الأحد، 23 يناير 2011

( ملح الجروح ) شهرزاد


لماذا لا يعترض طريقنا إلا الذئاب ؟ أين ذهبت حيوانات الغابة الأخرى ؟

( 1 )

أتمنى أن يسقط المطر هذا المساء بغزارة

أريد أن العب في فناء المنزل بالماء والرمل

وأن أ رمي رفيقة طفولتي بكرات الطين .

وأن يملأ صوت جدتي أرجاء المكان

تناديني ألا ألهو في الماء في " عز البرد "

كيف ؟

وغزارة المطر أصبحت مرعبة , تأتي أحياناً بملك الموت

وأرضية البيت لم تعد من تراب

ورفيقة طفولتي كبرت على كرات الطين منذ زمن

وجدتي ماتت ؟

ماتت جدتي يامطر

فاسقط بلل ملابسي

واهدني حمى الشتاء كما تشاء

فجدتي يامطر ماتت

ماتت جدتي يامطر

كما تموت أطهر الأشياء

كما تموت أطهر الأشياء

( 2 )

" زيديني عشقاً .. زيديني .. يا أحلى نوبات جنوني "

هم لايشبهونك يانزار

فكلما زدناهم عشقاً زادونا خذلاناً وحزناً

فنوبات الجنون في نظرهم " قلة تربية "

ورسائل الحب في اعتقادهم سقوط أنثى

والمبادرة بالشوق وقاحة لاتغتفر

وهمسات الشوق برهانهم على قلة الحياء

والورد الأحمر دعوة إلى ليلة حمراء

والويل ..كل الويل

لأنثى تعشق في هذا الزمن بنقاء

فنحن أمسينا ندفع ثمن كل الأشياء يانزار

حتى الورد الأحمر

( 3 )

في ليلة ميلادي لم أكن وحدي .. لكنني كنت وحدي

وكل ماحلمت به في رأس السنة

أن ألقي بجسدي في قارب باتساع جثتي وطول قامتي

ويبحر بي القارب إلى أبعد مكان لايصله بشر

أرهقني هذا الزحام

وأنهكتني روح لا أشبهها ولا تشبهني

( 4 )

أسير في طرقات الشتاء وحدي

أغلق ذراعي عل حضني .. أبكي في أحضان نفسي

فلم يتبقى لي من أحبتي سواي

ورياح البرد تأكل روحي

فبرد الخذلان لاتقيه ملابس

فلماذا لايعترض طريقنا إلا الذئاب ؟

وكلهم ياليلى ذئاب !

( 5 )

كنت طفلة أثقل طفولتي بسذاجة السؤال :

أيهما جاءت قبل الأخرى البيضة أم الداجة ؟

واصبحت أنثى أثقل قلبي بمرارة السؤال :

أيهما مات قبل الآخر الحب أم الوفاء ؟

( 6 )

الجنس والحب .. كالملح والطعام

وهناك من يضطر إلى تناول الطعام بلا ملح .

لكن هناك من يضطر إلى تناول الملح بلا طعام

وهو الطرف الأشد إيلاماً وغباءً

وفي زمن تعددت فيه الخناجر

لم يعد الجنس الخيانة الكبرى

( 7 )

منذ أحببتك وأنا اجري في سباق

سابقت من أجلك الأيام .. سابقت الأحلام سابقت الأحزان

سابقت الحنين .. سابقت المستحيل

فمنذ أن أحببتك وأنا في صراع مع كل شي

صراع مع الظنون .. صراع مع الخيال

صراع مع الغيرة .. صراع مع النوم

وها أنذي قد غادرت حلبة الصراع ولم أمت

لم أمت ؟ لكنني غادرت حلبة السباق واهنة واهنة جداً

فلا تصدق أن الضربة التي لاتقتل تزيد قوة

فوالله .. والله

أن الضربات التي لاتقتل تكسر

وانكسار الصدمة عظيم

وانكسار الفراق عظيم

( 8 )

يتحدثون دائماً عن الصدق .. وابن عمه

وإلى الآن لم ألتق الصدق

لقائي كان دائما .. بابن عمه

...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق