الأربعاء، 5 نوفمبر 2008

مد وجذر - ( كلماتي)



نعم...
أخرجتك من حياتي…
أرقت الشغف من قوارير عطوري, سكبت مداد الاشتياق إليك من دواة كلماتي..مزقت أشعاري التي نظمتها من أجلك, ومكاتيب غرام سجنتها في أدراجي وكانت تحلم بالسفر إليك , انتشلت نفسي من دوامات عينيك..
نعم ..
تصرفت كطفلة غاضبة وألقيت بهداياك من النافذة..حطمت تمثال الخزف وآنية الزهور,مزقت الوشاح البحري وشال الحرير وتناثرت حولي اشلاءه كجثث عصافير قتلى وفراشات محطمة,في اندفاع أهوج انفرط عقد اللؤلؤ بين يدي وانهمرت على فراشي أدمعه..
صلبت على المشجب رداءا نامت على خصره يوما ذراعاك, ومازالت أعطافه تحفظ ذكرى طيبك ..أحرقت أثوابي التي تحبها, وذبحت بكل برود جناحي شعر كان مروحتك وغطاءك وليل تغفو في جنح ظلامه.ألقمت فم اللهب رسائلك وصورك وباقة اوركيديا ذبلت على بابي في انتظار الصفح.
نعم ...
قطعت شراييني كي تخرج من دمي..
أجهضت في خيالي أحلام الصبايا, كي لا أمنحك شرف لعب دورا كان اكبر بكثير منك.. اعترفت بفداحة خطئي فيك ولعقت مرار ندمي وأنا ادفع من أيامي ثمن وهمي, وشمني الألم الجائر بخاتمه وقبلت الاحتراق حتى أتطهر منك.. وبرغم الجمر المطفئ في لحمي, والنصال التي تزاحمت على جروحي, وقفت شامخة برأسى أخبر جميع الناس أني انتزعت سهمك المسموم من سويداء قلبي.
نعم ..
كل الشواهد تؤكد أنني أسقطتك من تاريخ قلبي, وذاكرة أشواقي.
وأني فزت في معركة المصير التي خضتها ضدك, وبرغم جراحي الثخينة انتصرت عليك, ومن قبضتك انتزعت ذاتي.
وصرت على يقين أني أسدلت على ملهاتي المأساوية معك الستار.

ولكن ..
في لحظة ما.. بين كم الانتفاضات والغضب الثائر, بين حشود الرفض ومشاعر الاحتجاج. ثمة ثغرة في نفسي تتسلل منها ثانية إلي..
تتسرب كالماء لتملأ كل الفراغ الذي خلفه غيابك ,تسد شقوق الاحتياج وتجاويف الوحدة في أعماقي. لحظة تخونني مشاعري وتهمس معترفة بأنها تحتاجك..حتى لو كنت أسوأ البشر, حتى لو كنت أنت انتحار عقلي , واشتعال مصيري.
لحظة ضعف.. تنتابني.. فيستغلها طيفك ليغزوني من جديد, ليسكنني.. ويغرقني في كل التفاصيل الصغيرة التي استميت لأهرب منها.
بين لحظات الفرار تأتي لحظة استسلام, لرغبة جارفة أن أبقى في دفء القيود التي تربطني بك.
بين صرخات التحدي .. يأتي نداء توسل.
لحظة خيانة.. اهزم فيها نفسي بخضوعي لحاجتي إليك, لحظة ارفضها وأتمسك بها,
إحساس.. كالابن العاق تريد التخلص من شقائه لكن قلبك لا يطاوعك أن تقصيه عنك درءا لشره المستطير.
وكالموت ..الذي تتمناه هربا من ألم تخطى مدى الصبر والاحتمال.
احتاجك ..
وأنت شرار يسري في هشيمي يهدد باستحالي إلي خيط رماد.
احتاجك.. وأنت مذاق السم ولفح الجمر وصفع الموج ..
وأنت سياط البرق تجلد روحي في ليلة خوف,
وأنت سكرة موت, وانتفاضة بعث,وصرخة ضنى.
وأنت الظمأ الحارق جوفي, والغرق يناديني لقاع البحر..
احتاجك ..
يا خدرا يزحف علي عقلي ويرديني لقرار مظلم.
لأحضان أتضور إليها واعلم أن فيها هلاكي.
احتاجك ..
لكني أرجوك..
بكل ما املك من عقل يرفض هذا الجنون.. أرجوك..لا تصغي إلي,
وواصل جلاءك عن أيامي.

هناك تعليق واحد:

  1. ياااا الله ,,,رووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووعة

    ردحذف