الأربعاء، 5 نوفمبر 2008

دمعة خرساء (من كلماتي)



سألونى أن اخرج عن صمتى..
أن أطلق سراح الغضب المدجن في صدري
نصحوني أن أحطم المرايا, وقوارير العطور.أمروني أن أثور.
أغروني بكلام كثير لعلى أانساق مع ثرثرتهم, وأمزق ستر أحزاني,وأنزع فتيل غضبى المكبوت..
لكنى آثرت اعتناق السكوت.
لا حاجة بي للكلام.الصمت أرحب, وابلغ في وصف الآلام.
لما لا يصمتون ؟
لماذا يصرون على كسر سلامي البللورى؟
أيظنون أنني حين أحيل العالم جحيما صاخبا بعويلي سأرتاح ؟
أو حين اصب جام ثورتي في أنهار دمع ساهدأ؟إ
إنهم لا يفهمون.
حتى في داخلي سكن هزيم الغضب, إنطفأ بركان اللهب المضرم في شراييني..جفت ينابيع الدمع, وخمد قلبي بين ضلوعي كشهاب محترق.
صار في داخلي صمت, كما في خارجي صمت..
هدأت العاصفة الهوجاء, وعلي سطح الوعي طفت الحقيقة كجثة غريق تلوكها الامواج..
أنك ذهبت.. تركتني وذهبت..
حملت حقائبك المعبأة بسنوات عمري, وأحلامي, وأفراحي وخرجت.
تركتني استمع لوقع خطاك التي مازالت تدق في أرجاء المكان..اشم أنفاسك العالقة في الهواء..
جالسة أنا فوق مقعدك المفضل بالقرب من المدفأة, ملتفة بحزني الهادئ ,أحدق في سيجارتك التي يقاوم لهبها الموت في المطفئة.. أهملتها ولم تهتم كعادتك بإطفائها. هكذا تركتني..أخمدت بريق الحياة في عيوني, ورحلت دون أن تكترث ببقاياي المحتضرة… تركتني أموت ببطء, وأنطفئ ببطء...مذهولة, مشفقة على نفسي من هول لحظة أدرك فيها أن ما حدث حقيقة, وليس كابوس.وأنك حقا أخذت عمري ومضيت .
لم تحفل بدمعة تجمعت من فيض ألم لم أفصح عنه..
وجراح لم ادعها تنزف, وصراخ سجنته خلف قضبان كتماني.. وصمتي المستكين
دمعة تحمل كل عذابات السنين..
دمعة لم تنسب أمامك, ولن تذرف بعدك.
ستبقي مبحرة بين العين والقلب..
متروكة قرب المدفأة.. مهملة.. خرساء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق