الثلاثاء، 5 أكتوبر 2010

ذكرياتنا هي هويتنا الأخرى ____ احلام مستغانمي

أن تنسي شخصًا أحببته لسنوات، لا يعني أنّك محوته من ذاكرتك. أنت فقط غيّرت مكانه في الذاكرة. ما عاد في واجهة ذاكرتك، حاضرًا كلّ يوم بكلّ تفاصيله. ـ

ما عاد ذاكرتك كلّ حين، غدا ذاكرتك أحيانًا. الأمر يتطلّب أن يشغل آخر مكانه، و يدفع بوجوده إلى الخلف في ترتيب الذكريات.ـ

ذلك أن الذكريات لا تموت. هي تتحرّك فينا، تخبو كي تنجو من محاولة قتلنا لها. ثمّ في أوّل فرصة تعود و تطفو على واجهة قلبنا. فنحتفي بها كضيف افتقدناه منذ زمن بعيد و مرّ يسلّم علينا و يواصل طريقه.ـ

الذكريات عابر سبيل، لا يمكن استبقاؤها مهما أغريناها بالإقامة بيننا.ـ
هي تمضي مثلما جاءت. لا ذكريات تمكث. لا ذكريات تتحوّل حين تزورنا إلى حياة. من هنا سرّ احتفائنا بها. و ألمنا حين تغادرنا. إنّها ما نجا من حياة سابقة.ـ

ليس بإمكان أحد الإدعاء أنّه من يتحكّم في ذكرياته. و لا هو يحتاج أن يبحث عنها في الزوايا خلف عنكبوت الزمن. هي التي تتحكّم فيه.. و هي التي تبحث عنه حين تشاء.ـ


****

مقتطف من كتاب " نسيان.كم"ـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق