السبت، 8 نوفمبر 2008

باب مغلق (من كلماتي)


لا.. أرجوك ابتعد
لا تحاول الاقتراب.. لا تدعني احبك.إنني خائرة القوى.. فلا تدنو مني..حواجزي تنهار أمام رقة مشاعرك, كل وسائل دفاعي تتلاشى أمام غزو الحنان الذي تشنه عيناك علي..
قلبي مهزوم ضائع..اضعف من أن يقاوم يديك الممدودة بالحب والأمان..
لماذا.. لماذا ـ بالله عليك ـ أتيت متأخرا كل هذا الزمن؟
ولماذا تأتي الآن بعدما فقدت المشاعر برائتها الأولى, واكتوى القلب بنيران عشق مدمر؟
لا تقترب.. أرجوك لا تقترب أكثر..
يا أنبل رجل صادفته, قلبك أسمى من أن أنسى به جرح سابق, جرح دامي لم يزل ينزف دما ودمعا وليالي ألم.
إحساسك الرقيق لا أقوى على استغلاله كمخدر يسكن عذابي,أو ترياق يبطل تأثير السم في دمي..أو غيبوبة سكر اسقط فيها لأهرب.. لن تكون عيناك هروبي.
أنت قلب نقي طاهر كثوب ملاك ابيض, فلا تدع أحزاني تلطخ نصاعة قلبك.
إنني نار اشتعلت يوما, وأضاءت في قلب الليل كوهج الشمس..أنارت لقلب مظلم, بارد, مقفر.. قلب أقسى من الصوان, فحتى الصوان يلين يوما ويتفتت.
قلب تركني اشتعل حتى الاحتراق, فغدوت رمادا لن تذكيه يوما ريح ليستعر من جديد.
فلماذا أتيت بنسمات الربيع العطرة لتذكي رمادا خامدا لن يتوهج؟
لا تحاول أن توقد ناري ـ لأجلك وليس لأجلي ـ فلن تجد منها إلا دخان اسود خانق, والسنة لهب حارقة.
دعني أبقى وحدي.. أنا وبقايا أعصاب محترقة, ومشاعر مهزومة,وأوصال باردة وقلب جاف كرمل الصحراء, لن تروي ظمأه سيول غيث.
فلا تحاول أن تكون سحابة مطر تسقط فوق البراري المقفرة, أو طبيب رقيق الحس يكافح ليمنح عجوز محتضر بعض لحظات من السعادة.
اتركني مع أشباح الذكرى, أعذبها وتعذبني, دعني أحاكم نفسي في اليوم آلاف المرات, وفي كل مرة أصدر نفس الأحكام.حكم بالإعدام على أحلامي وأمنياتي, وسجن مدي الحياة لمشاعري الآثمة التي اقترفت هذا الحب.
اتركني أحيا بين غبار الماضي, وخيوط العنكبوت التي تغلف ما تبقى لي من أيام.بين الصور القديمة, والصفحات البالية.. بين الأوراق المنسية ساحيا ولكن لن أعيش
في صدري قلب خبا وتركني أتخبط في الظلمات..تتسرب سنيني من بين أصابعي واشعر أني تشققت مثل الأرض البور.. فما ذنبك في هذا الجحيم الذي اسكنه ويسكنني؟
لماذا تدنو من قصر أغلقته على أحزاني؟
أنت لا تملك لقلبي الحياة, فلا تحاول أن تمنع عنه الموت.. دعه ووجعه وشقاءه. ولا تقترب منه.. أخشى عليك أن تدميك شظاياه. فما بقى من ورودي سوى الأشواك, ومن الحياة في وجهي سوى لمعان الدموع.
فاذهب وابحث لقلبك عن جنة حب لم تجف أنهارها, وتنتحر جميع أشجارها.
لا تطرق بابا أوصدته على حطام.. هو كل ما تبقى مني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق