الخميس، 11 أغسطس 2011

عشِقها النهرْ فأنتحر _ساميه جلابي



لدبها عادة أن تذهبْ كلَ يومٍ في الصباحْ لتملأ الأوانِي من ماء النهرْ
بسيطةٌ جداً ملامِحُها المرهقه وهِي تحمِل الدلو المملوء بالماء فوق رأسها
ترسَخْ بالذهن لتكونَ مشهداً لا يستطيع الفرد نسيانه ولو فقد الذاكرة
وجهٌ صبوحْ مكتسٍ بالطيبة تعلوهُ ابتسامةٌ ممزوجةٌ بتعبٍ متخفٍ خلفَ بساطة
عندما انحنتْ لتملأ دلوها انسابَ شعرها كالذهب في الماء
فألتقط النهر تلك الصورةِ لها وقرر أن يبروزها في السماء
لتنعكس دوماً عليه وينظُر لها بدل أن ينظر النجوم والقمرْ
كانتْ جميله لدرجة أن الأرض تكف عن الدوران حين تمر هي بها
حتي أن الشمس والقمر كانا يغارانِ منها
وقع النهر في عشقها ووجد منتحراً ذاتَ يومْ
اذ سمِعَ أن مواسير المياه قد دخلت كل بيتْ
وأن لا فتاةَ ستقترب من النهر مجدداً لأن كان أهل القريه أطلقوا شائعاتهم بأن النهر يلتقط صوراً للجميلات ويعلقها بالسماء لم يدرِ أهلُ القريةِ حينها أن النهرَ كانَ عاشقاً لها هي وحدها ولم يكنْ يتحرشْ بأي فتاة كما زعموا
وأن الاتهام الذي وُجه اليه كان ذنبا كبيراً ارتكبه اهل القريةِ بحقة
فانتحرْ, عندما علمَ بأنه لن يراها ثانيةً
لقد استخدموا معهُ قانون اي بريء متهم حتي تثبتَ براءته
وليتهم مافعلوا لقد أتكأ النهر نفسهُ وذبحها علي شواطيء العذابْ
مات النهرُ بتهمةِ الحُبْ فَأعتبروهُ كافِراً
رغم ذلكْ ظلَ يجرِي بنبضٍ خفِيٍ
كان يستمدهُ من صورةٍ محبوبتِهِ المزروعةِ في قلب السماء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق