السبت، 7 سبتمبر 2024

هارش باتيل - ترجمة ضي رحمي

 أعرف أنه من غير المنصف ظهوري الآن بعد هذا الوقت كله. أعرف أنكِ تقبلتِ الأمر بالفعل وتجاوزتيني. لكن، مؤخرًا أدركتُ أني مدين لكِ بالحقيقة. بالطبع، لا أتوقع منك المغفرة في الحال، لا أتوقعها مطلقًا. لكني شعرت أن من الضروري منحك النهاية التي تلزمك؛ لتنغلق الفجوة في قلبك. 


آسف لأني دفعتكِ بعيدًا، أني كنت السبب في شعورك بألا مكان لك في حياتي. آسف لشعورك بأنكِ شخص دخيل على علاقتنا. عرفنا بعضنا لمدة طويلة، لذا، لابد أنه كان أمرًا مربكًا عندما انسحبتُ فجأة؛ تصرفت وكأن حياتي أهم من حياتك... لم تكن قط، ولن تكون. 


طرقتِ بابي مرات عدة، ولم أجب. من الصعب شرح السبب، لكني سوف أحاول لأنكِ تستحقين معرفة كيف وأين بدأ الانفصال. أستعيد لحظات بعينها في رأسي، أفكر فيما كان يمكن فعله بشكل مختلف، وما كان عليّ قوله عوضًا عن الصمت، في إمكانية البوح.


أعرف أني أهدر طاقتي في مثل هذه الأفكار، لأني فقدت ما لا يمكن استرجاعه بالفعل.


أكره الاعتراف بهذا، لكن، في وقت ما عندما تصورت مستقبلي، لم تكوني جزءًا منه. بالطبع، لم يكن الوضع هكذا منذ البداية، أغلب الوقت كنت مؤمنًا باتحادنا. لا أعرف كيف أو متى اختفيتِ من خططي، لكني وجدت نفسي وحيدًا. جزء مني يصدق أن الانفصال كان مقدرًا لنا، أن الأمر خارج عن سيطرتنا. 


أتساءل لو أنك لاحظتِ كيف توقفت عن الحديث عن مستقبلنا بالحماسة نفسها التي اعتدت سابقًا.


محاولاتك كلها لاسترجاع قلبي أحبطها حاجز غير مرئي أقمته دون أن أدري، أمر غريب، لكني أدرك الآن أني من بناه. أوليت تركيزي على تحقيق أحلامي الطموحة واعتبرت تحقيق أحلامك أمرًا مفروغًا منه. افترضت أننا سنتوائم مع التغيرات الطارئة بسلاسة، مثل قطع البازل. لكن في اللحظة التي اختفيتِ فيها من مستقبلي المتخيل، بدأت - دون وعي - في طردك من حياتي أيضًا.


آسف لإسقاطي شكوكي على الواقع. كان عليكِ دفع ثمن ارتيابي؛ تخليتِ عن أحلامنا لأني لم أر واحد يجمعنا. لا أعرف من أين أبدأ أو كيف أعتذر على نحو سليم، استغرقت وقتًا طويلًا لأستوعب خطأي. لأدرك أن شكوكي كانت بذور مستقبلنا، أني لعبت دور الإله في علاقتنا وتحكمت في مصيرنا.


أمر محبط حقًا، لأني واثق أنك كنت لتستمعي لو أني أخبرتك سابقًا. كنت ستحاولين تفهمي ومساعدتي على الإيمان بمستقبل واحد يجمعنا معًا. كنت دائمًا قادرة على استشراف ما لم يحدث بعد وتحقيقه - إنها قوتك الخارقة - إلا أني أخترت إخفاء مخاوفي عنكِ.

ماذا لو أني أخبرتك ولم تتفهمي؟

ماذا لو أن كلماتي لم تكن دقيقة وأفسدت علاقتنا؟

ماذا لو أن الكلام عن المخاوف حققها؟

هكذا، تركتها تتعاظم، تصورت أن الزمن كفيل بها، لكني كنت مخطئًا؛ بت أسيرًا لها. ببطء بدأت تشعرين وكأنك أحد أقاربي من طرف بعيد، ما زال هناك ما يربطنا، لكن ليس كما كنا. 


وكلما انتظرت، كلما زاد الأمر سوءَا، وكلما ساء الوضع... طال انتظاري.


أتمنى لو أني صارحتك ولو مرة واحدة. أتمنى لو امتلكت الجرأة على الإيمان بنا وشاركتك ذاك الحمل الثقيل. لكن، في الوقت نفسه، أقنعت نفسي أنها عقوبتي المستحقة لتحملي المسألة بمفردي. لأني بالفعل أبقيتك أسيرة هذا العذاب لفترة طويلة جدًا. كان عليّ أن أحررك، كان عليّ لعب دور الإله ثانية لأطلق سراحك... وفعلت. صدقت أني الطرف الأنضج بتخليصك من ذلك العبء، الذي لم يكن لكِ بالأساس. آسف لأضطرارك الاشتباك مع فوضاي، آسف لمعاناتك بسبب أوهامي. 


لم يكن الأمر متعلقًا بك قط؛ كنتِ نوري الساطع الدافئ وكنت ظلكِ، المظلم الفارغ. عجزت عن محاربة شياطيني، لم أؤمن بنا بما يكفي. انعزلت بعيدًا عنكِ، عن الدفء، وبقيت متجمدًا منتظرًا شروق الشمس. أعرف أن ألمك كان عميقًا مهولًا، لكن أتمنى لو أن في قلبك موضع يغفر لي. 


أخيرًا، أتمنى أن تجدي من يستحقك، من يختارك في كل مرة مهما كانت الشكوك، من يراكِ بيقين في مستقبله، من يدعو الله كل ليلة لتبقي إلى جواره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق