الجمعة، 8 أكتوبر 2010

قيم

لكي تدرك قيمة العشر سنوات .... إسأل زوجين انـفـصلا حديـثاً
لكي تدرك قيمة الأربع سنوات .... إسأل شخص مـتخـرج من الجامعة حديثاً
لكي تدرك قيمة السنة .... إسأل طالب فـشـل في الاختبار النهائي
لكي تدرك قيمة الشهر .... إسأل أم وضعت مولدوها قبل موعده
لكي تدرك قيمة الأسبوع .... إسأل محرر في جريدة أسبوعية
لكي تدرك قيمة الساعة .... إسأل عـشاق ينتظرون اللقاء
لكي تدرك قيمة الدقيقة .... إسأل شخص فاته القطار .. الحافلة .. أو الطائرة
لكي تدرك قيمة الثانية ولكي تدري قيمة الجزء من الثانية .... إسأل شخص فاز بميدالية فضية في الأولومبيات وفي الأغلب يكون الفرق بين الذهبي والفضي أجزاء قليلة من الثانية
لكي تدرك قيمة الصديق .... إخسر واحد
لكيتدرك قيمة الأخت .... إسأل شخص ليس لديه أخوات الوقت لا ينتظر أحد وكل لحظة تمتلكها هي ثروة وستستغلها أكثر إذا شاركت بها شخص غير عادي
لكي تدرك قيمة الحياة .... إسأل عن إحساس من على فراش الموت
لكي تدرك قيمة ذكر الله .... مت وأنظر ماذا فقدت من عمرك وأنت غافل

الخميس، 7 أكتوبر 2010

nice story

memories

I want to go back to the time when "drinking" meant "Choclate milk"....when "dad" was the only "hero"....when "love" was "mom's hug"...when "dad's shoulder" was the highest place on earth...when the only things broken were your toys...when "goodbyes" only meant "till ...tomorrow"...And when "Apple" & "Blackberrys" were just... "FRUIT

الأربعاء، 6 أكتوبر 2010

الشهيـــد العريــــف سيـــد زكريــــا خليـــل

قصة الشهيد - سيد زكريا خليل - واحدة من بين مئات القصص التى أبرزت شجاعة المقاتل المصري، ومن الغريب أن قصة هذا الجندي الشجاع ظلت فى طي الكتمان طوال 23 سنة كاملة ، حتى اعترف بها جندي إسرائيلي سابق في ميدان المعركة ، ونقلت وكالات الأنباء العالمية قصه هذا الشهيد وأطلقت عليه لقب (أسد سيناء).

تعود بداية القصة أو فلنقل نهايتها الى عام 1996 في ذلك الوقت كان سيد زكريا قد عد من ضمن المفقودين فى الحرب ، وفى هذا العام اعترف سفير إسرائيل في المانيا الذي كان جنديا إسرائيليا لأول مرة للسفير المصري في ألمانيا بأنه قتل الجندي المصري سيد زكريا خليل ، مؤكدا أنه مقاتل فذ وأنه قاتل حتي الموت وتمكن من قتل 22 إسرائيليا بمفرده.

وسلم الجندي الإسرائيلي متعلقات البطل المصري إلى السفير وهي عبارة عن السلسلة العسكرية الخاصة به إضافة إلى خطاب كتبه إلى والده قبل استشهاده ، وقال الجندي الاسرائيلي أنه ظل محتفظا بهذه المتعلقات طوال هذه المده تقديرا لهذا البطل ، وأنه بعدما نجح فى قتله قام بدفنه بنفسه وأطلق 21 رصاصة فى الهواء تحية الشهداء .. وجاء هذا الاعتراف للسفير المصري من قبل الجندي الإسرائيلي السابق بعد تردد بالغ في كشف هذا السر .. و يقول السفير الإسرائيلي أنه كان مذعورا من هذا الشخص الذي يقتل رفاقه واحدا تلو الآخر ولم يكن يصدق أنه نفر واحد ... وقال أنه كان خائفا وكان مختبئا حتي تتاح له الفرصة لقتل العريف سيد ...

تبدأ قصة الشهيد بصدور التعليمات في أكتوبر 73 لطاقمه المكون من 8 أفراد بالصعود إلى جبل (الجلالة) بمنطقة رأس ملعب ، وقبل الوصول إلى الجبل استشهد أحد الثمانية في حقل ألغام ، ثم صدرت التعليمات من قائد المجموعة النقيب صفي الدين غازي بالاختفاء خلف إحدى التباب وإقامة دفاع دائري حولها على اعتبار أنها تصلح لصد أي هجوم ، وعندئذ ظهر اثنان من بدو سيناء يحذران الطاقم من وجود نقطة شرطة إسرائيلية قريبة في اتجاه معين وبعد انصرافهما زمجرت 50 دبابة معادية تحميها طائرتان هليكوبتر وانكمشت المجموعة تحبس أنفاسها حتي تمر هذه القوات ولتستعد لتنفيذ المهمة المكلفة بها .

وعند حلول الظلام وبينما يستعدون للانطلاق لأرض المهمة ، ظهر البدويان ثانية وأخبرا النقيب غازي أن الإسرائيليين قد أغلقوا كل الطرق ، ومع ذلك وتحت ستار الليل تمكنت المجموعة من التسلل إلى منطقة المهمة بأرض الملعب واحتمت بإحدى التلال وكانت مياه الشرب قد نفذت منهم فتسلل الأفراد أحمد الدفتار - وسيد زكريا - وعبدالعاطي - ومحمد بيكار - إلى بئر قريبة للحصول علي الماء ، حيث فوجئوا بوجود 7 دبابات إسرائيلية فعادوا لإبلاغ قائد المهمة بإعداد خطة للهجوم عليها قبل بزوغ الشمس ، وتم تكليف مجموعة من 5 أفراد لتنفيذها منهم - سيد زكريا - وعند الوصول للبئر وجدوا الدبابات الإسرائيلية قد غادرت الموقع بعد أن ردمت البئر.

وفي طريق العودة لاحظ الجنود الخمسة وجود 3 دبابات بداخلها جميع أطقمها ، فاشتبك سيد زكريا وزميل آخر له من الخلف مع اثنين من جنود الحراسة وقضيا عليهما بالسلاح الأبيض وهاجمت بقية المجموعة الدبابات وقضت بالرشاشات علي الفارين منها ، وفي هذه المعركة تم قتل 12 إسرائيليا ، ثم عادت المجموعة لنقطة انطلاقها غير أنها فوجئت بطائرتي هليكوبتر تجوب الصحراء بحثا عن أي مصري للانتقام منه ، ثم انضمت اليهما طائرتان أخريان وانبعث صوت عال من احدى الطائرات يطلب من القائد غازي تسليم نفسه مع رجاله.

وقامت الطائرات بإبرار عدد من الجنود الإسرائيليين بالمظلات لمحاولة تطويق الموقع وقام الجندي حسن السداوي باطلاق قذيفة (آر.بي.جي) علي احدي الطائرات فأصيبت وهرع الإسرائيليون منها في محاولة للنجاة حيث تلقفهم - سيد زكريا - أسد سيناء برشاشه وتمكن وحده من قتل 22 جنديا.

واستدعى الإسرائيليون طائرات جديدة أبرت جنودا بلغ عددهم مائة جندي اشتبك معهم أسد سيناء وفى هذه اللحظة استشهد قائد المجموعة النقيب صفي الدين غازي بعد رفضه الاستسلام ، ومع استمرار المعركة غير المتكافئة استشهد جميع افراد الوحدة واحدا تلو الآخر ولم يبق غير أسد سيناء مع زميله أحمد الدفتار في مواجهة الطائرات وجنود المظلات المائه ، حيث نفدت ذخيرتهما ثم حانت لحظة الشهادة وتسلل جندي إسرائيلي ( السفير الإسرائيلي ) خلف البطل وافرغ فى جسده الطاهر خزانه كاملة من الرصاصات ليستشهد على الفور ويسيل دمه الزكي علي رمال سيناء الطاهرة بعد أن كتب اسمه بأحرف من نور في سجل الخالدين.

وإذا كان سيد زكريا قد استحق عن جدارة التكريم ، فالواقع أن المجموعة كلها برئاسة قائدها لم تكن أقل بطولة وفدائية ، فهم جميعهم أسود سيناء ومصر لاتنسي أبدا أبناءها.
وقد كرمت مصر ابنها البار ، فبمجرد أن علم الرئيس مبارك بقصة هذا البطل حتي منحه نوط الشجاعة من الطبقة الأولي ، كما أطلق اسمه على احد شوارع حي مصر الجديدة.

العقيد الشهيد محمد زرد

بعد عبور القوات المسلحة المصرية لقناة السويس أضخم مانع مائي عرفه التاريخ وقف خط برليف المحصن حاجزا أمام عبور القوات المصرية إلى قلب سيناء إلا أن الهجوم الكاسح أسقط كل هذه الحصون إلا نقطة واحدة بقيت مستعصية على السقوط فى أيدى القوات المصرية.
وكانت هذه النقطة محصنة بطريقة فريدة وقوية ويبدو أنها كانت مخصصة لقيادات إسرائيلية معينة .. وفشلت المجموعة المصرية فى اقتحام هذه النقطة المشيدة من صبات حديدية مدفونه فى الارض .. ولها باب صغير تعلوه فتحة ضيقة للتهوية ... وكان يقلق المجموعة المكلفة بالتعامل مع هذا الحصن أن الاعلام المصرية أصبحت ترفرف فوق جميع حصون برليف بعد سقوطها عدا هذا الموقع الصامد الذى فشلت معه كل الاساليب العسكرية للفرقة المواجهة له.


وما هى الا ثوان معدوده واذا بباب الحصن يفتح من الداخل ويخرج منه العقيد محمد زرد ممسكا أحشاؤه الخارجة من بطنه بيده اليسرى واليمنى على باب الحصن تضغط علية بصعوبة لاستكمال فتحه ... سبحان الله ...

واندفع الجنود المصريين الى داخل الحصن واكملوا تطهيره ، ثم حمل الجنود قائدهم زرد الى أعلى الحصن وقبل أن يفارق الحياه لمس علم مصر وهو يرتفع فوق آخر حصون خط برليف أقوى حصون العالم فى التاريخ العسكرى ثم يفارق الحياة بطلا نادر التكرار ...
وإذا بالارض تنشق عن العقيد محمد زرد يجرى مسرعا تجاه جسم الموقع متحاشيا الرصاص الاسرائيلي المنهمر بغزارة من الموقع ومن ثم اعتلاه والقى بقنبلة بداخلة عبر فتحة التهوية وبعد دقيقتين دلف بجسده الى داخل الحصن من نفس الفتحه وسط ذهول فرقته التى كان قائدا لها ، وخلال انزلاقه بصعوبة من الفتحة الضيقة وجه له الجنود الإسرائيليين من داخل الموقع سيل من الطلقات النارية اخرجت احشائه من جسده ، وفى هذه اللحظات تأكدت فرقته من استشهاده .

أســــد سينـــــاء الشهيــــد أحمــــــد حمـــــدى

ولد البطل أحمد حمدي فى 20 مايو عام 1929، وكان والدة من رجال التعليم بمدينة المنصورة، تخرج الشهيد فى كلية الهندسة جامعة القاهرة قسم الميكانيكا ،وفي عام 1951 التحق بالقوات الجوية، ومنها نقل إلى سلاح المهندسين عام 1954،حصل الشهيد على دورة القادة والأركان من أكاديمية (فرونز) العسكرية العليا بالإتحاد السوفيتي بدرجة امتياز.
فى حرب 1956 (العدوان الثلاثي) أظهر الشهيد أحمد حمدي بطولة واضحة حينما فجر بنفسه كوبري الفردان حتى لا يتمكن العدو من المرور عليه، وأطلق عليه زملاؤه لقب (اليد النقية) لأنه أبطل الآف الالغام قبل انفجارها.
وكان صاحب فكرة إقامة نقاط للمراقبة على أبراج حديدية على الشاطئ الغربي للقناة بين الأشجار لمراقبة تحركات العدو ولم تكن هناك سواتر ترابية او أي وسيلة للمراقبة وقتها، وقد نفذت هذه الفكرة واختار هو مواقع الابراج بنفسه.
تولى قيادة لواء المهندسين المخصص لتنفيذ الأعمال الهندسية بالجيش الثاني وكانت القاعدة المتينة لحرب أكتوبر 1973.. فى عام 1971 كلف بتشكيل وإعداد لواء كباري جديد كامل وهو الذى تم تخصيصة لتأمين عبور الجيش الثالث الميداني ، تحت إشرافه المباشر تم تصنيع وحدات لواء الكباري واستكمال معدات وبراطيم العبور، كما كان له الدور الرئيسي فى تطوير الكباري الروسية الصنع لتلائم ظروف قناة السويس.
أسهم بنصيب كبير فى إيجاد حل للساتر الترابي، وقام بوحدات لوائه بعمل قطاع من الساتر الترابي فى منطقة تدريبية وأجرى عليه الكثير من التجارب التى ساعدت فى النهاية فى التوصل الى الحل الذى استخدم فعلا، كان الشهيد اللواء أحمد حمدي ينتظر اللحظة التى يثأر فيها هو ورجاله بفارغ الصبر، وجاءت اللحظة التى ينتظرها الجميع وعندما رأى اللواء احمد حمدي جنود مصر الأبرار يندفعون نحو القناة ويعبرونها فى سباق نحو النصر أدرك قيمة تخطيطة وجهوده السابقة فى الإعداد لوحدات المهندسين والكباري على نحو خاص.
وأدرك البطل أن التدريبات التى قام بها مع أفراد وحدات الجيش الثالث الميداني على أعظم عمليات العبور وأعقدها فى الحرب الحديثة قد أثمرت، تلك التدريبات التى أفرزت تلك العبقرية فى تعامل الجنود مع أعظم مانع مائي فى التاريخ وهو ما شهد له العدو قبل الصديق.
وعندما حانت لحظة الصفر يوم 6 أكتوبر 1973 طلب اللواء أحمد حمدي من قيادته التحرك شخصيا الى الخطوط الأمامية ليشارك أفراده لحظات العمل فى إسقاط الكبارى على القناة إلا أن القيادة رفضت انتقاله لضرورة وجوده فى مقر القيادة للمتابعة والسيطرة إضافة الى الخطورة على حياته فى حالة انتقاله الى الخطوط الأمامية تحت القصف المباشر.. إلا أنه غضب وألح فى طلبه أكثر من مره ..
لقد كان على موعد مع الشهادة ، ولم تجد القيادة والحال هكذا بدا من موافقته على طلبه وتحرك بالفعل إلى القناة واستمر وسط جنوده طوال الليل بلا نوم ولا طعام ولا راحة، ينتقل من معبر إلى آخر حتى اطمأن قلبه الى بدء تشغيل معظم الكباري والمعابر.. وصلى ركعتين شكرا لله على رمال سيناء .. المحررة.
قصة استشهاد البطل احمد حمدي تمثل عظمة المقاتل المصري، ففي يوم 14 أكتوبر 1973 كان يشارك وسط جنوده في إعادة انشاء كوبري لضرورة عبور قوات لها أهمية خاصة وضرورية لتطوير وتدعيم المعركة، وأثناء ذلك ظهرت مجموعة من البراطيم متجه بفعل تيار الماء الى الجزء الذى تم إنشاءه من الكوبرى معرضه هذا الجزء إلى الخطر وبسرعة بديهة وفدائية قفز البطل الى ناقلة برمائية كانت تقف على الشاطئ قرب الكوبري وقادها بنفسه وسحب بها البراطيم بعيدا عن منطقة العمل ثم عاد إلى جنوده لتكملة العمل برغم القصف الجوي المستمر .. وفجأة وقبل الانتهاء من إنشاء الكوبري يصاب البطل بشظية متطايرة وهو بين جنوده .. كانت الاصابة الوحيدة... والمصاب الوحيد ... لكنها كانت قاتلة. ويستشهد البطل وسط جنوده كما كان بينهم دائما.
كرمت مصر ابنها البار بأن منحت اسمه وسام نجمة سيناء من الطبقة الأولى وهو أعلى وسام عسكرى مصري ، كما أُختير يوم استشهاده ليكون يوم المهندس ، وافتتح الرئيس الراحل انور السادات النفق الذى يربط بين سيناء بأرض مصر وأطلق عليه اسم الشهيد ...
أحمـــــــد حمــــــدي

نفــــق الشهيــــد أحمــــد حمــــدي

أسطــورة الشهيــد عمــرو طلبــة _العميل 1001

الاسم الحقيقي : عمرو طلبه
الرمز الكودي : 1001
الاسم المستعار : موشي زكى رافئ
تاريخ بدء العملية تقريبا : 1969
تاريخ استشهاد البطل : 1973

"ولقد حملناه عائدين دون أن نذرف دمعة واحدة فقد نال شرفا لم نحظ به بعد‏"

هذه العبارة جاءت علي لسان ضابط المخابرات المصري ماهر عبدالحميد رحمه الله في ختام ملحمة بطولية رائعة كان بطلها الحقيقي الشهيد البطل عمرو طلبة ‏الذي ربما لا يعرفه الكثيرون منا..

علي الرغم من أن عقارب الساعة كانت تشير إلي الثانية إلا عشر دقائق بعد ظهر السادس من أكتوبر عام 1973 إلا أن كل شئ بدا هادئا تقليديا علي الجبهة الغربية لقناة (السويس) فكل الجنود والضباط يؤدون أعمالهم الروتينية المعتادة وبعضهم يقوم بتنظيف أسلحته في تراخ عند شاطئ القناة في حين راح البعض الاخر يسبح في مياهها ويتبادل النكات مع رفاقه بصوت مرتفع بلغ مسامع الإسرائيلين علي الجبهة الشرقية للقناة فابتسم بعضهم في سخرية وألقوا بعض عبارات الإستهزاء بالمصريين وجنودهم الذين يمكنك إستنباط حالة الطوارئ لديهم بمجرد إرتدائهم خوذاتهم القتالية........



قالوها لأن واحدا من الجنود و الضباط المصريين لم يكن يرتدي خوذته في ذلك اليوم.......

ثم قطعت عقارب الساعة تلك الدقائق العشر في سرعة....

وأعلنت تمام الثانية....

وقبل حتي أن تنتهي دقاتها كانت هناك أسراب من المقاتلات المصرية تهدر كألف ألف عاصفة وهي تعبر القناة في اّن واحد معلنة بدء أول مواجهة عربية إسرائيلية في التاريخ.....

وكانت المفاجاة عامة شاملة مخيفة بالنسبة للاسرائيلين.....

لقد انهالت عليهم القنابل والصواريخ كالسيل وعلي نحو تصوروا معه أن الجحيم قد فتح اكبر ابوابه ليلتهمهم عن اخرهم....

اما الجنود الهادئون المتراخون علي الجبهة الغربية فقد نفضوا تراخيهم الزائف هذا بغتة وتحولوا في غمضة عين الي أسود جسورة وثبت الي قوارب مطاطية لا حصر لها اندفعت بهم صوب أقوي خط دفاعي استراتيجي عرفته الحروب الحديثة......

خط (بارليف)......

وانهالت قذائف الإسرائيلين علي الجنود البواسل من كل صوب ونسفت عشرات القوارب وغمرت سطح القناة بالدماء الطاهرة الذكية.....

ولكن كل هذا لم يوقف الجنود....

لم يرهبهم ...

لقد ارتدت القذائف الي الاسرائيلين انفسهم علي هيئة ذعر رهيب وصفوه فيما بعد في كتابهم (التقصير) بانه ذعر خاطئ يواجه يوم الحساب ....

وانطلقت مدافع المياه تشق الساتر الترابي.....

واقتحم المصريون خط بارليف.....

وارتفع العلم المصري علي الجبهة الشرقية لقناة السويس....

ووسط المعمعة والقتال والنيران والدماء التقطت اجهزة الاستقبال اللاسلكية الإسرائيلية نداء متكررا بصوت مصري يموج باللهفة والقلق وهو يهتف :

-أجب يا ألف وواحد..اجب....

كان النداء يتواصل بلا إنقطاع علي موجة خاصة من الساعة الثالثة واربعين دقيقة وكأنما يبحث المصريون عن شخص بالغ الاهمية يرغبون بشدة في إستعادته علي الرغم من كل ما يحدث علي الجبهة في تلك الساعات الأولي العنيفة.....

وفي الرابعة وسبع وثلاثين دقيقة تلقي ضابط مخابرات القنطرة غرب أمرا مباشرا من مدير المخابرات شخصيا بالإنطلاق علي الفور للبحث عن جندي إسرائيلي بالتحديد وسط قافلة عربات كانت تتحرك من (أم مرجم) إلي القنطرة شرق وبأن يجري إتصالا بقائد الجيش الثاني ليصدر أمرا بعدم إطلاق النار علي أي فرد من جنود تلك القافلة مهما كانت الأسباب....

وبات من الواضح أن الشخص الذي يتم البحث عنه له أهمية بالغة بالفعل علي الرغم من أنه يرتدي الزي العسكري الإسرائيلي في زمن الحرب....

ولقد انطلق ضابط المخابرات علي الفور لتنفيذ الأمر وانطلق الي الجبهة المشتعلة بحثا عن اللواء (سعد مأمون) قائد الجيش الثاني الميداني للحصول علي إذنه قبل دخول منطقة القتال مباشرة....

ولكن حتي هذا لم يكن سهلا فالجسور المقامة تكتظ بالمشاة والعربات المدرعة والدبابات التي تعبر الي الجبهة الشرقية وقائد الجيش الثاني يتحرك في سرعة ونشاط مدهشين من موقع لأخر ليتفقد جنوده واستعداداته والخطوات التالية للعبور....

وعندما بلغت الساعة الخامسة الاعشر دقائق أدرك الضابط أن الوصول إلي المنطقة المنشودة يكاد يكون مستحيلا بسبب الألغام وقوافل الإمدادات والأنفجارات التي تملأ الأفق وأبلغ هذا الأمر إلي رؤسائه في توتر بالغ....

وعندما بدأ الظلام يخيم علي الجبهة في الخامسة والنصف تقريبا اخترقت هليوكوبتر حربية مصرية خطوط القتال ونجحت في الهبوط عند موقع قافلة السيارات المنشودة التي احترقت عرباتها وتناثرت حولها الجثث...

وقبل حتي أن تستقر الهليوكوبتر علي الرمال قفز منها ثلاثة رجال بثياب مدنية وأضاءوا مصابيحهم اليدوية واندفعوا نحو الجثث المتناثرة وراحوا يفحصونها في اهتمام بالغ جعل الطيار يتصور أنهم سيعثرون علي وزير الدفاع الاسرائيلي نفسه وسط القتلي...

ثم هتف أحد الرجال الثلاثة بزميليه معلنا عثوره علي الشخص المنشود فاندفعا إليه وانحني كلاهما يفحص جثة جندي اسرائيلي في اهتمام بالغ قبل أن ينهض الرجال الثلاثة في صمت والأسي يملأ وجوههم ثم اندفع أحدهم نحو الطائرة وهتف بالجنود القابعين داخلها فخرج ستة منهم يحملون صندوقا خشبيا وعلما مصريا جديدا وبكل احترام وتقدير نقلوا جثة العريف الاسرائيلي إلي الصندوق ولفوه بعلم (مصر) ووقف المدنيون الثلاثة وقفة عسكرية في حين أدي الضابط المرافق لهم التحية الرسمية وهم أمام الصندوق قبل أن ينقله الجنود الستة إلي الهليوكوبتر..

وأقلع الطيار الحربي المصري بالهليكوبتر وهو يتساءل في حيرة كيف يمكن أن يحظي قتيل إسرائيلي بكل هذا الاحترام والتقدير في زمن الحرب؟!

هذا لأنه لم يكن يدري أن العريف الاسرائيلي (موشي زكي رافي ) الراقد في ذلك الصندوق كان في الواقع شهيدا مصريا و واحدا من أبرع الجواسيس الذين عرفتهم (مصر).....

شهيد اسمه (عمرو)....

(عمرو طلبة)....


من أبرز صفات رجال المخابرات العامة في كل الأزمنة قدرتهم المدهشة علي إستيعاب الأمور والتكيف معها والتحرك بسرعة لرتق الثقوب بدلا من إضاعة الوقت في البكاء علي اللبن المسكوب ...

لذا فلم تكد نكسة يونيو 1967 تنحسر حتي كان الرجال قد وضعوا خطة متقنة لزرع عميل مصري في قلب الجيش الإسرائيلي ليصبح عينا وأذنا داخله ويصنع خطا دائما من المعلومات لتغذية المصريين بكل ما يحدث ويدور داخل جيش العدو ....

وكان من الطبيعي أن تتجه انظارهم نحو أفضل مكان يمكن الحصول منه علي شخص صالح تماما للعيش والعمل داخل (اسرائيل)..

نحو القسم (3ج ا)..

والقسم (3 ج ا) هذا هو أحد أقسام مدرسة المخابرات التي لا يمكننا تحديد موقعها أو وصفها أو حتي الاشارة إلي موضعها ولكن كل ما يمكننا قوله في هذا المضمار هو أن ذلك القسم بالذات يعتبر أكثر أقسام مدرسة المخابرات سرية وخصوصية ولا يتسني دخوله إلي لعدد محدود للغاية وعبر إجراءات أمنية صارمة يخضع لها الجميع بلا إستثناء وتتكرر في كل مرة دون كلل أو ملل...

وإذا ما أمكنك دخول ذلك القسم فسيبدو لك وكأنك انتقلت من (القاهرة) الي (تل أبيب) بقفزة واحدة فكل شئ هناك يتبع النظام الاسرائيلي بدقة مدهشة فلافتات الطرقات وإشارات المرور وحتي العملات المستخدمة كلها إسرائيلية وكل من في القسم يتحدثون العبرية فقط حتي في أحاديثهم الهاتفية ومن المحظور تماما التحدث بأية لغة أخري وبالذات العربية مهما كانت الأسباب....

باختصار كان أفراد القسم (3 ج ا ) يتعاملون طوال الوقت وكأنهم داخل (اسرائيل) نفسها بل ويتفاعلون ويفكرون بالعبرية وليس العربية...

ومن بين أفراد القسم انتقي رجال المخابرات العامة (عمرو طلبة) وبالتحديد....

و(عمرو)هذا واحد من أكثر المتدربين في (3 ج ا)كفاءة وأكثرهم حماسا للعمل والمغامرة وهناك من يهمس بأنه كان إبنا لأحد المسئولين السابقين أو كبار ضباط الجيش...

المهم أن الاختيار وقع عليه وتم اختياره وامتحانه وتأكد الجميع أنه الشخص المناسب تماما للعملية وبقي أن يجدوا له التاريخ المناسب تماما ليبدأ حياته وشخصيته الجديدة ....وهذا ايضا لم يكن سهلا أبدا ....

لقد راجع الرجال أكثر من ثلاثة الاف ملف لكل يهودي عاش في (مصر) قبل ان يلقى القدر امامهم بافضل تغطية ممكنة..
(موشى زكى رافى)

فى اثناء البحث وصلتهم شهادة وفاة لشاب يهودى ، مات فى مستشفى (المبرة) فى (طنطا)، ولم يستدل على أهله لإبلاغهم بخبر وفاته..

وبسرعه مدهشة ، وإتقان بلغ حد الكمال ،اتخذ رجال المخابرات المصريه كل الاجراءات الممكنة ، لإخفاء كل ما يشير إلى وفاة (موشى) ، وجمع كل التحريات الممكنة عنه ،فى الوقت ذاته ..
وأتت نتائج التحريات مرضية للغاية....
لقد كان (موشى) هذا شابا فى مقتبل العمر، شديد الوسامة، جميل الملامح ،ولد فى حارة اليهود القرائين فى (القاهره) وكان والده (زكى رافى) كليل البصر ، يتجر فى الأشياء القديمة ،التى يجمعها من القمامة والمخلفات ،و يقوم بفرزها فى مسكنه ، أما أمه فقد توفيت مبكرا، وهو بعد مجرد طفل صغير..ولم يحتمل (موشى ) الصغير العيش طويلا وسط اكوام القمامة ،التى تملأ جنبات المنزل ، وتزكم أنفه طوال الوقت ، ففر من منزل والده واختفى من حارة اليهود ، دون أن يعلم احد أين ذهب ، وإن أثار اختفاؤه حزن و شفقة بعض النسوة فى الحارة..

و انتقل الصبى من عمل الى أخر ،ومن مهنة وضيعة الى أخرى أكثر وضاعة ، حتى استقر به المقام فى (طنطا) ،حيث عمل فى مصنع الزيوت و الصابون هناك ، والتحق فى الوقت ذاته بمدرسة ليلية ،تعلم فيها شيئا من المحاسبة ، اهله للحصول على وظيفة كاتب فى شركة لنقل البضائع ،فى شارع ( البحر ) ، أحد الشوارع الرئيسية فى المدينة ،إلا أنه لم يلبث أن اصيب بمرض رئوى ،من سوء التغذية والحياة المرهقة،و قضى عدة شهور للعلاج ،قبل أن يقضى نحبه فى هدوء..

أما والداه فقد توفى بعد ثلاثة اشهر من رحيله ،وتولت الشرطة دفنه فى مقابر الصدقة ، نظرا لعدم العثور على أى أقارب او ابناء له ،فى ذلك الحين.

و اجتمع رجال المخابرات، ودرسوا شخصية (موشى )من كل الزوايا ، وفحصوها ، و محصوها من كل الوجوه ،قبل ان يتفق رايهم على انها افضل تغطية لرجلهم (عمرو طلبه) ..

بدات عملية تدريب (عمرو) ، تقمص شخصية (موشى رافى ) ،بمنتهى الدقة والانضباط ،بحيث يكاد الفتى ان ينسى اسمه الحقيقى ،و يتصور انه بالفعل (موشى زكى رافى ) ..
لقد درس تفاصيل حياته بمنتهى الدقة ، وشاهد عشرات الصور لمسقط راسه ، فى حارة اليهود ،وسافر الى (طنطا) وزار مصنع الزيوت و الصابون ، باعتباره مفتشا من وزارة الصحة ،وشاهد شركة النقل فى شارع (البحر ) ، واستمع الى عشرات المحاضرات ، قبل ان يبدا خطواته العملية ، لاثبات وتاكيد شخصيته الجديدة..

و فى ابريل 1969 ، ذهب (عمرو) الى حارة اليهود ، واتجه مباشرة الى المنزل رقم (19) ، الذى كان يقيم فيه (زكى رافى ) ، وراح يسال عن والده فى اهتمام شديد جذب اليه انتباه الجميع ، وخاصة بعض النسوة ، اللاتى استقبلنه بفرحة حقيقة با عتباره (موشى ) ، ولكنهن لم يخبرنه بما اصاب والده (زكى ) وانما طلبن منه سؤال الحاج (محمد احمد شافعى ) ، المالك السابق للمنزل ، والذى يمتلك محطة وقود فى شارع بورسعيد ..
وانتظر(عمرو) الحاج (الشافعى) طويلا فى محطة الوقود ، قبل ان يرشده احد العاملين فيها الى منزل الحاج ، فى الطابق الخامس من عمارة (بنزايون)،فى شارع (الازهر)..
وبالطبع لم يتعرفه الحاج (شافعى) فى البداية ، الا ان ( عمرو) اخبره انه (موشى)، وانه يبحث عن والده (زكى)،فاستقبله الرجل فى ترحاب ، وصدق روايته على الفور ،ثم افضى اليه بنبأ وفاة والده ،ومن الموكد ان ( عمرو) كان ممثلا بارعا ،

اذ ان حزنه وبكاءه على والده المزعوم ، جعل الحاج يتأثر جدا ، و يعرض عليه كل مساعدة ممكنة

، الا ان (عمرو ) اكتفى بتجفيف دموعه ، و غادر المنزل بلا رجعة ..

و فى اليوم التالى مباشرة ، قتل ( عمرو ) نفسه بحثا عن متعلقات والده ، التى انتقلت الى عهدة الحكومة ، و التى لم تزد على بطاقة شخصية ، وصورة لطفل صغير ، ومبلغ لا يستحق الذكر..
و مع الغوص فى الروتين و تعقيداته ، استعاد (عمرو) تلك المتعلقات التافهة فى اوائل مايو ، ليبدا معها المرحلة الاخيره من الاختبارات ،قبل ان يبدا مهمته..

و كانت تلك المرحلة هى الاكثر صعوبة ، فى سلسة الاختبارات ، التى تعرض لها الشاب ، اذ كان يتم ايقاظ الشاب فى ايه لحظة ، من الليل او النهار ، و سؤاله عن اسمه وهويته ، لضمان تقمصه التام للشخصية ،على نحو لا يسمح بحدوث اية أخطاء ، مهما كانت الظروف والملابسات ..
و اخيرا ، اجتاز الشاب الاختبارات الاخيرة فى النجاح ، واستعد لبدء مهمته..
وعلى عكس ما سيتصور الجميع ، لم يسافر الشاب الى ( اسرائيل)
لقد حصل على وثيقة سفر رسمية ،بناء على ما جمعه من اوراق ، بإسم (موشى زكى رافى)،و غادر (مصر) فى الحادى والثلاثين من مايو ،عام 1969 م ،متوجها الى ( اثينا) ، منها الى (كوالالمبور)، عاصمة (الملايو).

وفى (كوالالمبور) ،بدا (موشى)اليهودى عملية البحث عن عمل ، وحاول فى استماتة الحصول على وظيفة فى شركة ( تاى هونج)للبسكويت ولكنه لم ينجح فى هذا فقد مايقرب من شهرين عاطلا عن عمل و راح يتردد طوال تلك الفترة على مقهى متواضع يرتاده الباحثون عن العمل باستمرار ويدعى ( هنج كى)

و فى ذلك المقهى التقى (موشى) بالاسرائيلى (تصادوق)....

و (تصادوق) هذا بحار من بحارة السفينة الاسرائيلية (شيقمة)وهو شخص ودود بسيط سكير يهوى العبث والفجور و يتنفسهما مع كل مساء و لقد راقت له وسامة (عمرو) و ملامحه الهادئة

فارتبط معه بصداقة محدودة ثم لم يلبث راح يغريه بالسفر الى اسرائيل و الشاب يبدى عدم اهتمامه او رغبته فى الهجره الى هناك.

وازداد إلحاح (تصادوق ) ، وبدا له وكان (موشى رافى ) قد بدا يميل الى الفكرة ، وخصوصا مع عجزه عن الحصول على عمل دائم فى (كوالالمبور ) ، فاخذ يزين له الامر ، ويصف ( اسرائيل) وكانها الجنة الموعودة ، حتى اعلن الشاب موافقته اخيرا ، واكد انه سيسافر الى (اسرائيل ) للتجربة فحسب ، وسرعان ما قرن القول بالفعل ، ووصل فى الصباح التاسع من اغسطس الى ميناء (حيفا) ، حيث سجل اسمه كمهاجر جديد ، وحصل على خطاب من وزارة الهجرة ، وقيد اسمه فى المكتب المهاجرين ، التابع للوكالة اليهودية ، وقضى اسبوعين جول خلالهما فى ( اسرائيل) ، قبل ان ينفذ أوامر رءوسائه ، ويعود مرة اخرى الى (اثينا)..

ولان (عمرو) عميل مخابرات محترف ، تلقى تدريبات على اعلى مستوى ،فقد كان يتميز بأهم عاملين من عوامل نجاح اى عميل سرى..
الهدوء .. والصبر..

لذا ،فلم يسال (عمرو) قط عن سبب عودته الى (اثينا) ، ولم يبد أدنى ضجر او ملل ،وهو يقضى فيها ستة اشهر كاملة ، قبل ان يتلقى امرا بالرجوع مرة اخرى الى (اسرائيل)..

وفى هذه المرة ،دخل (عمرو ) الى ( اسرائيل) كمهاجر رسمى ، وراح ينهى اجراءاته القانونية فى وزارة الهجرة ،و يجتاز هذه المرة اختبارات من نوع جديد ..اجراءات لا يؤدى الفشل فيها الا لنتجة واحدة..الاعدام وبلا رحمة..
و على الرغم من صعوبة الاجراءات والاختبارات ،و دقة الاسئلة

و الاستجوابات ، فقد اجتاز الشاب هذه المرحلة فى نجاح ، وخرج من وزارة الهجرة ليبدا حياته الجديدة ، و مهمته الجديدة..

و فى قلب العدو..

اول درس تعلمه (موشى ) فى ( اسرائيل) ن هو انها ليست - على الاطلاق - ارض الميعاد والاحلام ، التى تتحدث عنها الدعايات اليهودية ،فقد رأى بعينيه علامات البؤس والشقاء على وجوه المهاجرين والموظفون يطوحونهم من مكتب الى اخر قبل ان يحصلوا فى النهاية على قرض ضئيل لا يكاد يكفى لحياة متدينة لشهر او شهرين و خاصة اليهود الشرقيين (السفرديم) الذين يتعلمون منذ اللحظة الاولى انهم سيظلون ابدا الطبقة الادنى ولن يتساوى احدهم قط مع فئة اليهود الغربيين الممتازة (الاشكنزيم)..

اما الدروس التالية مباشرة فقد كانت دروس اللغة العبرية..

وكم عانى الشاب وهو يحضر تلك الدروس المسائية فى انتظام متظاهرا بصعوبة فهم اللغة العبرية التى يجيدها اجادة تامة تتيح له التحدث بها وقراءتها وحتى التفكير بحروفها وكلماتها وحملها الطويلة..

و بعد شهر بدا اشبه بدهر كامل انتهى الشاب من دروس العبرية وحصل على شهادة فيها بدرجة جيد ثم سافر الى ( القدس) بحثا عن عمل مجز بعد ان انتهى قرضه او كاد..

وفى ( القدس ) كان الشاب اسعد حظا اذ حصل على وظيفة كتابية

فى مستشفى (اتنيم) صار يقضى فيه يومه كله..

ومصطلح ( يومه كله ) هذا لا يحمل ادنى مبالغة اذ ان الشاب لم يكن يمتلك من راتبه وبقايا القرض مايكفى لاستئجار مسكن بسيط لذا فقد كان يقضى نهاره كله فى العمل وليله كله مستلقيا فوق مقعدين باليين فى مطبخ المستشفى..

ولقد اثار هذا شفقة طبيب امريكى يدعى مورتن فيكسبرت كان قد باع منزله فى نيويورك وهاجر الى اسرائيل مبهورا بالدعايه اليهودية ثم لم يجد امامة سوى وظيفة بسيطة فى ذلك المستشفى المتواضع..

ولأن (مورتن)هذا كان يشعر بمعاناة المهاجرين الجدد فقد تأثر بموقف الشاب ودعاه للاقامة في حجرة صغيرة ملحقة بجراج منزله الكائن في 13 شارع (احاد ها عام) وسط حي (تليبيا) ولقد قدر (موشي) هذه الخدمة جيدا وارتبط بعلاقة صداقة مع (مورتن)..

ولكن الصداقة لم تدم طويلا إذ سرعان ماسئم (مورتن) هذا النمط من الحياة واتخذ قراره بالعودة الي (نيويورك)وبدء حياته من جديد هناك بعد أن يئس من تحقيق أي نجاح يذكر في أرض الميعاد...

وبعد رحيل (مورتن) انتقل الشاب الي (تل أبيب) سعيا وراء فرصة عمل أفضل وهناك كانت وسامته المفرطة هي جواز مروره إلي قلب عجوز شمطاء تمتلك دار للنشر وتدعي

(شوشانا بيرسولتز) فالحقته بالعمل لديها كاتبا للحسابات لقاء راتب معقول وهي تتطلع أكثر ما تتطلع إلي وسامته وملامحه وقامته الممشوقة...

وقبل مرور شهر واحد علي عمله في دار (أومانوت) المحدودة للنشر كانت (شوشانا) قد قررت كسر كل الحواجز والإعلان عن مقصدها مباشرة كما تملي عليها طبيعتها السوفيتية الأوكرانية الجافة...

وفي نهاية عام 1970وجد الشاب نفسه مدعوا للانتقال إلي منزل (شوشانا) والإقامة فيه بصفة دائمة....

وقد كان.....

والمضحك ان الشاب قد اعتبر علاقته بتلك العجوز نوعا من التضحية التي تقتضيها مهمته في قلب العدو وتحتمها طبيعة الشخصية التي يقتمصها....

ولكن الأمر لم يقتصر علي (شوشانا) التي بلغ نهمها للحب حدا ضاق به الشاب وكرهه إذ لم تلبث ملاحته ووسامته أن جذبت إليه صيدا جديدا....

وكانت عجوزا متصابية أيضا إلا أنها كانت علي قدر من الجمال جعلها تبدو أشبه بالإلهة(فينوس) نفسها مقارنة بالشمطاء (شوشانا)...

ولقد لمحت تلك الجديدة (سوناتا فيرد) الشاب وهو يضرب علي الالة الكاتبة وبهرتها وسامته فاتجهت إليه في دلال وانحنت تسدل شعرها الأشقر الناعم علي وجهه وتدفع رائحتها العطرة في أنفه وعروقه و أعصابه بحجة متابعة ما يكتب واختبار براعته في الضرب علي الاله الكاتبة...



وشعر الشاب بالكثير من القلق هذه المرة فتلك المرأة (سوناتا) لم تكن امرأه عادية فهي زوجة الدكتور(لينتال) رجل المجتمع الشهير ثم إنها - وإالي جوار هذا -عضو بارز في (الكنيست الإسرائيلي) ....



ولكن (سوناتا) نفسها لم تبال بهذا لقد وقعت أسيرة سحر الشاب وخفق له قلبها ولم يعد باستطاعتها مقاومة مشاعرها نحوه لذا فقد واصلت زيارة دار النشر وراحت تتقرب من الشاب أكثر وأكثر بحجة زيارة صديقتها (شوشانا)....

ولكن حقيقة الأمر لم تخف علي عاشقة محنكة مثل (شوشانا ) التي أدركت علي الفور أن صديقتها تسعي خلف فتاها فاندفعت تدافع عنه وتقاتل لاستعادته ولكنها انتبهت فجأة إلي أنها قد تحركت بعد الأوان وأن (موشي) و (سوناتا) صارا عشيقين بالفعل....

وثارت (شوشانا) وهاجت وأرغت وأزبدت كما يقولون في الروايات القديمة وصرخت في وجه (موشي) ولكنه صفعها علي وجهها في صرامة ولملم أوراقه ليغادر دار النشر قبل أن تطرده هي في غضب وثورة لا مثيل لهما.

ولم يبال الشاب كثيرا بما حدث وواصل علاقته بصديقته الجديدة التي ثار زوجها الدكتور(لينتال) ثورة عارمة إثر الفضيحة التي أثارتها (شوشانا) وطالبها بترك(تل أبيب) والعودة معه إلي (الكيبوتز) الذي كانا يعيشان فيه إلا أنها رفضت هذا الأمر تماما وتصدت لثورة زوجها في صرامة عجيبة تعود إلي أصلها البافاري الألماني ثم لم تلبث أن اتخذت خطوة أكثر جرأة وتهورا فراحت تلتقي بالشاب في أماكن عامة وتصطحبه إلي كل حفل تدعي إليه كما لو أنها تعلن للعالم أجمع كونها عشيقة دون أدني إحساس بالحياء أو الخجل ....

وكانت فرصة مثالية للشاب للإختلاط بعلية القوم ونجوم المجتمع الإسرائيلي والتوغل في أعماق ساسته ومسئوليه....

وتفتحت شهيته بشدة لجمع المعلومات وإرسالها إلي (القاهرة) إلا أنه تذكر جيدا ذلك الأمر الصارم الذي وجهه إليه رؤساؤه في (القاهرة) قبل أن تبدأ مهمته....

لا بنبغي أن يتحرك أو ينشط إلا إذا تلقي أمرا مباشرا بهذا....

مهما كانت خطورة ما يراه أمامه....

ومهما بلغت سرية ما لديه من معلومات....

هذا لأن (عمرو طلبه) كان من ذلك الطراز من الجواسيس الذي يطلق عليه اسم (الجاسوس النائم) وهو جاسوس خاص يتم زرعه في أحد مواقع العدو بحيث يتدرج فيه علي نحو طبيعي دون أن يثير أية شبهات أو اهتمامات حتي إذا بلغ الموقع المناسب أو حانت اللحظة المنشودة يتم إيقاظه وتنشيطه للحصول علي أفضل نتائج ممكنة من شخص لم يعد موضع شبهات علي الإطلاق....

لذا كان علي الشاب أن يكتفي بعلاقته بنائبة (الكنيست) دون أن يبدي أدني اهتمام بما يحدث حوله أويسعي للحصول علي أية معلومات مهما كانت قوتها...

ولكن هذا الحال لم يدم إلي الأبد فسرعان ما تلقي (موشي زكي رافي) خطاب التجنيد الإجباري كأي مهاجر جديد طبقا لقانون الهجرة الإسرائيلي....

ولم يعارض الشاب الأمر وإن طلب من صديقته أن تتوسط له لدي بعض أصحاب النفوذ من أصدقائها حتي يلتحق بوحدة عسكرية قريبة وألا يتم إرساله إلي خطوط المواجهة حيث القلق والخوف والخطر...

ولم تكن (سوناتا) بحاجة لهذه التوصية إذ إنها لم تكن لتحتمل غياب الشاب عنها يوما واحدا ولهذا فقد سعت لدي صديقها الواسع النفوذ (اّل) والذي استغل اتصالاته وأبقي الشاب داخل (تل أبيب) حيث تم إلحاقه بإدارة البريد العسكرية...
وكان هذا أكثر بكثير مما يمكن أن يحلم به (موشي)....
ولقد برع كثيرا في وظيفته هذه دون أن يحاول استغلال موقعه أو جمع أية معلومات مهما كانت الظروف...

واجتاز الشاب هذا الاختبار الجديد أيضا بنجاح وحظي بإعجاب رءسائه الإسرائيلين واحترامهم و....ثقتهم..وهذا هو المهم...

وعندما انتهت فترة التجنيد الإجبارية وكان الشاب بلا وظيفة معروفة فقد رحب بالانضمام إلي قوات الجيش العاملة والبقاء في نفس منصبه في إدارة البريد.....
وعندئذ...عندئذ فقط وصلته تلك الرسالة من (أثينا)...
رسالة بريئة المظهر والمضمون مكتوبة بالحبر العادي وبدون استخدام أية أحبار سرية معروفة أو مستحدثة يوحي كل ما فيها بأن مرسلها شاب يوناني ارتبط به (موشي) بصداقة وثيقة في أثنيا و قبل وصوله كمهاجر إلي (إسرائيل)...

كل ما في الأمر أن الرسالة قد انتهت بعبارة تقليدية تقول <<صديقك إلي الأبد (يورغو)>>...

وكانت هذه هي كلمة السر المتفق عليها ...وعود الثقاب الذي أشعل فتيل الجاسوس النائم...وأيقظه.....ولا أحد يمكنه أن يتصور مدي انتعاش الشاب عندما تلقي تلك الرسالة التي انتظرها كثيرا وطويلا ولا كيف تفجر فيض من النشاط بعدها في عروقه فاندفع يجمع ويلتقط كل ما يقع تحت يديه من معلومات في نهم شديد في إنتظار إرساله إلي (القاهرة)...

وفي الربع الأخير من عام 1972 تلقي الشاب هدية أنيقة من صديقه اليوناني (يورغو) في عيد مولده وهي عبارة عن علبة أدوات حلاقة أنيقة تحوي داخلها بعض الشفرات الجديدة وماكينة حلاقة تحمل بحروف أنيقة اسم (موشي رافي).....

وفي حجرته الخاصة وفي أثناء غياب (سوناتا) قام الشاب المدرب بفك أجزاء أدوات الحلاقة وإعادة جمعها علي نحو خاص حتي تكون لديه جهاز استقبال وإرسال دقيق ثم لم يلبث أن استعان بعدسة قوية لنقل الشفرة المحفورة بدقة بالغة علي حافة الأمواس....

وبدأت ( القاهرة) تتلقي سيلا من المعلومات علي نحو جعلها تطلب من الشاب التريث قليلا حتي لا ينكشف أمره....ولكن المهم أن رجال المخابرات المصرية صاروا علي اطلاع تام بكل ما يتم تبادله عبر البريد العسكري مهما كانت درجة سريته عبر إدارات ووحدات الجيش الإسرائيلي...

ولكن فجأة ودون سابق إنذار وصل الشاب أمر صارم أدهشه بشدة....لقد أمره رؤساؤه بإثارة غضب (سوناتا)..وبأعنف وسيلة ممكنة....ولم يكن هذا بإلامر العسير وكعادته لم يسأل الشاب الرؤساء عن سبب هذا الأمر وإنما انتقي سمراء فاتنة وغزل خيوطه حولها ثم لم يلبث أن اصطحبها إلي منزل (سوناتا) وفي فترة عودة هذه الأخيرة بالتحديد....

وعادت عضو (الكنيست) إلي منزلها لتجد صديقها في فراشها مع تلك السمراء الفاتنة....وجاء دور (سوناتا) لتثور وتصرخ وتغضب....وكما فعل الشاب مع (شوشانا) من قبل صفع (سوناتا) علي وجهها ثم اصطحب رفيقته الجديدة وغادر المنزل كله.....

و إنهارت الإسرائيلية بعض الوقت ثم لم تلبث روح الغضب والثورة في أعماقها أن تحولت إلي رغبة عارمة في الانتقام فأسرعت إلي صديقها (اّل) ذي النفوذ وطلبت منه أن ينقل الشاب الجاحد من (تل أبيب) إلي أقرب نقطة لخط المواجهة...

وهكذا وقبل مضي أسبوع واحد كان الشاب قد انتقل من إدارة البريد المركزية ليعمل كرقيب للبريد العسكري في مركز العمليات في (أم مرجم)...

وكان هذا بالضبط ما تسعي إليه المخابرات المصرية....أن يتم نقل جاسوسها رقم ألف وواحد إلي خطوط الأمامية للعدو الإسرائيلي مباشرة...ومن موقعه الجديد هذا راح الشاب يجمع كل ما يمكنه من معلومات بالغة الأهمية والخطورة عن الجبهة الإسرائيلية...

تحركات القوات...خطوط الدفاع....وأماكن الأسلحة....تنظيمات القتال...ومناطق تمركز المدرعات والمدفعية....مصادر التموين...مواضع الوحدات ومراكز القيادة..أسماء الضباط والجنود...كل شئ.....

وعبر الأثير راحت رسائله اللاسلكية المشفرة تنتقل إلي (القاهرة) حاملة فيضا لا ينقطع من المعلومات علي نحو احتاج إلي إدارة كاملة لتنسيقه ومتابعته وتحليله....

كان من الواضح أن الشاب شغوف للغاية بموقعه الجديد وأنه شديد الحماس لعمله إلي حد لم يعد فيه مكان للخوف أو القلق...

والعجيب أنه ظل وحتي اندلاع الحرب مصدر ثقة كل من عملوا إلي جواره من ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي بل وكان الوحيد المسموح له بفحص وتأمين الخطابات الواردة أو الصادرة من وإلي القيادة العامة في (تل أبيب)....

ومع المعلومات الواردة راح الرجال في (القاهرة) يعيدون دراسة خرائط الجبهة وتقييم الموقف الأمني والعسكري هناك وتم تعديل بعض الخطوط وتطوير البعض الاخر ووضع علامات جديدة في بعض الأماكن.....ومضت الأيام في سرعة...
واقتربت ساعة الصفر ..ساعة المعركة..



في تمام الثانية إلا عشر دقائق بعد ظهر السبت السادس من أكتوبر 1973 صدر الأمر بإنهاء مهمة الجاسوس رقم ألف وواحد قبل أن تبدأ حرب التحرير الشاملة....
وفي الثانية إلا خمس دقائق بالضبط تلقي (عمرو طلبة) أمرا مباشرا من القيادة في (القاهرة) بالتوجه إلي المبني الخشبي الذي تحتله النقطة الطبية في (أم مرجم) والمقام علي تبة متوسطة الارتفاع علي مسافة مائتي متر من غرفة العمليات التي كانت الهدف الأول لغارات الطيران عندما اندلعت الحرب....

وفي الوقت ذاته تلقي كل طياري الضربة الجوية الأولي الذين سيحلقون فوق تلك المنطقة أمرا حازما بعدم قصف النقطة الطبية في ذلك الموقع مهما كانت الأسباب...

وعندما استقبل الشاب هذا الأمر أدرك علي الفور أن الحرب وشيكة وأنه لن تمضي دقائق معدودة حتي تهوي القذائف المصرية علي غرفة العمليات الإسرائيلية كالمطر....

وعلي الرغم من هذا فلقد خالف الشاب الأوامر لأول مرة في حياته ورفض مغادرة موقعه إيمانا منه بأنه يستطيع تقديم خدمة ممتازة للقوات المصرية بتوجيه الضربات عبر اللاسلكي من مكانه هذا....

وفي الثانية بالضبط بدأت الضربة الجوية الأولي وقفز حماس الشاب ونشاطه إلي أوجهما حتي أنه ارتكب خطأ عجيبا وتجاهل الشفرة تماما وراح يرسل برقياته علي نحو واضح ومباشر وكأنما أدرك أنه لم يعد هناك مبرر للتواري وقد اشتل الموقف بالفعل....

وفي مركز القيادة في المخابرات المصرية فوجئ الرجال ببرقية عاجلة مباشرة من الجاسوس رقم ألف وواحد تحمل تقريرا عن نتائج قصف غرفة العمليات الإسرائيلية وكان هذا في الثانية والنصف وخمس دقائق...

وطلب الرجال من (عمرو) مغادرة موقعه بأقصي سرعة إلا أنه لم يلبث أن أرسل برقية عاجلة أخري يقول فيها إن فرقته تلقت أمرا بالانتقال إلي المواقع الأمامية فأبرقت إليه إدارة الجاسوسية تطلب منه تحديد مسار القافلة وأتاها الرد بأن القافلة تتجه نحو القنطرة شرق وأنه سيرسل المزيد من المعلومات فيما بعد ثم أعطي صورة دقيقة للقتال وصوت القنابل ودوي الإنفجارات يغطي معظم مقاطع صوته الذي امتلأ باللهفة والحماس علي نحو فاق كل المرات السابقة...
وبعدها انقطع الإرسال تماما وتوقفت برقيات (عمرو)..
وانطلق النداء عبر الأثير <<أجب يا ألف وواحد....أجب>>
ولكن الجاسوس رقم ألف وواحد لم يلب النداء قط...

هذا لأن دماءه الطاهرة كانت تروي رمال (سيناء) الحرة معلنة النهاية الفعلية لواحدة من أكبر عمليات الجاسوسية في مرحلة الإعداد لحرب أكتوبر ونهاية واحد من أبرع وأفضل الجواسيس الذين عرفتهم(مصر)...

الجاسوس رقم ألف وواحد.

رفعت الجمال .. ( رافت الهجان )عشرات الأبطال فى جسد واحد

رفعت الجمال .. ( رافت الهجان )



رفعت الجمال ..
عشرات الأبطال فى جسد واحد



"لأنها تعذبنا فى حبها يا سيدتى "
نعم لأنها تعذبنا فى حبها ولذلك نحبها الى درجة العذاب .. كانت تلك الجملة المؤثرة هى تعقيب رجل المخابرات المصري المعروف " اللواء عبد العزيز الطورى " والشهير باسم " عزيز الجبالى " فى مسلسل رأفت الهجان الذى عالج قصة البطل المصري " رفعت على سليمان الجمال "
هذا التعقيب الذى قاله اللواء عبد العزيز الطورى لزوجة البطل الراحل " فالتراود بيتون" والتى قدمها المسلسل العربي تحت اسم " هيلين سمحون " ..
عندما جمعت بين الاثنين جلسات طويلة استمعت فيها زوجة البطل المصري لقصة زوجها من ضابط الحالة المختص بعملية الجمال رحمهم الله جميعا ..
وكم كانت دهشة فالتراود بيتون الزوجة الألمانية للبطل الراحل عندما سمعت عن مقدار تضحيات زوجها وازدادت دهشتها عندما أيقنت مدى الانتماء الذى يشعر به المصريون تجاه بلادهم وعلى نحو واسع وجامع .. فقالت " انكم أيها المصريون تحبون بلادكم الى درجة العذاب " فعقب عليها ضابط المخابرات الفذ قائلا " لأنها تعذبنا فى حبها يا سيدتى " .. وذلك كما تروى أحداث المسلسل الشهير

وعندما نود القاء الضوء على أشهر أبطال المخابرات المصرية على الاطلاق .. بل أشهر أبطال هذا العالم على الاطلاق .. لابد لى بعد أن قدمه المسلسل الشهير " رأفت الهجان " أن أقدم للقارئ المصري والعربي المتعطش للبطولة شيئا جديدا عن حياة هذا البطل .. وأضيف الى معارفكم شيئا جديدا عنه .. فهيا بنا معا نبحر قليلا فى حياة تلك الأسطورة المصرية " رفعت الجمال "
أولا .. نظرة الى المسلسل العربي " رأفت الهجان "
لم يكن مسلسل " رأفت الهجان " مجرد عمل فنى تم تقديمه للجمهور العربي والمصري عبر أجزاء ثلاثة .. بل كان عملا وطنيا وقوميا هدف الى تفجير الانتماء لدى مختلف الطبقات الجتماعية للجمهور العربي بعرض صور البطولة لاحدى أهم العمليات التى خاضها جهاز المخابرات المصري وكانت سببا مباشرا فى وضع هذا الجهاز فى مرتبة متقدمة للغاية فى ترتيب أجهزة المخابرات العالمية .. لأن الشبكة التى قادها مندوب المخابرات المصرية " رفعت الجمال " وأسسها فى تل أبيب تعد الشبكة الأولى فى مستوى العمليات المماثلة منذ نشأة مجال التخابر وحتى الآن .. لأنها الشبكة الوحيدة فى العالم التى لم تكتشف طيلة ممارستها لعملها عبر عشرين عاما فى قلب العدو وهو انجاز لم يتكرر كما سبق القول لأى جهاز مخابرات مماثل حتى وقتنا هذا بالرغم من فارق الامكانات الضخم التى تتمتع بها الأجهزة الداخلة فى المقارنة مثل " cia " الأمريكية و " kgp " السوفيتية السابقة والتى حل محلها جهاز المخابرات الروسية " svr "
والمكتب السادس البريطانى .. والموساد الاسرائيلي .. وغيرها ..
ويأتى خلفها فى الترتيب العالمى الشبكة التجسسية التى أسسها الجاسوس العملاق " ريتشارد سورج " الألمانى الذى عمل لحساب السوفيات فى الحرب العالمية الثانية وكان لنشاط شبكته الفضل فى قلب موازين الحرب العالمية الثانية ..
وكذلك شبكة التجسس التى عملت لصالح السوفيات أيضا فى قلب المخابرات البريطانية وكانت تضم " كيم فيلبي " نائب رئيس جهاز المخابرات البريطانى نفسه ومعه اثنان من أبرز مساعديه هما برجس وماكلين .. وأصبحت العملية بعد اكتشافها فضيحة كبري للمخابرات البريطانية وقتها ..
وعليه .. كان عرض المسلسل له هدف قومى من الدرجة الأولى ونجح فى ذلك الى حد مدهش .. وبدأت قصة التفكير فى طرح هذه القصة بعد وفاة البطل المصري فى أوائل الثمانينات وكان قد رحل عن اسرائيل الى ألمانيا واعتزل العمل قبل وفاته بنحو خمس سنوات تقريبا ..
وقامت المخابرات المصرية بتقديم الخطوط العريضة الى الكاتب الكبير " صالح مرسي " وهو الأديب المعروف بحنكته فى مجال الرواية الجاسوسية .. وكثفت معه العمل حتى انتهى من صياغة الملف بصيغة روائية قديرة عبر رواية من ثلاثة أجزاء فى ألف صضفحة تقريبا .. حملت الخطوط العريضة للأحداث دون الاشارة الى الأسماء الحقيقية أو الأسرار الحساسة التى لم يحن بعد كشفها .. واستبدلت الأسماء الحقيقية لأبطال العمل بأسماء تحمل نفس الوقع الموسيقي لتلك الأسماء ..وكان الذى اختار الأسماء هو اللواء عبد العزيز الطورى كما أنه هو الذى كتب التفاصيل للأديب الكبير وتم تقديمها الى التليفزيون واشترك فيها العشرات من فنانى مصر وأخرجه باتقان بالغ المخرج المصري " يحيي العلمى " وقام ببطولة العمل وقد شخصية البطل المصري الممثل المصري " محمود عبد العزيز " وبلغ الاتقان حدا مذهلا فى اختيار الممثلين وأسماء الشخصيات المستعارة .. هذا لأن الأبطال الحقيقيون للعملية كان وجه الشبه كبير جدا بينهم وبين من قدموا شخصياتهم والأسماء كانت تحمل نفس الوقع كما سبق القول ..
وكمعلومة للقارئ سأذكركم بالأسماء المستعارة والأسماء الحقيقية المقابلة لها ..
1 ـ البطل المصري " رفعت الجمال " قام بتأدية دوره الممثل محمود عبد العزيز تحت اسم " رأفت الهجان " أما اسمه أثناء اقامته باسرائيل " جاك بيتون " وتم تقديمه بالمسلسل باسم " دفيد شارل سمحون "
2ـ مكتشف الجمال وأباه الروحى " اللواء عبد المحسن فائق " قام بتأدية دوره الممثل يوسف شعبان تحت اسم " محسن ممتاز " .. وقد توفي رحمه الله فى عام 1988 م وكان يشغل منصب رئيس هيئة التنشيط السياحى وأندية الغوص بسيناء
3ـ مدرب الجمال وصاحب الفضل فى تطوير أدائه " اللواء محمد نسيم " قام بتأدية دوره الممثل نبيل الحلفاوى تحت اسم " نديم هاشم " .. وهو أبرز ضباط المخابرات العامة فى تاريخها وصاحب أشهر العمليات التى حازت شهرة واسعة على غير المألوف مثل عملية الحج .. وهى المختصة بتدمير الحفار الكندى " كينتنج " الذى استقدمته اسرائيل للتنقيب عن البترول فى سيناء ابان حتلالها .. وقد توفي رحمه الله فى عام 1992م وكان يشغل منصب وكيل أول وزارة التموين بعد اعتزاله
4ـ ضابط الحالة المختص بالعملية " اللواء عبد العزيز الطورى " قام بتأدية دوره الممثل محمد وفيق تحت اسم " عزيز الجبالى " .. وضابط الحالة للمعلومة هو الضابط المسئول عن عملية بعينها يحيط بكل جوانبها ويوجهها حسب رؤيته وحده .. وقد تولى اللواء عبد العزيز الطورى ملف عملية الجمال منذ نهاية الخمسينيات حتى انتهاء العملية عام 1973م .. وهو الذى قدم الخطوط العريضة للقصة التى تناولها صالح مرسي .. وقد توفي رحمه الله فى نهايات عام 2004 م وظل فى عمله بجهاز المخابرات حتى وفاته
5 ـ مدير مكتب المخابرات المصرية بروما والذى كان مسئولا عن تأمين الجمال فى فترات زيارته لايطاليا .. اللواء " مصطفي عبد الحميد " قام بدوره الممثل أحمد ماهر تحت اسم " مصطفي عبد العظيم "
5 ـ شقيقة الجمال وأحد أبرز الشخصيات المؤثرة فى حياته " نزيهة الجمال " وقامت بدورها الممثلة عفاف شعيب تحت اسم " شريفة الهجان " .. أما زوجها فهو اللواء " أحمد شفيق " وقام بدوره الممثل صبري عبد المنعم تحت اسم " محمد رفيق "
6ـ ضابط الشرطة الذى ألقي القبض على الجمال فى بدايته ولم يتمكن من معرفة اسمه فرشحه لصديقه عبد المحسن فائق .. هو النقيب " اللواء فيما بعد " شعراوى جمعه" وهو الضابط الذى تولى وزارة الداخلية فيما بعد وقام بدوره الممثل محمد زكريا
7ـ اللواء حسن بلبل .. وهو رفيق اللواء عبد المحسن فائق وأحد المؤسسين الأوائل لجهاز المخابرات العامة وتم تقديمه على الشاشة الصغيرة باسم " حسن صقر " وقام بدوره الممثل مصطفي متولى
8 ـ رئيس الخدمة السرية بالمخابرات المصرية " اللواء شعراوى جمعه " وهو الذى أصبح فيما بعد وزير الداخلية وتم تقديمه فى المسلسل تحت اسم " شريف والى " وقام بدوره الممثل صلاح ذو الفقار
9ـ شريك الجمال فى شركة السياحة باسرائيل وهو " ايميري فريد " وتم تقديمه تحت اسم أورلو زوروف .. وقام بدوره الممثل أسامه عباس
10 ـ الشخصية الحزبية الكبيرة فى اسرائيل " ادناه مارش " وهى صديقة الجمال باسرائيل تم تقديمها فى المسلسل تحت اسم " سرينا أهارونى "
11 ـ بقي أن نعلم أن الشركة السياحية التى أنشأها الجمال فى اسرائيل ومارس من خلالها نشاطه كان اسمها " سي تورز " ومقرها 2 شارع بيريز بتل أبيب .. وتم تقديم الشركة باسم " ماجى تورز "
12ـ الرسول الذى حمل رسالة فالتراود بيتون " هيلين سمحون " الى المخابرات المصرية فى أول حلقات المسلسل وهو الصديق المصري لزوجة الجمال.. كان هذا الصديق هو الممثل السابق " ايهاب نافع " والذى احترف التمثيل بعد استقالته من الجيش حيث كان أحد ضباط القوات المسلحة المصرية ثم دخل الى دنيا الأعمال وصار رجل أعمال مرموق .. وتم تقديمه فى المسلسل تحت اسم " نهاد كامل "
وبعد عرض تلك الأسماء بقي أن نلقي الضوء على الأحداث التى اختلفت فى الواقع عن عرضها بالمسلسل التليفزيونى وتتمثل فيما يلي
لا شك أن المخابرات المصرية تعد واحدا من أقل الأجهزة نشرا لأعمالها .. فلم يعلن عن نجاحات الجهاز فى الاعلام الا فيما قل وندر .. وحتى عند النشر .. يكون الحرص دائما فيما يخص التفاصيل التى لا يجوز كشفها حتى بعد مرور السنوات الطوال على الأحداث ..
ومن الملاحظ أنه بعد تفجر زوبعة الجمال واعلان قصته سبب مدا عربيا رهيبا متفاعلا مع أحداث القصة التى تفضح مزاعم الأسطورة اليهودية وتفضح قصورها ..
أقول أنه من الملاحظ أن رجال المخابرات العامة المصرية الذين عاصروا الجمال وعمليته اما أن الله تعالى توفاهم ساعة اعلان القصة واما أنهم التزموا الصمت وعدم التعليق بمزيد من المعلومات الا فيما يخص الرد على المزاعم الاسرائيلية بأنها كشفت الجمال وهى الادعاءات التى مزقها اللواء محمد نسيم " نديم هاشم " تمزيقا عبر صفحات مجلة روز اليوسف القاهرية وكذلك التفاصيل والمستندات التى نشرها اللواء عبد العزيز الطورى لتزداد فضيحة المخابرات الاسرائيلية قوة بعد أن تناولت القصة الصحف العالمية الكبري
بقي أن نقول أن المسلسل تم تقديمه شاملا للقصة كلها فيما عدا بعض الاختلافات التى دعتها الحاجة ..
وهى الأحداث التى لم تشملها الرواية وبلغتها عين الباحثين فى حدود المتاح .. وسأجملها لكم فيما يلى ..
• فيما يخص زوجة الجمال .. رحمه الله .. فلم تكن شخصية فالتراود بيتون بالشخصية المحبة لمصر والعرب كما تم تقديمها بالمسلسل .. ولم تعرف شيئا عن بطولات زوجها الا بعد وفاته كما لم تعرف جنسيته وديانته .. وكل هذا قدمه المسلسل .,. الا أنها لم تكن أبدا بالطبيعة السمحة تجاه مصر على النحو الذى تم تقديمه بالمسلسل .. فقد كانت شخصية شرهة للمال وكل ما همها هو السعى للحصول على ثروة زوجها فى مصر وليس أدل من ذلك أنها تزوجت بعد أربعين يوما فقط من وفاة زوجها من صديقها الممثل المصري ايهاب نافع لتتمكن من متابعة تركة الجمال .. حيث أن الجمال كان بعد اعتزاله قد استثمر الجزء الأعظم من ثروته فى التنقيب عن البترول بمصر ..
• قدم المسلسل الجمال بصفته قد أنجب ولدين من زوجته الألمانية .. وحقيقة الواقع أنه أنجب ابنا واحدا فقط هو " دانيال " .. وكانت لزوجته الالمانية بنتا من زواج سابق .. تبناها الجمال .. وفيما يخص نجل البطل المصري .. فقد كان دانيال الجمال على خلاف والدته تماما وشرب طبائع والده الذى لم يعرف حقيقته الا بعد وفاته .. وجاء دانيال الى مصر وأعلن اسلامه وتمسكه بنسبه الحقيقي لى والده .. وبالطبع كان المسئولون يتابعون الابن بسرور غير أن مصلحة الابن اقتضت الحرص على حصوله على نصيبه من تركة والده ولو استجاب المسئولون الى طلبه العاطفي الصميم ساعتها كان دانيال سيخسر تركة والده باعتبارها ثروة مسجلة باسم " جاك بيتون "
• بعد أن اعتزل الجمال عن عمله بالمخابرات العامة المصرية .. كان يتمنى أن يعود الى بلده واسمه الحقيقي غير أن كان مستحيلا بكل المقاييس حرصا على سلامته وأمنه .. فاستغل الجمال اتفاقية السلام بين مصر واسرائيل وقام باستثمار أمواله التى بلغت عشرين مليون مارك ألمانى فى التنقيب عن البترول بصحراء مصر الغربية وقام بتوقيع عقد انشاء شركة أطلق عليها " ايجيبتكو " مع وزارة الترول المصرية باعتباره المليونير الألمانى جاك بيتون .. ووقعه معه العقد من الجانب المصري وزير البترول فى ذلك الوقت " عز الدين هلال " ثم أنشأ شركة أخرى بينه وبين هيئة البترول المصرية كان فيها الجمال هو الشريك الأجنبي ولا زالت هذه الشركة تابعة لهيئة البترول المصرية وتعد واحدة من أشهر شركات البترول المصرية وهى شركة " عجيبه " وقد اختار الاسم الغريب للشركة الجمال نفسه تعبيرا عن دهشته من القدر الذى جعله يعتبر أجنبيا عن بلاده بالأوراق الرسمية وكم كانت مرارته تبلغ ذروتها عندما يعامله الموظفون والعاملون المصريون بجفاء مطلق ويبالغون فى فرض التعقيدات الادراية أمامه باعتباره يهوديا اسرائيليا يحمل الجنسية الألمانية وهو ما عانى منه الجمال كثيرا مع الرفض الشعبي الرهيب للتطبيع مع اسرائيل ..
• لم تكن عائلته بالسوء الذى تم تقديمه بها فى المسلسل .. فالجمال عاش فى كنف أخيه سامى وكان مثلا له طيلة عمره وهو الذى أصر على أن يرعى الجمال ويكمل تعليمه بالرغم من وفاة والده الحاج على الجمال وكم كان الجمال يتمنى أن يري أخاه سامى نجاحه .. وهو ما لم يتأتى له لوفاة سامى قبل اعتزال الجمال بعامين لكنه قام برد الجميل فى ابن شقيقه والذى رافق عمه بألمانيا وعلم منه بعد اعتزاله أنه رجل مخابرات سابق وظل الفتى كاتما للسر وكاتما صلة القرابة بينه وبين عمه حتى اعلان القصة بعد وفاة البطل
• بقي أن نعرف أن نصيب الجمال فى شركة البترول المصرية الألمانية قامت زوجته الألمانية ببيعه لمستثمر أجنبي بمبلغ 25 مليون دولار
البداية .. مصرية
لا يوجد أدنى مبالغة عندما نقول أن قصة الجمال وبدايته وتاريخه هى قصة جهاز المخابرات المصري وبدايته وتاريخه ..
فقد بدأ التفكير فى انشاء جهاز المخابرات المصري وانشائه مع سنة 1954م .. بعد التفوق الكاسح الذى ساهمت فيه أعمال المخابرات فى الحرب العالمية الثانية وفى انشاء دولة اليهود على أرض فلسطين العربية ..
وقد بنى هذا الجهاز على أكتاف زمرة من خيرة ضباط الجيش المصري مثل عبد المحسن فائق وحسن بلبل ومحمد نسيم وعلى صبري وصلاح نصر .. وحفر هؤلاء الأفذاذ فى الصخر سعيا وراء سبر أغوار هذا العلم الذى تفوق فيه الخصوم ..
ويكفينا لمعرفة الجهد المبذول ما ورد على أن مصر أنشأت جهاز المخابرات الخاص بها بينما الموساد الاسرائيلى أنشأ الدولة اليهودية .. وهذا معروف تاريخيا على أساس أن مؤسس الاستخبارات الاسرائيلية سابقة فى انشائها على الدولة وكل أعضائها من كبار محترفي هذا المجال ولهم أعمالهم وتاريخهم فى الحرب العالمية الثانية ..
وفى تلك الأثناء كما ورد بقصة الجمال التى رواها صالح مرسي خرجت فضيحة لافون وهى العملية التى حاولت فيها اسرائيل ضرب علاقة الثورة المصرية بالولايات المتحدة عن طريق تفجير مكاتب الاستعلامات الأمريكية والمصالح الأمريكية لاظهار عجز النظام عبر مخطط كامل نفذه عملاء الموساد من مجموعة فيليب ناتاسون وألقي القبض عليهم جميعا فيما عرف باسم " فضيحة لافون " نسبة الى وزير الدفاع الاسرائيلي وقتها " اسحاق لافون " والذى اتهم بالتسبب فى الفضيحة المدوية فأعلن استقالته .. وبعدها ظهر للجميع أن الذى أصدر الأمر بتلك العملية هو " دافيد بن جوريون " وكان خارج السلطة الرسمية بذلك الوقت ..
ولم ينجح فى الهرب من تلك المجموعة المنفذة للعملية الا شخصان .. وهما من أبرع ضباط الموساد على الاطلاق .. وهما " ايلي كوهين " و " براهام دار " وهذا الأخير هو الذى عرف فى أوساط اليهود باسم " جون دارلنج "
وأشرف على التحقيق وقتها عبد المحسن فائق وتبينت له مدى ضرورة السعى لتطوير الجهاز الوليد .. والأهم من ذلك ضرورة السعى لزرع مصري فى قلب المجتمنع الاسرائيلي .. كل هذا مع فقر شديد فى الامكانيات والخبرات .. ولم يجد البكباشي بذلك الوقت عبد المحسن فائق الا الاعتماد على حنكته الشخصية لتدبير الأمر .. سعى فى طول مصر وعرضها بحثا خلف الشاب الذى يتمكن من خداع اليهود بمصر أولا ثم باسرائيل ليتم زرعه هناك كعميل مصري
وجاءه الخبر السار من صديقه ضابط المباحث أحمد رشدى والذى ألقي القبض على رفعت الجمال وحار فى تحديد هويته وبدا له هذا الشاب الصغير السن ثعلبا حقيقيا فلجأ الى عبد المحسن لتبدأ العلاقة الروحية الرهيبة التى ربطت بين ضابط المخابرات العتيد والانتحارى المصري العنيد ..
وقام عبد المحسن بتدريب رفعت بالأساليب المتاحة وساعده ذكاء رفعت وثقته المطلقه به فى تشكيل شخصيته على النحو المطلوب .. ليسافر رفعت الى اسرائيل فى وقت لم يكن فيه قد تلقي تدريبا حقيقيا وكان ذلك طبيعيا لأن الجهاز نفسه لم يكن قد تم هندسته اداريا وتكنولوجيا بعد .. ليقضي رفعت باسرائيل زهاء أربعة أعوام حتى عام 1956 م .. لتنتقل ادارة عمليته الى عبد العزيز الطورى أحد الضباط الذين تلقوا التدريبات المكثفة بمدرسة المخابرات بعد انشائها
ومن اليوم الأول .. تناول عبد العزيز الطورى ملف العمليه وأعطاها جهده وحماسه والتقي مع مدرب الجمال ووالده الروحى ضابط المخابرات الفذ عبد المحسن فائق وسمع منه الكثير وكم كانت دهشته من سعة الحيلة والبراعة التى تميز بها عبد المحسن وكيف أن أسلوب العملية والزرع الذى اتبعه عبد المحسن معتمدا على عقليته فقط .. كان هو ذات الذى تعلمه الضباط الجدد فى مدرسة المخابرات على أيدى الخبراء
وأصبح عبد العزيز الطورى ضابط الحالة المختص بالجمال .. وقام بانتداب اللواء محمد نسيم المعروف بقلب الأسد ليتولى اعادة تدريب وهيكلة الجمال وفقا للأسس العلمية الصحيحة .. لأن الجهاز لم يستفد من رفعت فى ذلك الوقت مع السعى الحثيث لهيكلة الجهاز وأيضا فى محاولة تثبيت قدمى رفعت بالمجتمع الاسرائيلي
أما مع تولى قلب الأسد تدريب الجمال فد تغيرت الأمور ..
فمحمد نسيم واحدا من أشاوس المجال دون شك وخبرته وسمعته وشخصيته الجبارة كانت كفيلة باخضاع رفعت رغم عناده .. ومع انتهاء التدريب تغير حال الجمال من مجرد جاسوس عديم الخبرة الى مندوب مدرب يرقي لمستوى ضابط حالة ولم يكن ذلك غريبا .. فالمدرب واحدا من عباقرة المخابرات فى العالم أجمع .. والمتدرب شخصية بلغت من الذكاء والخبرة حدا مدهشا .. ومع توافر الموهبة والعلم خرجت الشخصية الجديدة لرفعت الجمال .. وعاد بعدها الى تل أبيب ليبدأ وفقا للأوامر اجراءات تكوين الشبكة التى لم تكتشف قط ..
وتمر السنون ويبلغ الجمال مستوى القمة فى أدائه مع مرور السنوات وتعميق خبراته وتركيز وعلو مكانته فى المجتمع الاسرائيلي وأصبح الجمال أخطر رجال المخابرات المصرية على الاطلاق وتدين مصر اليه بما لا يحصي عده من الفضل حيث كان سببا مباشرا فى النصر السياسي لحرب 1956 م .. وواحدا من دعائم النصر المؤزر فى أكتوبر 1973 .. حتى عام النكسة أدى الجمال ومن خلفه جهاز المخابرات المصرية واحدا من أعظم بطولاته عندما أرسل بأدق تفاصيل الهجوم الاسرائيلي وموعده !!
وبطولات الجمال من الصعب حصرها حتى فى المعلن منها .. الا أنه من الممكن أن نلقي الضوء على البطولات الرئيسية للجمال من التى كان لها أعظم الأثر فى حياة مصر والأمة العربية بأكملها .. ومنها ..
• كان رفعت الجمال رحمه الله واحدا من أبرز نجوم المجتمع الاسرائيلي على الاطلاق وصديقا شخصيا لموشي ديان وزير الدفاع الاسرائيلي والذى تولى الخارجية الاسرائيلية فيما بعد .. وكان صديقا حميما جدا لرئيسة الحكومة الاسرائيلية فى السبعينيات " جولدا مائير " وكان من حميمية العلاقة بينهما يناديها ب " ماما " ولنا أن نتخيل يا سادة وقع الصدمة على المجتمع الاسرائيلي عندما علم أن هذا النجم هو فى حقيقة الأمر بطل مصري عاش بينهم أكثر من عشرين عاما وأذاقهم الهوان ألوانا دون أن يكتشف أمره ..
• كاد الجمال أن يصبح وزيرا بعد أن تم ترشيحه من حزب " الماباي " وهو حزب عمال الأرض فى اسرائيل وذلك لنيل عضوية الكنيست الاسرائيلي لولا أن صدرت الأوامر اليه من القاهرة برفض العرض.. وكان السبب منطقيا بكل تأكيد لأن ترشيح الجمال لمنصب رسمى كالوزارة كان عرضة لخطر جسيم باكتشاف أمره نتيجة لما يصاحب هذه المناصب العليا من تحريات عنيفة ودقيقة ومتصلة كانت ستصبح قيدا على حرية حركته وحركة شبكته ..
• سبق الحديث عن " ايلي كوهين " رجل المخابرات الاسرائيلية الذى شارك فى عمليه " سوزانا " المعروفة باسم فضيحة لافون وتمكن من الهرب الى اسرائيل , هذا الضابط تم زرعه بعد تلك العملية فى قلب المجتمع السورى على أنه مهاجر عربي عاد الى الوطن السورى بعد سنوات الغربة فى الأرجنتين .. وتمكن ايلي كوهين من تطوير مكانته بالمجتمع السورى تحت اسم " كامل أمين ثابت " حتى بلغ درجة عليا من المناصب الحكومية وأصبح أحد قيادات حزب البعث السورى وتم ترشيحه ليتولى منصبا وزاريا بسوريا .. وفجأة تمكن الجمال من كشف أمره وبعث الى القاهرة يطلب لقاء عاجلا وطار اليه محمد نسيم ليفاجئ بالخبر الصاعق وشاهد صورة كامل أمين ثابت فى صحبة وزير الدفاع السورى فى أثناء زيارته للقوات السورية وقدم له الجمال صورة أخرى لايلي كوهين وتطابقت الوقائع والمستندات ليعود نسيم الى القاهرة بصيد ثمين .. وتم تجميع المعلومات والوقائع فى ملف حمله مدير المخابرات المصرية الى جمال عبد الناصر .. ليصدر أوامره الى مدير المخابرات بالسفر الى سوريا ومقابلة الرئيس السورى أمين الحافظ وتسليمه الملف لتنفجر الزوبعة بدمشق ويلقي القبض على ايلي كوهين ويتم اعدامه بساحة الأمويين بدمشق ويخسر الموساد واحدا من أبرز ضباطه على الاطلاق .. ومن المفارقات أن الجمال وهو مكتشف حقيقة ايلي كوهين شارك المجتمع الاسرائيلي حداده على بطله المشنوق ..
• تمكن الجمال من ارسال خطة حرب السويس المعروفة باسم " العدوان الثلاثى " الى مصر قبل وقوعه بنحو أسبوعين كاملين
• قام الجمال بارسال تفاصيل عملية النكسة فى حرب 5 يونيو .. وكانت التفاصيل دقيقة الى درجة تثير الحسرة على عدم استغلالها حيث تضمنت حقيقة الحشود وعدد الطائرات وتفاصيل الضربة وموعدها بالثانية والدقيقة وأسماء قادة الأفرع والتشكيلات ..
• كان للجمال دورا باهرا فى عمليات حرب الاستنزاف .. حيث تمكن من موفاة المخابرات المصرية بكل الأهداف الاسرائيلية بسيناء كما لكنت لمعلوماته الدقيقة الفضل فى الكشف عن عشرات الجواسيس والعملاء بالمنطقة العربية ومصر
• أما دوره فى حرب أكتوبر .. فهو دور لا يمكن تقييمه الا بأنه دور جيش كامل فقد قام الهجان بمد مصر بخرائط وتحصينات خط بارليف نقطة نقطة مع القوة العسكرية لكل نقطة حصينه .. بالاضافة الى الخرائط الكاملة لأنابيب النابالم المركبة على الشاطئ الشرقي للقناه حيث تضمنت معلوماته أماكن تواجد تلك الأنابيب وفتحاتها تحت مياه القناة بالاضافة الى أماكن تواجد الصهاريج الممتلأة بالمادة الحارقة .. ومع كل هذا عينة من المادة ذاتها .. مما كان لذلك الفضل فى حماية عشرات الألوف من جنود مصر البواسل عندما تمكنت قوات الصاعقة المصرية فى فجر يوم المعركة المجيدة من ابطال عمل تلك القنوات بعد معرفة أماكنها لتعبر القوات المصرية بسلام ودون خسائر تذكر .. ويكفينا أن نعلم أن النابالم لو كان قد أطلق فى مياه القناه لكان ذلك كفيلا بخسارة ثلاثة أرباع القوات العابرة للقناة فى درجة حرارة تتجاوز 800 درجة مئوية تقريبا .. بقي أن نعرف أن خرائط تلك التحصينات كانت موجودة فى الخزانه الخاصة بوزير الدفاع الاسرائيلي وحده .. ومع ذلك حصل الجمال عليها
• ظل الجمال طيلة الفترة التى قضاها باسرائيل مرفأ أمن لكل عمليات جهاز المخابرات المصري باسرائيل .. فتولى أكثر من مرة مسئولية تأمين ضباط ورجال مخابرات فى عملياتهم .. فيما يعرف بالبيت الآمن فى مجال التخابر
هذه بعض الخطوط العريضة لبطولات واحد من أنبل فدائيي مصر وأبنائها ..
رفعت على سليمان الجمال .. هذا الاسم الذهبي لمعانى البطولة والفداء ..
هذا الرجل الذى ضحى بكل شيئ وأى شيئ .. فى سبيل خدمة وطنه دون انتظار لمقابل حتى عقب انتهاء مهمته المستحيلة .. بعد عشرين عاما من الخوف والقلق والفزع والترقب والعمل .. لم يناقش فى أمر عودته لمصر واستعادة اسمه واستجاب لضرورات الأمن التى تقضي باخفاء سره معه حتى قبره ..
فلنترحم على تلك الأسطورة التى نسجت نفسها فى حب مصر .. رحمه الله .. رحمه الله

غدا تتفتح الزهور _عايزين بابا

فراشة صغنططة

قسوة

نقسو علينا
على انفسنا
حين نبحر بها الى جزر المستحيل
ونملؤها بحلم زائف
ونضخمها بحزن اسود
ونحملها فوق طلقتها

** *** **

نقسو عليهم
اولئك الذين نحب
حين نوقظهم من لذه الحلم الجميل
ونختم حكاياتنا معهم بالفراق
ونهديهم الى مراحل ما بعد الفراق
ونتركهم في مهب الحنين
ونفرض عليهم الرحيل .. ونرحل

** *** **

نقسو على سنواتنا
حين نختصرها في لحظه ألم
حين نتلاعب بأجنده ايامنا
وننحرها بمقصله اليأس
ونحول ليالينا الى وطن من الوهم والانتظار
ونتجاهل مرورها كالقطار السريع من امامنا

** *** **

نقسو على قلوبنا
حين نحب من لا يشعر
ونحلم بمن لا يستحق
وننزف احساسنا في حضره من لا يبالي
ونتحول الى عشاق من طرف واحد

** *** **

نقسو على الظروف
فنعلق تخاذلنا في رقبتها
ونلقي فشلنا عليها
ونبرر بها عجزنا الدائم
ونتخذ منها حجه لا تنفد

** *** **

نقسو على عقولنا
حين ندخل انفسنا في حاله من الجنون
ونتجرد من نضجنا
ونبحر فوق سفن الطيش
ونرسو فوق شواطئ التهور
ونتصرف بمراهقه مرفوضه

** *** **

نقسو على ماضينا
حين نخجل من المجاهره به
ونطفئ انواره
ونمنع الاقتراب اليه
ونحظر التجول في تفاصيله
نحوله الى محطه سريه
شواطئ

منقول من منتدي جسد الثقافة

هي من خيال البحر تخرج كالندى
تبتل بالشمس الخفيفة لونها يكسو المدى
والأفق يرفع عينها الزرقاء
تسبح كالأغاني مثلما يرتجُّ قلب الصخر
تنبت وردةٌ حمراء من دمها المرصّع بالأريج وبالشذى
لها خصلةٌ تلتف حول الليل يسكنها القمرْ
هيَ درةٌ في البحر تصنع ملحه
عبقاً يفرّع لؤلؤاً يغفو على عشب القدرْ
غزلتْ إلى البحر انعطافة زرقةٍ
ورمى الحرير خيوطه
خصراً يجر ذيوله فوق الحجرْ
كانت تؤرخ حبها للعاشقين
وتسردُ للمولعين الحالمين
كما تطرز للشواطئ رمله أثراً أثرْ

قلم : وسط الريح " إيمان "

البحرُ موعِدُنا_محمد ابراهيم ابو سنة

البحرُ موعِدُنا
وشاطئُنا العواصف
جازف
فقد بعُد القريب
ومات من ترجُوه
واشتدَّ المُخالف
لن يرحم الموجُ الجبان
ولن ينال الامن خائف
القلب تسكنه المواويل الحزينة
والمدائن للصيارف
خلت الاماكن للقطيعة
من تُعادي او تُحالف؟
جازف ولا تأمن لهذا الليل ان يمضي
ولا ان يُصلح الاشياء تالف
هذا طريق البحر
لا يُفضى لغير البحر
والمجهول قد يخفى لعارف
جازف
فإن سُدّت جميع طرائق الدُّنيا
امامك فاقتحمها لا تقف
كي لا تموت وانت واقف

غاده السمان_ ماذا تريدين؟

أيتها المرأة، ماذا تريدين؟
- أريد المزيد من الأصابع
لأشير بها كلها إليك،
وأصرخ: هذا حبيبي

احلام مستغانمى

أحياناً
أحب ألّا تشغل هاتفي
كي يزداد انشغالي بك !أن يهزمني جبروت الحنين إليك
فأهاتفك
غير واثقة بأنك سترد
...
أن ترد
فأخفي عنك شهق قلبي
حين صوتك يشهق بي!

الثلاثاء، 5 أكتوبر 2010

The Cano Cristales – River of Rainbow in Colombia

The Cano Cristales, touted as the most beautiful river in the world (also called as the “River of five colors”), is definitely a treat to human eyes. It is so indistinguishable from other rivers of the world, that just a look at it or a beautiful visit to it can leave an everlasting impression on a person. A river flowing in Colombia runs for about 100 km before joining into the main water body. It is located in the northern part of Colombia, in “Sierra de la Macarena”. The real pictures of the river look more of a graphical representation, but which is not the case. It appears like that because of the rainbow colors which the river reflects, at a particular season every year.
rainbow river 1
rainbow river 2
rainbow river 3
rainbow river 4
rainbow river 5
The river can be seen with multi-color mosses and algae all around, at a specified time of a year, otherwise which appear to be dull green and brown all over. The multi-color effect is mainly due to the variation in the water level which is affected during some parts of the year, and thus making the mosses bright up and blooms for the spectators. The water level adjusts the required sunlight for the plants, but if observed in the dry and rainy seasons, the picture is different.
rainbow river 6
rainbow river 7
rainbow river 8
rainbow river 9
rainbow river 10
rainbow river 11
rainbow river 12
rainbow river 13
rainbow river 14
There is a kind of shallowness in the dry season and a kind of swampy in the rainy season which do not give out that illuminating rainbow effect all over. The point lies in between the two, and perhaps, this is where the water level is appropriate for the display of all the spectacular combinations of red, green, yellow, and blue algae.
rainbow river 15
rainbow river 16
rainbow river 17
rainbow river 18
rainbow river 19
rainbow river 20
rainbow river 21
The waterfalls too, from the river adding more radiance to the already existing spectacle. The river is more of a biological heritage for the people of La Macarena, attracting many adventurers and tourists from all around the globe.

Divorce Cakes by Fay Millar

London confectioner Fay Millar has been baking cakes since she was old enough to pick up a wooden spoon in her mother’s kitchen. She gradually took over making the family birthday cakes and carried on practicing her skills on friends and relatives, until recently she started baking cakes to celebrate …. divorces. After all, a divorce does call for celebration. Price ranges from $100 to $1300.
divorce-cake (8)

divorce-cake (7)
divorce-cake (2)
divorce-cake (3)
divorce-cake (4)
divorce-cake (5)
divorce-cake (6) 
divorce-cake (9)
divorce-cake (1)

ذكرياتنا هي هويتنا الأخرى ____ احلام مستغانمي

أن تنسي شخصًا أحببته لسنوات، لا يعني أنّك محوته من ذاكرتك. أنت فقط غيّرت مكانه في الذاكرة. ما عاد في واجهة ذاكرتك، حاضرًا كلّ يوم بكلّ تفاصيله. ـ

ما عاد ذاكرتك كلّ حين، غدا ذاكرتك أحيانًا. الأمر يتطلّب أن يشغل آخر مكانه، و يدفع بوجوده إلى الخلف في ترتيب الذكريات.ـ

ذلك أن الذكريات لا تموت. هي تتحرّك فينا، تخبو كي تنجو من محاولة قتلنا لها. ثمّ في أوّل فرصة تعود و تطفو على واجهة قلبنا. فنحتفي بها كضيف افتقدناه منذ زمن بعيد و مرّ يسلّم علينا و يواصل طريقه.ـ

الذكريات عابر سبيل، لا يمكن استبقاؤها مهما أغريناها بالإقامة بيننا.ـ
هي تمضي مثلما جاءت. لا ذكريات تمكث. لا ذكريات تتحوّل حين تزورنا إلى حياة. من هنا سرّ احتفائنا بها. و ألمنا حين تغادرنا. إنّها ما نجا من حياة سابقة.ـ

ليس بإمكان أحد الإدعاء أنّه من يتحكّم في ذكرياته. و لا هو يحتاج أن يبحث عنها في الزوايا خلف عنكبوت الزمن. هي التي تتحكّم فيه.. و هي التي تبحث عنه حين تشاء.ـ


****

مقتطف من كتاب " نسيان.كم"ـ

الاثنين، 4 أكتوبر 2010

Expensive Art Works Found Accidentally

This is a list of 8 great works of art (well – maybe one is only nominally so) that were found in unusual places. It makes you wonder how many great works of art are lost to the world simply because no one is looking in the right place!
1. In a farmer’s field
Picture 1-7
In 1820, a Greek peasant named Yorgos was digging in his field on the island of Milos when he unearthed several carved blocks of stone. He burrowed deeper and found four statues – three figures of Hermes and one of Aphrodite, the goddess of love. Three weeks later, the Choiseul archeological expedition arrived by ship, purchased the Aphrodite, and took it to France. Louis XVIII gave it the name Venus de Milo and presented it to the Louvre where it became one of the most famous works of art in history.
2. Beneath a street
Racoy
On February 21, 1978, electrical workers were putting down lines on a busy street corner in Mexico city when they discovered a 20 ton stone bas-relief of the Aztec night goddess, Coyolxauqui. It is believed to have been sculpted in the early fifteenth century and buried prior to the destruction o the Aztec civilisation by the Spanish conquistadors in 1521. The stone was moved 200 yards from the site to the Museum of the Great Temple.
3. In a hole in the ground
Vitagrap
In 1978 more than 500 movies dating from 1903 to 1929 were dug out of a hole in the ground of Dawson City, Yukon. Under normal circumstances, the 35mm nitrate films would have perished, but the permafrost preserved them perfectly.
4. Under a bed
I Love Lucy Html M201Dd9Bb
Joanne Perez, the widow of vaudeville performer Pepito the Spanish Clown, cleaned out the area underneath her bed and discovered the only existing copy of the pilot for the TV series I Love Lucy. Pepito had coached Lucille Ball and had guest-starred in the pilot. Ball and her husband, Desi Arnaz, had given it to Pepito as a gift in 1951 and it had remained under the bed for thirty years.
5. On a wall
Thm Thm Red Poppies 1886 22X18
A middle-aged couple in a suburb of Milwaukee, Wisconsin, asked an art prospector to appraise a painting in their home. While he was there, he examined another painting that the couple had thought was a reproduction of a work by Van Gogh. It turned out to be an 1886 original. On March 10, 1991, the painting Still Life with Flowers sold at auction for $1.4m (US).

10 movie Characters That Turned Out To Be Real People

Lucy (50 First Dates) - Michelle Philpots
Every day, Michelle Philpots wakes up next to a man who has to convince her they are married. When she expresses doubt, he takes out a photo album and shows her pictures of their wedding 13 years ago. Only then does amnesiac Mrs Philpots accept she is talking to her husband, Ian, and that everything he has told her is true. The 47-year-old's condition was caused by brain injuries sustained in two road accidents. She can recall everything up to 1994 but since then everything that happens on one day is forgotten the next. Her case echoes 50 First Dates, the 2004 movie in which Adam Sandler tries to woo Drew Barrymore, who has no day-to-day memory following a car crash.

Zorro (The Mask of Zorro) - Joaquin Murrieta

Zorro is the secret identity of Don Diego de la Vega , a nobleman and master living in the Spanish colonial era of California. He is a black-clad masked outlaw who defends the people of the land against tyrannical officials and other villains. Joaquin Murrieta, also called the Robin Hood of El Dorado, was a semi-legendary figure in California during the California Gold Rush of the 1850s. He was either an infamous bandit or a Mexican patriot, depending on one's point of view. Murrieta was partly the inspiration for the fictional character of Zorro. His name has, for some political activists, symbolized resistance against Anglo-American economic and cultural domination in California. In fact, a character with his name appears in The Mask of Zorro. In the film, after Joaquin's death, his (fictional) brother, Alejandro (Antonio Banderas), becomes the new Zorro and later kills Captain Love in revenge.

Viktor Navorski (The Terminal) - Mehran Nasseri

“The Terminal” is a moving tale, where Tom Hanks plays the victim of the modern world. That a man could spend months stuck in diplomatic limbo living in an airport may seem far-fetched, but in fact, the movie is inspired by a real-life character who lived at terminal one of Paris Charles De Gaulle airport. The living urban legend is Mehran Nasseri, known as “Sir Alfred” to those who work at the airport. Stranded without papers, Nasseri was a stateless refugee from Iran, unwanted by any nation. Having claimed to have one British parent, he decided to settle in the UK in 1986, but en route to there in 1988, his briefcase containing his papers was stolen in Paris. Despite this setback, he boarded the plane for London but was promptly returned to France when he failed to present a passport to British immigration. He was initially arrested by the French, but then released as his entry to the airport was legal and he had no country of origin to be returned to. A red plastic bench beside a luggage store was his home for no less than 18 years. Director Steven Spielberg may have moved the airport to New York for his movie and made Hank's character East European, but there's no doubt who the movie is based on. Nasseri's life at the airport ended in July 2006 when he was hospitalized and his sitting place dismantled.

Hanna Schmitz (The Reader) - Ilse Koch

Kate Winslet's character in The Reader was based on one of the Third Reich's most notorious war criminals. The life of Ilse Koch, a concentration camp guard nicknamed "The Bitch of Buchenwald", was strikingly similar to that of Hanna Schmitz, the role played by Winslet in the Oscar-tipped film. Like Schmitz, Koch came from a poor background. She married Karl Koch, a close friend of Adolf Hitler, in 1936, and accompanied him when he was made commandant of Buchenwald camp the following year. As a supervisor of the camp's female guards, she whipped and beat prisoners. Witnesses said she forced prisoners to rape one another and was eventually disciplined by Nazi chiefs for her brutality. As Schmitz does in the film, Koch killed herself after being sentenced to life in prison for her crimes perpetrated in a concentration camp. Before her suicide, Koch had been reunited with her illegitimate son, who had only recently discovered his mother's identity and crimes. He wrote poems and sent them to her in prison. In the film, Schmitz is effectively reunited with Michael Berg, a former lover who is shocked to see her in the dock when he attends a war crimes trial. After she is sentenced, he sends her taped books to listen to in prison. Also, Ilse was accused of having affairs with prisoners, while Hanna was suspected by her camp inmates of selecting female prisoners to have sex with.

Raymond Babbitt (Rain Man) - Kim Peek

Kim Peek is the man who inspired Dustin Hoffman's character in the movie Rain Man. His life was thrust into the spotlight after meeting screenwriter Barry Morrow, who used Peek as the inspiration for Dustin Hoffman's Oscar-winning character, Raymond Babbitt. Although inspired by Peek, he was portrayed as having autism. After the 1988 film became a hit, Peek spent the next 21 years demonstrating his mental abilities to more than 64 million people around the world. Peek, who was able to retain nearly 98% of what read, heard, and watched (the average person holds on to about 45%), could read and memorize books as a 16-month-old and had committed as many as 9,000 books to memory.

Norman Bates (Psycho) - Ed Gein

Norman Bates is a psychologically disturbed hotel owner who has delusions that his dead mother, whose body he keeps in the cellar, wants to kill hotel guests. He develops a dual personality and dresses like her when he commits his murders. The film's screenplay by Joseph Stefano was adapted from a novel of the same name by author Robert Bloch. Remarkably, Bloch's 1959 novel was based on legendary real-life, Plainfield, Wisconsin psychotic serial killer Edward Gein, who was arrested in 1957 for committing two murders and digging up the corpses of countless other women who reminded him of his dead mother. He skinned the bodies to make lamp shades, socks and a "woman suit" in hopes of becoming a woman. He was found to be insane and spent the rest of his life in a mental institution.

Laurel Hedare (Catwoman) - Heather Bird

There is a theory that says the character of the movie's villain (Laurel Hedare, played by Sharon Stone) was based on real-life anti-aging advocate/entrepreneur Heather Bird . At the time that the "Catwoman" movie was being developed by French director Pitof, Heather Bird was making headlines in Europe by introducing a revolutionary new anti-ageing cream. The fictional Laurel Hedare's revolutionary new anti-ageing cream is the central plot element of the "Catwoman" movie. Note that prior to filming, the screenplay referred to the cosmetics company central to the film's story as "Avenal Beauty." "Avenal" could be a play on the word "Aves," the scientific and Latin word for "birds," a subtle reference to Heather Bird's name. When the film was actually made, the name of the company was changed to "Hedare Beauty." The real-life Heather Bird is not an evil villainess. But she does have many traits in common with Sharon Stone's character, aside from their promotion of cutting edge anti-ageing technologies. Both are beautiful blonde women. Both are from Salt Lake City. Heather Bird was born and raised in Salt Lake City. Laurel Hedare lived in and had the company headquarters in Salt Lake at least at some point in the planning stages of the "Catwoman" movie.

Rocky Balboa (Rocky) - Chuck Wepner

Chuck Wepner, a battling, bruising club fighter who had never made it big time, but in 1975 he had his shot in a fight with world heavyweight champion Muhammad Ali . It wasn't at all regarded as a serious battle. But as the fight progressed, this miracle unfolded. In the ninth round, Wepner landed a punch to Ali's chest and Ali was knocked down. Wepner went to his corner and said to his manager, "Hey, I knocked him down." "Yeah," Wepner's manager replied, "but he looks really pissed off now...". People went absolutely crazy. Wepner was finally knocked out in the 15th and final round, almost lasting the distance. Young actor Sylvester Stallone watched the fight at home on television and was inspired to write the script for Rocky, based on Wepner's gutsy challenge.


Emily Rose (The Exorcism of Emily Rose) - Anneliese Michel
In the movie, a priest is on trial for the death of a young woman named Emily Rose, upon whom he had performed an exorcism. The film was inspired by Anneliese Michel, a 16-year-old German girl who, in 1968, began displaying symptoms of demonic possession. For years, she suffered paralysis, self-abuse, starvation and demonic visions until 1975, when two priests performed exorcisms of what was believed to be several demons over 10 months. During that time, Anneliese barely ate, and she died of starvation in July 1976. Her parents and the priests were tried and found guilty of manslaughter. They were sentenced to six months in jail

Herschel Shmoikel Pinchas Yerucham Krustofski or Krusty the Clown (The Simpsons)– Jim Allen from Rusty Nails

Herschel Shmoikel Pinchas Yerucham Krustofski, better known by his stage name, "Krusty the Clown", is the cynical, burnt out, addiction-riddled smoking clown host of Bart and Lisa's favorite TV show, The Krusty the Clown Show. The character of Krusty was partially inspired by real-life clown "Rusty Nails" whom Simpsons creator Matt Groening watched as a child while growing up in Portland, Oregon. Jim Allen (b. 1928 or 1929) portrayed the clown character Rusty Nails. His program on KPTV was the second-longest running children's program in Portland, second only to Ramblin' Rod Anders.

Basically most of the characters from The Simpsons were inspired in Groening's family and acquaintances.