السبت، 7 سبتمبر 2024

رحمة محمد

 كتبَت عزيزتي ضيّ رحمي:

"ذاكرتي تحبك؛ تسألني عنك طوال الوقت ."


وعلى غرارِ ترجمة ضيّ رحمي، تبادرَت إلى ذهني عبارات رضوىٰ عاشور:

"لماذا بقى الصوت حاضرًا إلى هذا الحد؟ 

لماذا تصون الذاكرة أشياءً دونَ أشياء؟" 


ذاكرتي أشبهُ بإسفنجٍ سميكٍ..

تتشرَّبُ كل ذكرياتي الدافئة، 

ثم تضعها بإهمالٍ على رفٍ بعيدٍ يكسوهُ الغبار،

وتلتهمُ بنهَمٍ كل الذكرياتِ السيئة.

تُهمِّشُ كل ما يُسعدني،

وتلحّ عليّ لأستعيدَ كل خبرةٍ مؤلمة.


ذاكرتي أشبهُ بنظامِ إنذارٍ متكامل..

تصرخُ في عقلي وأذني كصافرةِ إنذار،

كسيارةِ إسعافٍ هائجة، أو عربة إطفاءٍ مروعة!

تُذكرني دائمًا باللحظاتِ التي غزا فيها الخوفُ قلبي،

تُبقِي تلكَ الندبات في منطقةٍ حيَّةٍ من خلايا دماغي،

وتظلّ نشطةً متربصة،

وتُذكرني دومًا بكل الندباتِ التي أهربُ منها.


لكن كيفَ لي أن أُطمئنَ ذاكرتي بأنِّي لن أنسى كل ما يُروعها؟

وكيفَ لي أن أنسى وأثر الندبةِ ما زالَ في كفِّي؟  


رحمة محمد|


Dai Rahmy

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق