الأحد، 23 يناير 2011

أهِ يا عبلة لو تأتين _منقول

من خلال النافذة الوحيدة في غرفتي أراقب الليل وهو يهطل فوق سطوح المنازل المجاورة

وعلى أرصفة الشوارع ..

وحدي هنا أمام الأقدار أحارب الغربة والحزن ..

فيا أيتها النجمة البعيدة في الآفاق ..

لمن تضيئين هذه اللحظات ..

ويا أيّها القمر الوحيد في الأعلى لأجل من كل هذا النور ..

العاشقون الذين كانوا يسهرون وراء الخيمة في الصحراء ساعات الليل رحلوا عن الحياة تاركين وراءهم

الذكرى والحكايات الحزينة ..

والذين كانوا يتسامرون حول لهب النار في أقسى برودة الشتاء غادروا الحياة آخذين معهم كل تلك اللحظات

الغارقة في الحب والجمال ..


آهٍ يا عبلة لو تأتين . .

لو تأتين إليّ من هناك من وراء النجوم .. لتختطفيني من شوارع المدينة ومن غربة النخيل والطرقات ..

وتأخذيني إليك يا صاحبة الضفائر السوداء والعيون الليلية الواسعة ..

أهِ يا عبلة لو تأتين ..

وتخبريني ماذا كنتما تفعلان في مثل هذه الساعة من يوم الأربعاء في ذلك الزمن الترابي ..

البعيد وفي مثل هذه اللحظة من الصباح ..

هل كنتما تراقبان المروج في الصحراء وتستمتعان بغثاء البهائم .. والنظر إلى زرقة السماء الكالحة ..

هل كنتما تتحدثان بأحاديثكما الغبيّة المكررة كل يوم ..

وهل كان عنترة يتفاخر أمامك برجولته وقوّته ..

وكلما أراد أن يسرق منك لمسة خاطفة تشرّبت خدودك السمراء بحمرة شهيّة تغري أكثر رجال الدين

إيمان لمصادقة الشيطان ..

آهِ يا عبلة لو تأتين

وتكشفين لي أسرار الحب التي جمعتك وعنترة في تلك الساعات الخرافيّة من عمر الكون والتاريخ ..

ما هو ذلك الشيء الذي تمتلكينه أيتها المرأة الخرافية كي تستعمري قلب أشجع شجعان العرب آن ذاك ..

وتسيطرين على قلبه في أحلك ظروف المعركة وأقساها

( إنّي ذكرتك والسيوف نواهلٌ . . . منّي وبيض الهند تقطر من دمي

فوددت تقبيل السيوف لأنّها . . . لمعت كبارق ثغرك المتبسّم )

أي سحر هذا يا ساكنة النجوم

أي سحرِ هذا الذي اختطف قلب ذلك الرجل الجاهلي ..

أهِ يا عبلة لو تأتين ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق