السبت، 20 فبراير 2010

الزمن - لاي شويان

العصفور الذي يغادر بإهمال

راحة كفنا

ويطير بعيدا .. بعيدا ،

ليهرب منا

بعدما أحس بحيرتنا وترددنا

عندما نفيق من سهونا

يكون ذاك العصفور البديع

قد ضاع منا في لمح البصر

ولم يبق لنا سوى أن نلاحقه ونناديه :

أنت أيها العصفور البديع

الذي أمتعتنا بغنائك ورقصك

ها أنت تفر من راحة اليد إلى الكتف

قبل أن تأخذ انطلاقتك

وتضرب بأجنحتك الفضاء .

وها نحن نتابع طيرانك آسفين حزانى

أنت أيها المجنح

يا صديقنا الوحيد

تفر منا بدون تردد

وتتركنا بلا سند

أنت أيها العصفور الجميل

يا من اسمه الزمن .

الثلاثاء، 16 فبراير 2010

مطر أوّل على شجرة الغياب


رحل الصيف إذن. ليس هو مَن جمع حقائبه. بل نحنُ. لكنّنا نعتقد دومًا أنّه مَن يغادرنا على هَوْدَج مِن السُّحب البيضاء التي تُنذر بالمطر الأوّل.ـ
كقُبلة أُولى، كموعد أوّل، يُباغتكِ المطر الأوّل، مثل يدٍ تلامسكِ للمرة الأُولى. تنتفضين لقطراته المتسارعة، تتوجّسين سيوله الجارفة. طبعاً، هو سيّدك. يعدكِ.. يتوعدكِ.. يتحكّم في مزاجكِ العاطفي، وعليه ألاّ يُطيل المكوث، حتى لا يترككِ لوحل الندم.ـ
المطر يُغافلكِ دوماً كرجل. يأتي عندما لا يكون لكِ من معطف أو مظلّة للاحتماء منه، فتختبرين غبطتكِ تحت سماء تنقضُّ عليكِ بوابلٍ من الدموع، مشدوهة، مبهورة، عزلاء، ثملة، حائرة: كيف تعبّين ماء السماء كلّه في قلب فاض به الشَّجن؟ أَكُـلُّ هذا المطر الذاهب صوب عروق الأرض، لا يكفي لإطفاء نار قلب صغير؟
أثناء غيابكِ يا امرأة، وانشغالكِ بصيف باذخ البهجة، نضجت الغيوم، واستوَى الحزن، وآن للشوق أن يهطل. المطر دموع الغياب. لعلّه ذلك الرجل، لعلّها عيناه حين تمطران فُضولاً، فتهطل نظراته على امرأة سواكِ. لعلّه الخريف، وذلك السؤال الأُنثوي المخيف: "ماذا تـراه يفعل صباح خريف من دونك؟". وفي المساء أَترتجِف لذكركِ نوافذ نومه؟ أيُوقظ رذاذ طيفكِ شراشفه؟
لعلّه الشتاء المُقبل على عجل. وأنتِ تودِّين في ليلة واحدة، إنفاق كلّ ما اجتمع في صدركِ من مخزون الغيوم العربيّة. لكأنّ حزنكِ وقف على المطر، وعلى رجل لا تدرين إلى أيّ حزب تنتمي غيومه، كي تنخرطي في فصيلة الحقول التي تُناضل منذ الأَزل.. كي على تربتها يهطل.ـ
هــو الخريــف يحشو غليونه بغيوم تنهّداتكِ. وفي إمكانكِ الليلة أن تختبري تجنّي المطر على العشّاق، عندما يرتّب لبعضهم موعداً في المجرّات الشاهقة للحبّ. ويلهو بجرف دموع الآخرين.. إلى المجاري!
يا لفاجعة عشّـاق، يواجهون وحيدين ساديّة المطر. أيّتها السماء الباكية صيفاً تخلّ عنّا، ألا ترأفتِ بنـا! عصافير مُبلّلة قلوبنا، ترتجف على شجرة الغياب، كلّما أمطرت تآمر الكون علينا.. نحن يتامى الحبّ

فوضى الحواس

بدءًا عكس الناس, كان يريد أن يختبر بها الإخلاص. أن يجرب معها متعة الوفاء عن جوع, أن يربي حبًا وسط ألغام الحواس. هي لا تدري كيف اهتدت أنوثتها إليه.
هو الذي بنظرة, يخلع عنها عقلها, ويلبسها شفتيه. كم كان يلزمها من الإيمان, كي تقاوم نظرته!
كم كان يلزمه من الصمت, كي لا تشي به الحرائق!
هو الذي يعرف كيف يلامس أنثى. تماما, كما يعرف ملامسة الكلمات. بالاشتعال المستتر نفسه.
يحتضنها من الخلف, كما يحتضن جملة هاربة, بشيء من الكسل الكاذب.
شفتاه تعبرانها ببطء متعمّد, على مسافة مدروسة للإثارة.
تمرّان بمحاذاة شفتيها, دون أن تقبلاهما تمامًا. تنزلقان نحو عنقها, دون أن تلامساه حقّاً. ثم تعاودان صعودهما بالبطء المتعمّد نفسه. وكأنّه كان يقبّلها بأنفاسه, لا غير.
هذا الرجل الذي يرسم بشفتيه قدرها, ويكتبها ويمحوها من غير أن يقبلها, كيف لها أن تنسى.. كلّ ما لم يحدث بينه وبينها؟
في ساعة متأخرة من الشوق, يداهمها حبه.
هو, رجل الوقت ليلا, يأتي في ساعة متأخره من الذكرى. يباغتها بين نسيان واخر. يضرم الرغبة في ليلها.. ويرحل.
تمتطي إليه جنونها, وتدري: للرغبة صهيل داخلي لا يعترضه منطق. فتشهق, وخيول الشوق الوحشية تأخذها إليه.
هو رجل الوقت سهوًا. حبه حالة ضوئية. في عتمة الحواس يأتي. يدخل الكهرباء إلى دهاليز نفسها. يوقظ رغباتها المستترة. يشعل كل شيء في داخلها.. ويمضي.
فتجلس, في المقعد المواجه لغيابه, هناك.. حيث جلس يومًا مقابلاً لدهشتها. تستعيد به انبهارها الأوّل.
هو.. رجل الوقت عطرًا. ماذا تراها تفعل بكل تلك الصباحات دونه؟ وثمة هدنة مع الحب, خرقها حبه. ومقعد للذاكرة, ما زال شاغراً بعده. وأبواب مواربة للترقب. وامرأة.. ريثما يأتي, تحبّه كما لو أنه لن يأتي. كي يجيء.
لو يأتي.. هو رجل الوقت شوقًا. تخاف أن يشي به فرحها المباغت, بعدما لم يشِ غير لحبر بغيابه.
أن يأتي, لو يأتي.
كم يلزمها من الأكاذيب, كي تواصل الحياة وكأنه لم يأت! كم يلزمها من الصدق, كي تقنعه أنها انتظرته حقّا!

لآلئ...وجدتها وانا ابحث عن اشياء اخري


**من الأسهل علينا تقبل موت من نحب. على تقبل فكرة فقدانه, واكتشاف أن بإمكانه مواصلة الحياة بكل تفاصيلها دوننا. ذلك أن في الموت تساويا في الفقدان, نجد فيه عزاءنا.

**كانت امرأةً سخيةً في كل شيء..
في خوفها عليك،
في انشغالها بك،
في اشتهائك،
في إمتاعك..
وحتى في إيلامك ...


**الاسئلة هي تورط عشقي
**ساعترف لك اليوم
بعد كل تلك السنوات
انني وصلت معك يوما
الى ذلك الحد المخيف من اللاعقل ..
اكان عشقا فقط
ام لاهديك لاشعوريا
اللعبة التي لم تكوني قد حصلت عليها بعد
: ذلك الرجل المجنون الذي تحلمين به


**يجب أن تكون كالإحساس الذي يوجد عند الطفل الذي عمره سنة عندما تقذفه في السماء يضحك
لأنه يعرف أنك ستلتقطه ولن تدعه يقع.....
هذا هو الأمل


**حبك يدثرني ليلا بلحاف من القبل يترك جواري قنديل شوق عندما تنطفئ الاضواء.
يخاف عليا من العتمة ، يخاف عليا من وحدتي ومن شيخوختي

فيعيدني الى الطفولة دون استشارتي يقص عليا قصصا يصدقها الاطفال .
يغني لي اغنيات ينام لسماعها الاطفال.
ترى اكان يكذب ؟ اتكذب الامهات ايضا؟
ما الذي اوصلني الى جنوني؟
ترى قبلتك المسروقة من المستحيل. و...
هل تفعل القبل كل هذا؟
اذكر انني قرأت عن قُبل غيرت عمراً ولم اصدق.


**من أين عاد وجهك إليّ هذا المساء؟
كيف أطلّ وسط هذا الحزن الخريفي
أكتب إليك وخلف شباكي تبكي السماء. وفي ذاكرتي صور كثيرة لنا في
كل المواسم.
تصوّرت قبل اليوم أنني قد أستقبل الفصول معك.
يبدو أنني سأظلّ أستقبلها وحدي.
لا زلت أجوب شوارع التاريخ
أبحث عن وجهي الضائع الملامح في وجوه السواح والغرباء
في وجوه الثوار والزعماء

أيّها العشاق لنهاية السنة أهديكم قراءة تشي بأبراج قلبكم

لا أصدّق كثيراً نبوءات المنجمّين، لكنّني أثق تماماً أنّ شخصيّة كلّ منّا تشكّلت نواتها الأولى لحظة تاريخ ميلادنا حسب مواقع الكواكب.ـ
ثمّة خريطة للعواطف تتحكّم في قلوبنا حسب برجنا. إنّنا نولد بقدر عاطفي، و بمزاج عشقي يتحكّم فيه برجنا الناري.. أو الهوائي.ـ
الحبّ إذن لا يأتي كرفيق مصادفة، إنّ النجوم هي التي تضعه في طريقنا لأنّنا خُلقنا له، و عندما يأتي نتعامل معه حسب جينات قلبنا.. برقّة النسيم أو بعنف الزوابع.
نحن أوفياء و أسخياء و غيّورون و حنونون و حالمون و قساة و طغاة و شهوانيون.. أو نحبّ هذه الصفة أو تلك في الآخر كما أرادت لنا الكواكب!ـ
كنت أفكّر ماذا أهديكم في نهاية السنة عندما عثرتُ على قراءة للأبراج تكشف خريطة العواطف، كما كتبتها حنان فوزي إحدى خبيرات الأبراج.ـ
أعتقد أنّ الكثيرين منّا ليسوا معنيّين بما تخبّئه السنة، بقدر اهتمامهم بما يخبّئه طالع قلبنا من عواطف عشقيّة أو من هدوء عاطفي كاذب. لكنّنا نحتاج أن نعرف برج قلبنا لنتعرّف على اتجاه بوصلتنا في الحبّ.
أهديكم إذن خريطة عواطفكم بعد أن تأكّدتُ من صدق تطابق مواصفاتها مع برج قلبي.ـ
أنا امرأة من برج الحمل، تنحدر من سلالة كازانوفا، و تشترك مع نزار قباني في مزاج قلبها الناري. حيث تمرّ يشتعل بمرورها فتيل الحبّ. هي لا تؤمّن على حياتها ضدّ الحرائق الجميلة، لكنّها لا تحترق إلّا بنار رجل واحد يلتهم تلابيب حياتها حتى آخر يوم من عمرها.
ذلك أنّنا، نحن أبناء هذا البرج، لسنا سادة العشق فقط، نحن أيضاً سادة الوفاء. مأساتنا أن لا أحد يصدّق وفاءنا و لا يقدّر سخاءنا، كما تؤكّد هذه الدراسة المذهلة في تشخيص حماقاتنا.
هل منكم من يصدّق وفاء "شاعر المرأة" لامرأة واحدة؟ أو سخاء فان جوغ الذي لم يقتن، لامرأة هدية بل اقتطع لها أذنه ليقدمها لها.. و لم تأبه بها !ـ
أحبائي أقدّم لكم بالتتالي قراءة في أبراج قلوبكم.. مع أمنيات أن يخبّئ لنا العام الجديد قصص حبّ جميلة و لما لا محرقة! و أن يلتحق جميع أصحاب الأبراج الهوائيّة و الترابيّة بأبراجنا النارية من أجل حريق عشقيّ كبير.
أتمنّى بعد اطلاعكم على برجي أن تتفهمّوا حالي.. و أن تدركوا كيف بتّ شيخة طريقة في الحبّ.. هذا قدر لم أستشر فيه. الله غالب!ـ
عشتم و عاش مولانا الحبّ

الحب هو أفضل عملية شد وجه ،فإن أفضل كريم ضد التجاعيد هو النسيان



إن كان الحب هو أفضل عملية شد وجه ،فإن أفضل كريم ضد التجاعيد هو النسيان
لاتدعى الفقدان ينكتب بؤساً وتجاعيد على وجهك .
فالخسارة العاطفية تظهر أول ماتظهر على وجه المرأة . مهما تجملت ستشى بك الملامح
المتعبة ..العينان التتان لم تناما ، الخدان اللذان كانا نضرين ومرت بهما سواقى الدموع
الرموش التى كانت ساحرة وجارحة وذبلت وانكسرت لفرط بكائك السرى وانهطالك الداخلى
المتواصل .

أخرجى هذا الرجل من وجهك أولاً .لابد ألا تريه فى المرآه عندما تقفين أمامها فى الصباح .
فبشاعته داخلك ،وذلك الكم من الأذى الذى ألحقه بك سيحول إلى أحاسيس قبيحة وضارة
تشغل كل مكان كان يحتله فى جسدك ،سيعبر وحله شرايينك وكريات دمك
وينتهى فى ملامح وجهك

لا تدفعى من جمالك ونض ارتك ثمن خروج هذا الرجل من حياتك . فهو لم يدفع هذه " القيمة
المضافة " للفراق لا وقتاً ولا زمناً .
حداده عليك سيكون قصيراً فلو كان طويلاً وموجعاً ومكلفاً لما تخلى عنك
الوجه هو أول مايراه فيك الآخرون ، وأول مارآه فيك هذا الرجل يوم أحبك ..يومها حتماً ما
كنت على هذا القدر من الذبول . كان حولك مشروعات حب فقد كنتِ تبثين ذبذبات بهجة .
تذكرى كم كنت يومها مشرقه وشهية كنت متألقه كنت واثقه .كنت امرأة
اعلمى أن للإشعاع جاذبية وأن شعورك بأنك محبوبة يجذب اليك الحب
لذا عندما يتخلى عنك الحب لا تجدين أحدا من الذين كانوا يتمونك يوم كنت عاشقه فاحباطك
وذبولك والذبذبات السلبية التى تبثها أنوثك المجروحه تجعلهم ينسحبون
فى انتظار أن تحبى أحداً ولكى يحبك أحدا ، أحبى نفسك . جمليها .. دلليها .. غارى عليها
اهديها ماكنت تبخلين به عليها لتهديه الى من تحبين ..
خصصى لها من الوقت مالم تكونى فى الماضى تملكين
أعديها للحب دون أن تخبريها بذلك
مما راق لي


أحلام مستغانمى

وداع - عمر أبو ريشة

قفي ، لا تخجلي مني فما أشقاك أشقاني

كلانا مرَّ بالنعمى مرور المُتعَبِ الواني

وغادرها .. كومض الشوق في أحداق سكرانِ

قفي ، لن تسمعي مني عتاب المُدْنَفِ العاني

فبعد اليوم ، لن أسأل عن كأسي وندماني

خذي ما سطرتْ كفاكِ من وجدٍ وأشجانِ

صحائفُ ... طالما هزتْ بوحيٍ منك ألحاني

خلعتُ بها على قدميك حُلم العالم الفاني!

لنطوٍ الأمسَ ، ولنسدلْ عليه ذيل نسيانِ

فإن أبصرتني ابتسمي وحييني بتحنانِ

وسيري ، سير حالمةٍ وقولي .... كان يهواني

تشي بك شفاه الأشياء_

قلت لك مرة: "أحلم أن أفتح باب بيتك معك". أجبت "وأحلم أن أفتح بيتي فألقاكِ". ـ
من يومها، وأنا أفكر في طريقة أرشو بها بوّابك، كي ينساني مرة عندك. أن أنتحل صفة تجيز لي في غيبتك دخول مغارتك الرجالية، فأنا أحبّ أن أحتلّ بيتك بشرعية الشغّالات. أن أنفض سجاد غرفة نومك من غبار نسائك، أن أبحث خلف عنكبوت الذكريات عن أسرارك القديمة، المخبأة في الزوايا. أن أتفقد حالة أريكتك، في شبهة جلستها المريحة. أن أمسح الغبار عن تحفك التذكارية، عسى على رف المصادفة، تفضحك شفاه الأشياء. ـ
* * *

أريد أن أكون ليوم شغّالتك، لأقوم بتعقيم أدوات جرائمك العشقية بالمطهرات، وأذيب برّادك من دموعي المجلدة، مكعبات لثلج سهرتك. أن أجمع نسخ كتبي الكثيرة، من رفوف مكتبتك، درءًا لانفضاحي بك.. و منعاً لإغرائك أخريات بي..ـ
أن أستجوب أحذيتك الفاخرة، المحفوظة في أكياسها القطنية، عمّا علق بنعالها من خطى خطاياك. أن أخفيها عنك، كي أمنعك من السفر.. (هل حاولت امرأة قبلي اعتقال رجولتك.. بحذاء؟). ـ

أحب في غيبتك، أن أختلي بعالمك الرجالي. أن أتفرّج على بدلات خلافاتنا المعلقة في خزانتك، وقمصان مواعيدنا المطوية بأيدي شغّالة ، لا تدري كم يحزنني أن تسلّم رائحتك للصابون. ـ
أحب.. التجسس على جواريرك.. على جواربك.. وأحزمتك الجلدية، و ربطات عنقك.. على مناشفك وأدوات حلاقتك.. وأشيائك الفائقة الترتيب.. كأكاذيب نسائية. ـ

* * *
تروق لي وشاية أشيائك.. جرائدك المثنية حسب اهتمامك، مطالعاتك الفلسفية، وكتب في تاريخ المعتقلات العربية، وأخرى في القانون، فقبلك كنت أجهل أنّ بإمكان نيرون أن يحترف العدالة. وكنت أتجسس على مغطس حمامك.. وعلى الماركات الكثيرة لعطورك، وأتساءل: أعاجز أنت حتى عن الوفاء لعطر؟. ـ

* * *
كم يسعدني استغفال أشيائك.. ارتداء عباءتك.. انتعال خفيك.. الجلوس على مقعدك الشاغر منك. آه لو استطعت بعثرت أشيائي في بيتك.. و فرد أوراقي على مكتبك.. وكتابة مقالي القادم على أوراقك، في انتظار أن تفتح الباب، فيشهق قلبك بي حين تراني!ـ
أن أتناول فطور الصباح في فناجين قهوتك.. على موسيقاك الصباحية.. وأن أسهر برفقة برنامجك السياسي، ذلك الذي تتناتف فيه الديكة.. ثمّ أغفو منهكة على شراشف نومك.. ـ
دع لي بيتك وامض.. ما حاجتي إليك. ـ
إني أتطابق معك بحواس الغياب

دعيني في عيد الحبّ..أكرهك..بشيء من الحبّ _ احلام مستغانمي


جاء عيد الحبّ إذن...
فيا عيدي و فجيعتي، و حبّي و كراهيتي، ونسياني و ذاكرتي كلّ عيد و أنت كلّ هذا...

للحبّ عيد إذن... يحتفل فيه المحبّون و العشّاق، و يتبادلون فيه البطاقات و الأشواق، فأين عيد النسيان سيّدتي ؟
هم الذين أعدّوا لنا مسبقاً تقويماً بأعياد السنة، في بلد يحتفل كلّ يوم بقدّيس جديد على مدار السنة.. أليس بين قدّيسيهم الثلاثمائة و الخمسة و الستين.. قدّيس واحد يصلح للنسيان؟

ما دام الفراق هو الوجه الآخر للحبّ، و الخيبة هي الوجه الآخر للعشق، لماذا لا يكون هناك عيد للنسيان يضرب فيه سعاة البريد عن العمل، و تتوقّف فيه الخطوط الهاتفيّة، و تمنع فيه الإذاعات من بثّ الأغاني العاطفيّة ... و نكفّ فيه عن كتابة شعر الحبّ !

منذ قرنين كتب "فيكتور هوجو" لحبيبته جوليات دوري "كم هو الحبّ عقيم، إنّه لا يكفّ عن تكرار كلمة واحدة "أحبّك"، و كم هو خصب لا ينضب : هناك ألف طريقة يمكنه أن يقول بها الكلمة نفسها"..

دعيني أدهشك في عيد الحبّ.. و أجرّب معك ألف طريقه لقول الكلمة الواحدة نفسها في الحبّ.
دعيني أسلك إليك الطرق المتشعّبة الألف، و أعشقك بالعواطف المتناقضة الألف، و أنساك و أذكرك، بتطرّف النسيان و الذاكرة.
و أخضع لك و أتبرّأ منك، بتطرّف الحرية و العبودية... بتناقض العشق و الكراهية

دعيني في عيد الحبّ...أكرهك ...بشيء من الحبّ

***
مقتطف من رواية "ذاكرة الجسد