرافية جديدة للأرض
والبحث عن مدينه لم يسكنهاةقبلي أحد ..


تعـبت ..من غسل وجه ايامي بماء الوهم
وتلوين أظافر سنواتي بألوان الشفق
وإزلة الغبار من فوق شبابيك أحلامي


تعـبت..من تمشيط ضفائر الليل بأناملي
ومسح جبين الاشواق بيدي
وتجفيف عرق الحنين
اللاهث خلف عربات الأمس ..


تعـبت ..من تكرار صرخات الميلاد
والولادة فوق أسرة الوهم
وإنجاب أطفال من حبر وورق...


تعـبت ..من أداء دور سندريلا
وتناسي فردة حذائي الذهبي في طريقهم
وتهيؤ قدمي لحذاء الامير القادم..


تعـبت ..من الطيران إليهم بلا أجنحة
والزحف نحوهم كسلحلفاة عرجاء ..
والمرور على ديارهم كقطة عليلة


تعـبت ..من إرتداء حذا الوقت
والجري خلف قطار الايام
وحرق بخور عمري في محرقة الانتظار


تعـبت ..من اللهاث خلفهم بلا جري
والموت بعدهم بلا موت
والحياة بعدهم بلا حياة


تعـبت ..
من مضغ لحم المستحيل
وابتلاع لعاب الفشل
ومحاولة التصفيق بيد واحدة


تعـبت..من النداء في مدينه الصم
والغناء بصوت ليس صوتي
وارتداء أقنعة لا تشبهني


تعـبت ..من صف طوب الخيال
وبناء مدينة من العشق الأخضر
وصناعة عشاق لا يخونون


تعـبت ..
من اجترار الدفء من الخريف
وسرقة الورد من خزانة الربيع
وانتظار المطر من شتاء شحيح


تعـبت ..
من تصفح دفاتر الذكرى كل عيد
واشعال نار الحنين كل ليلة
والسير خلف خطوات احبة رحلوا بلا عودة ..


تعـبت..من السهر بصحبة الحزن
والبحث عنهم في فناجين القهوة
ومحاولة إحصاء عدد النجوم في غيابهم


تعـبت ..من حكايات الحب الفاشلة
واطفال الدفاتر الذين لا يكتمل نموهم
وفرسان الأحلام المصنوعين من فراغ وطين


تعـبت ..من الحلم بأرض غي الأرض
وسماء غير غير السماء
وكائنات غير الكائنات


تعـبت ..
من توسد الأوراق
ورائحة نزف الأقلام
وألم المعاناة قبل وبعد الكتابة


تعـبت ..من استنشاق غبار القايا
والوقوف على أطلال حكايا انتهت
وزيارة قبور احاسيس تلاشت كالخيال..

أهِ يا عبلة لو تأتين _منقول

من خلال النافذة الوحيدة في غرفتي أراقب الليل وهو يهطل فوق سطوح المنازل المجاورة

وعلى أرصفة الشوارع ..

وحدي هنا أمام الأقدار أحارب الغربة والحزن ..

فيا أيتها النجمة البعيدة في الآفاق ..

لمن تضيئين هذه اللحظات ..

ويا أيّها القمر الوحيد في الأعلى لأجل من كل هذا النور ..

العاشقون الذين كانوا يسهرون وراء الخيمة في الصحراء ساعات الليل رحلوا عن الحياة تاركين وراءهم

الذكرى والحكايات الحزينة ..

والذين كانوا يتسامرون حول لهب النار في أقسى برودة الشتاء غادروا الحياة آخذين معهم كل تلك اللحظات

الغارقة في الحب والجمال ..


آهٍ يا عبلة لو تأتين . .

لو تأتين إليّ من هناك من وراء النجوم .. لتختطفيني من شوارع المدينة ومن غربة النخيل والطرقات ..

وتأخذيني إليك يا صاحبة الضفائر السوداء والعيون الليلية الواسعة ..

أهِ يا عبلة لو تأتين ..

وتخبريني ماذا كنتما تفعلان في مثل هذه الساعة من يوم الأربعاء في ذلك الزمن الترابي ..

البعيد وفي مثل هذه اللحظة من الصباح ..

هل كنتما تراقبان المروج في الصحراء وتستمتعان بغثاء البهائم .. والنظر إلى زرقة السماء الكالحة ..

هل كنتما تتحدثان بأحاديثكما الغبيّة المكررة كل يوم ..

وهل كان عنترة يتفاخر أمامك برجولته وقوّته ..

وكلما أراد أن يسرق منك لمسة خاطفة تشرّبت خدودك السمراء بحمرة شهيّة تغري أكثر رجال الدين

إيمان لمصادقة الشيطان ..

آهِ يا عبلة لو تأتين

وتكشفين لي أسرار الحب التي جمعتك وعنترة في تلك الساعات الخرافيّة من عمر الكون والتاريخ ..

ما هو ذلك الشيء الذي تمتلكينه أيتها المرأة الخرافية كي تستعمري قلب أشجع شجعان العرب آن ذاك ..

وتسيطرين على قلبه في أحلك ظروف المعركة وأقساها

( إنّي ذكرتك والسيوف نواهلٌ . . . منّي وبيض الهند تقطر من دمي

فوددت تقبيل السيوف لأنّها . . . لمعت كبارق ثغرك المتبسّم )

أي سحر هذا يا ساكنة النجوم

أي سحرِ هذا الذي اختطف قلب ذلك الرجل الجاهلي ..

أهِ يا عبلة لو تأتين ..

( فيكتور هوجو )

في قلبي زهرة .. لايمكن لأحد أن يقطفها

منقول من الفيسبوك

قـُـلــوبنا إن لم يعذبها أحد , عذبت نفسها , وأحبت من ليس لها...

فاروق جويدة - من قصيدة لقاء الغرباء

وأمامَ بيتكِ قد وضعتُ حقائبي
يوماً ودعتُ المتاعبَ والسفر
وغفرتُ للأيامِ كُلَّ خطيئةٍ
وغفرتُ للدنيا .. وسامحتُ البشر

أحزان ليلة ممطرة>> فاروق جويدة



السقف ينزف فوق رأسي

والجدار يئن من هول المطر

وأنا غريق بين أحزاني تطاردني الشوارع للأزقة .. للحفر !

في الوجه أطياف من الماضي

وفي العينين نامت كل أشباح السهر

والثوب يفضحني وحول يدي قيد لست أذكر عمرهُ

لكنه كل العمر ..

لا شيء في بيتي سوى صمت الليالي

والأماني غائمات في البصر

وهناك في الركن البعيد لفافة

فيها دعاء من أبي

تعويذة من قلب أمي لم يباركها القدر

دعواتها كانت بطول العمر والزمن العنيد المنتصر

أنا ماحزنت على سنين العمر طال العمر عندي .. أم قصر

لكن أحزاني على الوطن الجريح

وصرخة الحلم البريء المنكسر

...

فالماء أغرق غرفتي

وأنا غريب في بلاد الله

أدمنت الشواطيء والمنافي والسفر

كم كنت أبني كل يوم ألف قصر

فوق أوراق الشجر ..

كم كنت أزرع ألف بستان

على وجه القمر ..

كم كنت ألقي فوق موج الريح أجنحتي

وأرحل في أغاريد السحر

منذ انشطرت على جدار الحزن

ضاع القلب مني .. وانشطر ..

ورأيت أشلائي دموعا في عيون الشمس

تسقط بين أحزان النهر

وغدوت أنهاراً من الكلمات

في صمت الليالي .. تنهمر

قد كنت في يوم بريء الوجه

زار الخوف قلبي فانتحر

وحدائقي الخضراء ما عادت تغني

مثلما كانت ...

وصوتي كان في يوم عنيدا وانكسر

****

ولدي من عمري

وذكرى الأمس بعض من صور

فلتنظري صوري فإن الأمس أحيانا

يكون عزاء يوم ... يحتضر

هل تسمحين

بأن ينام على جفونك لحظة

طفل يطارده الخطر..

هل تسمحين

لمن أضاع العمر أسفاراً

بأن يرتاح يوماً ..

بين أحضان الزهر ...

اني لأفزع كلما جاءت

خيول الليل نحوي ..

يحتويني الهم .. يخنقني الضجر

اعتدت أن تعوى كلاب الصيد

في قدمي ... تحاصرني .... وتعبث في عيوني

كلما الجلاد في سفه .. أمر

اني أخاف على ثيابك من ثيابي

كلما أرجوه بعض الأمن ..

.. عطراً ... دندنات من وتر

****

لا تخجلي إن كان عندك بعض أصحاب

وجئت بثوبي البالي ببابك انتظر

لكنه حزن الصقيع ...

ووحشة الغرباء في ليل المطر

فالناس حولي يهرعون

وفي ثيابي نهر ماء

في عيوني بحر دمع

بين أعماقي حجر ..

وأريد صدراً لا يساومني على عمري

ولا يأسى على ماض عبر

وأعرف أن مثلي

في زمان الرق مطلوب

وأن الحرص لن يجدي

ولن يغني الحذر ...

****

اني سأرحل عندما يأتي قطار قطار الليل

لا تبكي لأجلي....

لا تلومي الحظ إن يوماً غدر

فأنا وحيد في في ليالي البرد

حتى الحزن صادقني زماناً

ثم في سأم .. هجر

إني أحبك ..

رغم أن الحب سلطان عظيم

عاش مطرودا

وكم داسته أقدام البشر

إني أحبك ..

فاتركيني الآن في عينيك أغفو

إن خلف الباب أحزان وعمر ينتحر

كل العصافير الجميلة أعدموها

فوق أغصان الشجر

كل الخفافيش الكئيبة

تملأ الشطئآن ..

تعبث فوق أشلاء النهر

***

لا تحزني ...

إن الزمان الراكع المهزوم لن يبقى

ولن تبقى خفافيش الحفر..

فغداً تصيح الأرض .. فالطوفان آت

والبراكين التي سجنت أراها تنفجر..

والصبح هذا الزائر المنفي من وطني

يطل الآن .. يجري .. ينتشر ..

وغداً أحبك مثلما يوم حلمت ...

بدون خوف ...

أو سجون ...

أو مطر ...

كعصفور الخريف

أحيا كعصفور الخريف .. بلا ريش ؛ بلا عشّ ، بلا فنن
أقتات أوجاعي و أعزفها.. و أشيد من أصدائها سكني
و أتيه كالطيف الشريد بلا.. ماض ؛ بلا آت ، بلا زمن
و بلا بلاد : من يصدّقني ؟ .. إنّي هنا روح بلا بدن
من ذا يصدّق أنّ لي بلدا .. عيناه من حُرَقي و لم يرني ؟


الي صديق _منقول

أيها الصديق الذي أحتاجُ الى ذراعَيْهِ في وقت ضَعْفي

وإلى ثباته في وقت انهياري

كل ما حولي عروضُ مسرحيَّهْ

والأبطالُ الذين طالما صفَّقتُ لهم

لم يكونوا أكثر من ظاهرةٍ صَوْتيَّهْ..

ونُمُورٍ من وَرَقْ..


يا سيِّدي يا الذي دوماً يعيدُ ترتيبَ أيَّامي

وتشكيلَ أنوثتي..

أريد أن أتكئ على حنان كَلِماتِكْ

حتى لا أبقى في العَرَاءْ

وأريدُ أن أدخلَ في شرايينِ يَدَيكْ

حتى لا أظلَّ في المنفى..

ما يربطني بك

لم يكن يربطني بك " خاتم " !

حُفر عليه : أسمك
أرميه خلفي
متى اشتهيت .

..................ما يربطني بك هو ( قلب )
ينبض بـ أسمك ,
إن خلعته منّي
- انتهيت

واسيني الاعرج

مازلت ، على الرّغم من الكسر العميق وتلصّصات الموت التي أصبحت متعدِّدة ، وربّما لا تُحصى ، قادرًا على حبّك والانغماس في الجنون القديم نفسه . لسنا بعيدين أحدنا عن الآخر ، كما يبدو لك ، إلّا بـ القدر الذي يمنحنا فرصة لـ تخيّل جنون جديد ، نلتقي مرّة أخرى من أجله ..


تحذير رقيق اللهجة

إحــذر رقـــتــي لأن بهــــــا قـــوتـــي ....

فلا تغتـــــــــــر بمحبتـــــــي لـــك
فـــدمعــة من عيـــــــونــــي هــــي ألــــــف ســـــكــيــــــن بـــيــدي