الأربعاء، 19 نوفمبر 2008

مونودراما (من كلماتي)


تسألني عنه..
عن ذلك الآخر الذي قالبته يومًا ما..يومٌ ضاع من ذاكرة أحكمت إغلاقها, أغرقتها في دوامات النسيان.
تتساءل والغيرة الملتهبة تحتدم خلف ستار الثرثرة العابرة , واللهفة المحمومة تحاول التخفي في رداء اللامبالاة.. وتترائ في نظرة ملحة..
عيناك تلحف في السؤال وأنت تتظاهر بعدم الاكتراث..
من كان؟.. وهل أحببته؟.. لماذا تركته؟..
وماذا؟… و كيف؟؟؟… وألف علامة استفهام تضعها بيننا...ترسم ظلالا وأشباحا ليس لها وجود,تدور في حلقة الظنون المفرغة..والحيرة بحيرات نار ذائبة تنساب مع لفح حروفك,تحاصرني بالافتراضات والشكوك.
أوراق الماضي مغرقة في أعماق الأيام, يغطيها الظلام والنسيان..لن تجد منها سوى صفحات مهترئة, وصور بلا معالم.
فلماذا تنقب بين أطلال متهالكة تكسوها خيوط العنكبوت, وتسكنها الأشباح ؟
لما تبحث عن وهم وأنت الحقيقة الوحيدة في حياتي؟
وماذا تريد أن تعرف عنه؟..
وقد أصبح اسما لا أذكره, وملامح لا أتعرفها, وذكرى مهجورة في أحلامي.
لكنك تسأل..إن كنت قد أحببته,وكأنك تنسى يا غرامي إنه كان أنت, ودائما كان أنت من أحببته.
أنت الذي علمني العشق في أروع صوره, وارق أشكاله.وأنك أنت الحب الأول والأخير والوحيد في تاريخي من يوم ولدت ليوم أموت.
لكن عقدة الشرقي في ضميرك لا تقبل إلا بالبطولة المطلقة,وكأن حياتي مسرحية تلعبها منفردًا في مونودراما طويلة..أنت نجمها الأوحد منذ مشهد البداية وحتى إسدال الستار.
إن صمتي لا يخفي قصة حب مأساوية انتهت بجرح غائر أخمدت ألمه في أحضانك, فقط أنا لا أريد فتح باب أوصدته, أو استرجاع أوراق طويت من دفتر عمري.
ذلك الآخر الذي يملأ خيالك أوهامًا و ظنون..لم يكن لي قصة أو حدث,كان سحابة صيف مرت بسمائي ولم تترك اثر..فلا تصنع منه شتاءًا ملبدًا بالغيوم. يحمل في ركابه أعاصير وزوابع .
و عد إلي..فإن ربيعي ينتظرك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق