الجمعة، 21 نوفمبر 2008

ليست أنا (من كلماتي)

خدعتك عيونك.. فهذه ليست أنا.
من ترها هي المرأة التي تلبسنى.. التي تحتل جسدي... تحمل اسمى لها نفس ملامحى.. لكنها لا تشبهنى.
من تقف أمامك ليست تلك التي أزهقت يوما حبها, ووأدت فيها أملها..امرأة غير التي حطمتها.في يوم بعيد.. هل كان حقا نفس الزمان؟
كانت تحبك حتى حد الاحتراق.. وهبتك كل وجودها حتى التلاشي في هواك.. وماذا جنت؟..
جنت خداعك, وطعنة غدر نافذة إلى الأعماق.
كسرتها مع أمنياتها.. ففرت الروح الجريحة من الجسد المحطم.. فرت بعيدا.. بعد أن هزمت أحلامها, وسحقت بغرورك عاطفتها..
هربت ببقايا الأماني القديمة.. بضفائر الطفولة, ومشاعر البراءة..
حضنت جرحها, وحملت ألمها ومضت كطير أثخنته الجراح..
تاركة على الأرض امرأة أخرى...
لها وجه قد من الصخر.. وقسمات جليدية التعبير, حادة مثل شظايا البللور,عيناها زجاج معتم.. لا تلمع لا بالحياة ولا بالدموع..
نظراتها ميتة.. خاوية.. جامدة بلا شعور..جسدها رخام بارد, لا يرتجف, لا خوفا عليك, ولا شوقا إليك.جسد جاف الإحساس, خال من الحياة. صارت صبارا لا يحمل سوى المر والأشواك..
فوفر جهودك…
نظراتك الليزرية لن تستطيع اختراقها, ولمسة أصابعك النارية لن تذيب جمودها,
حتى كلماتك السحرية ستصطدم بصمتها الأصم, ويرتد إليك صداها موصوما بالهزيمة.
لا تحاول.. فإنها امرأة ميتة.
هذه ليست أنا.. هذه امرأة صنعها الألم
ابنة عذابك أتت أخيرا لتواجهك
فاحصد ما زرعت بقلبي.. واجن ثمار خديعتك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق