السبت، 7 سبتمبر 2024

فورتيسا لاتيفي - ترجمة ضي رحمي

 (أمور علي الانتهاء منها، قبل تجاوز علاقتنا)


أولًا، أفتقدك بشدة. جسديًا. حسيًا. نسيت كيف أعيش في جلدي دون أن تلمسه، دون أن تضمه. في الليلة الأولى، بكيت لأن هناك الكثير من الوسائد على سريري، وأنا وحدي نائمة فيه. في الصباح التالي، وجدت شعرك في بالوعة البانيو ونسيت حلاقة ساقيّ. عندما غادرت إلى العمل، كان الشامبو لا يزال عالقًا بشعري، تقيأت ما تناولته على الإفطار، جاثية على الحجارة أمام بيتي.


ثانيًا، أفتقد رؤيتك للمستقبل. المرآة التي ترفعها أمام وجهينا، الصورة التي تشهرها لما يمكن أن نكون عليه. أنا في صراع مع الكون. أحاول إثبات أن العالم عاجز عن الدوران دون حبنا. أختبر الجاذبية وأصرخ حين تفوز. كل يوم يمر هو إهانة شخصية، لذا توقفت عن مطالعة التقويمات، إنها - فقط - تبين لي منذ متى لم تمسك بيديّ.


ثالثًا، أفتقد الطمأنينة التي تأتي مع الحب. هدوء العقل. الأمل في عظامي. أفضل ما في الحب هو امتلاكي لمكان جميل لقضاء الوقت في ذهني، أقلب الذكريات بين يدي مثل حجارة ناعمة ممررة إصبعي على أفضل مواضعها.

أسوأ ما في فقدان الحب هو شعوري أني متطفلة على أفكاري. ليس من المفترض ان تفكري في هذه الأمور، ليس من المفترض أن تكتبي على هذا النحو. من المفترض أنك تتعافين الآن، غير أنك لا تفعلين.


رابعًا، أفتقد نسختينا اللتين أحبا بعضهما. كم كنا صغيرين وجامحين وواثقين. مؤمنين تمامًا ألا أحد في العالم أبدًا شعر مثلما شعرنا، وأن أحد لن يفعل. الكون ينفتح أمامنا، ببهاء مدهش، فنسير صوب المستقبل بأصابع متشابكة. أطفالنا سوف يأخذون عينيك وأسناني وما حلمنا به كله يزهر تحت أقدامنا. العالم كله من أزرق داكن ومخمل بنفسجي، لم يساورنا القلق قط بشأن مكان بيتنا، أو أين نريح رأسينا.


هناك الكثير من الأشياء التي علينا الانتهاء منها قبل تجاوز أمر علاقتنا. تلك الليلة سهرت أفكر في أني كنت أول فتاة أحببتها، وكيف أننا لم نخطط لوجود أخرى. في الصباح، أدرت سيارتي وقدت ثلاثة أميال بعيدًا عن طريقي - فقط - لأتجنب شقتك، التي نقلنا أثاثها معًا وقلتُ حينها: متشوقة تمامًا لما هو آت.


أنتهي من هذه الأمور واحدة تلو الأخرى. الحمل يخف… أو ربما أنا أزداد قوة فحسب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق