الجمعة، 21 نوفمبر 2008

تساؤلات عاشقة مبتدئة (من كلماتي)



ساءلت نفسي كثيرا..
لماذا أنت؟..
وليس اى شخص آخر أجد فيه المواصفات التي حددها عقلي !
لماذا أنت بالذات ؟ ولم يكن سواك؟
أخذتني دوامة أسئلة بغير إجابات..
لماذا تأسرني نظرة عينيك أنت؟..
رغم أنى تجاهلت هذه النظرة مرارا من أشخاص آخرين, لم أجد صعوبة في تجاهلهم, وردع من يحاول منهم أن يتجاوز الأسوار المنيعة المقامة حول قلبي.
كيف سقطت تلك الأسوار أمامك ؟
وفي لحظة واحدة استحالت أطلالا تعصف بها الرياح, وتضربها الزلازل, وتغلي تحت سطحها البراكين!
كيف استسلمت لك عواطفي العصية بهذه البساطة ؟
وأنا التي كنت استميت في الدفاع عنها ضد اى محاولة اقتحام عاطفي من رجل!
لماذا أسلمتك مقاليد الحكم في حياتي, وتناحيت أنا عن عرش ذاتي؟
وبعد أن كنت أنا المالكة لامرى, أصبحت أنت الحاكم والسلطان..
أين ذهبت جرأتي و شجاعتي في مواجهتك ؟ أين اختفى صمودي وأنا ماثلة أمامك؟
أي سحر احالني لقطة أليفة مستسلمة في دعة لدفء يد تداعبها؟
لست مختلفًا عن الآخرين..لا تملك قوى خرافية تميزك عنهم..
ولا تخفي أسرارًا غامضة تحت مظهرك العادي تنفرد بها بينهم !!
لست مختلفًا إلا في ذلك البريق في عينيك, وهذه النظرة التي تفرض حصارها على, ولا أستطيع الإفلات منها مهما حاولت.
نظرة تربكني.. تدوخني..
اشعر بها أناملا من جمر تلمسني.. تنفذ تحت جلدي,وترسل رجفة الحمى في اوصالي.. نظرة لها ألف يد و شفة وأذن..
كيف لنظرة عين أن تقيدني في مكاني, وتغلق دوني منافذ الهروب, وفي الوقت ذاته تفتح أمامي دروبًا إلي النجوم؟
لست مختلفا, فيما عدا أنك وحدك تملك أن تجعلني أنسى كل ما دربت نفسي عليه من كلمات لصد أى مناورة من شخص ما للتقرب مني..
أنت تملك أن تحطم قشرة القوة والثقة التي أتغلف بها, والتي تخفي داخلها روح وجلة.. وحيدة..
تملك أن تجعلني أقف في مواجهة ذاتي, لأراني بعيدا عن الإطار الذي أضع نفسي فيه, أجدني مجردة من دروعي ووسائل دفاعي..
القاني أمام مملكة سقطت حصونها, وانهزمت قلاعها, وانسحبت جيوشها من ميدان المعركة أمام خصم عنيد لا يعرف الاستسلام
وأسلحته تدمر حتى الرغبة في المقاومة.
أنت أول من جردني من أشواكي, وأراني نفسي على حقيقتها دون أدوات التنكر.أول من فتح أبواب عالم أحلامي, وأول من عبث بقيود أنوثتي, وحرك الأمواج في النهر الساكن فدفع بها نحو الشلال بتصميم ولهفة.
كيف يكون هذا أنت؟
وأنت تحطم غروري, وتستبيح عذابي, وتهدد أمن شواطئ جزري البعيدة التي لم تسقط مقاومتها بعد!
كيف….؟وأنت تثير زوابع غضبي, وتستفزني...
وتستنفر داخلي شرارات خوف طالما حاولت إخمادها!
وعبر أى مستحيل غدا الهاجس اللدود الذي أحاربه محورًا تدور حوله جملة أفكاري و خواطري؟
لماذا أصبح اهتمامك المفرط بي, أو تجاهلك التام لي يثيرني, ويلقي بي في مجاهل الحيرة والظنون؟
لماذا أقطم أظافري غيظًا إذ ما رأيتك تتحدث إلي امرأة أخرى؟
فاشعر بلظى نيران خفية تتجحم في صدري.. واشم رائحة احتراقي..
وكيف للمسة خاطفة منك أن تصهرني كالشمع, و تبخرني كقطرات الندى؟
أين تضيع ذاكرتي حين تسبح عيوني في دجى عينيك و اقطف من سمائهما مئات النجوم؟
متى ينتهي الربيع.. لتذبل باقة التوليب الأحمر التي أزهرت على فمي منذ همست باسمك؟
ومتى يهاجمني الشتاء لتطرد رياحه عطرك الفاغم من أجوائي؟
ماذا أخذت مني؟ وماذا تركت في دمي يوم التقيتك لأحن إليك بمثل هذا الشوق المحتدم ؟
بالله لماذا لم اهرب من عينيك واختبئ بعيدا عندما شعرت بنظراتك المهددة؟
وكيف أطعت سطوة كبريائي بان لا افر, وأن اصمد أمام تحدي عيونك, فتذيب خطوط دفاعي, وتحطم إرادتي في البعد؟
وكيف لم افهم انك تشكل خطرا داهما على أحاسيسي المدجنة؟
وأني أمامك أغدو اكثر طواعية وخضوع, واقل عنادا ومكابرة. وتصير عواصف ثوراتي العاتية أنسام عتاب وانية.
لماذا لم اشعر بحاجتي للهرب ألا بعدما أصبحت لا أقوى أبدًا عليه؟
ولماذا صرت فجأة أحدث مرآتي عنك… و اسألها أى أثوابي سيروق لك, و أى لون تراه سيعجبك؟
أأكون نهارا زاهي الألوان.. أم ليل غامض الفتنة.. ؟
ارتدي البحر.. أم حدائق البنفسج؟
أتوشح بالغروب أم بالربيع؟..أتدثر بسحابة.. أم بموجة؟
هل أسدل شعري ستائر ليل, أم أطرز ضفائره بالأنجم والفل.. واعقد جدائله بشرائط قوس قزح؟
أم لعلك تحب أن تلقاه على فطرته حرًا.. موجيًا.. يهوى مراقصة النسائم؟
حتى أواني طيبي في حيرة..
أيهم أجدر بأن يلاقيك؟ ..
الفرنسي الهامس..أم العربي الصارخ... ؟
تساؤل شذا القرنفل.. أم ثقة نفحات المسك..؟
رهف نداء الياسمين, أم إلحاح ضوع العنبر..؟
لعله الهندي الحار العاطفة بعبقه المثير للخيال يكون أحق؟
أى عطر تراه يحظى بأن يريق لك دمعه على نحري ورسغي وخصلات شعري ؟
متى حط الكحل رحاله بين أهدابي ؟ ونام هذا المخمل الدافئ الحمرة فوق شفاهي؟
متى التف حول معصمي سوارين من أشعة الشمس, وعانقت جيدي اعقاد قطر الندى؟
لماذا جعلتني ابتسم لنفسي بخجل اطل احمراره في خدي؟
ولمعت عيوني بفضول يتسائل هل تراني أبدو جميلة في ناظريك؟
لماذا أحب أن تراني أجمل مما يراني الآخرين؟
لماذا حين تحدثني أغوص في صوتك, يسرح خيالي مع النبرات القوية الهادئة المفعمة ثقة وحنو, حتى إنني أنسى فيما كنت تحدثني؟
.. فقط اذكر لحظات غرقي في أعماق الصوت..
لماذا افرح كالأطفال بانتصاراتي الصغيرة عليك؟
الانتصارات التي اعرف أنك تسمح لي بها..
وكيف اسعد حتى بهزائمي أمامك؟
ويصير الاستسلام إليك وسام بطولة اطمح إليه بعد كل معركة أخوضها معك.
كيف تركت لك نفسي لتعيد تشكيلي ونحتي, وتلويني بألوانك المفضلة؟
فيتسرب ذوقك لثيابي وموسيقاي ولوحاتي.. ويندس رأيك في قراراتي
كيف أصبحت أنثى لا تخفي أنوثتها أو تخجل منها؟
أنثى تتجمل بالحنين.. تتعطر بالشوق.. تطلق العنان لشعرها ومشاعرها..
متى أصبحت امرأة تغار.. تحار.. تغضب وتفرح...
تسعد بأشياء صغيرة.. تمتلئ بآمال كبيرة؟
لماذا افعل كل هذا؟
لماذا أنا أحبك؟!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق