السبت، 23 أكتوبر 2010

رسالة منقوشة كوشم

إنها الواحدة بعد منتصف العاصفة،
وأنا أكتب لك جرحي
من الدور الخامس عشر لليل
خلف نافذة المطر ،
وذكراك تجلدني بلا توقف .
دوما أعود إلى حبك ،
كناسك يعود كل ليلة لينام في تابوته !
هل ينتهي الماضي حقاً أم انه يتابع حياته داخل رؤوسنا ،
يبحر من خلجان الذكريات إلى جزر القلب ؟
كطفل يركض لاهثا بعدما شاهد والده يرتكب جريمة قتل،
هكذا صارت كلماتي تهرب مني ،
تختبئ بعيداً عن مرمى أصابعي مذ كدنا نفترق الفراق.
حبك بحر هائج ، واللغة قارب نجاة.
حبك عاصفة،
واللغة عباءة ألفها حولي ، حين تطالع البروق دفاتر قلبي ، تقلب صفحاته بأصابع الصواعق .
حبك جنوني ،
ركضي المتوحش إلى موتي بك ،
أيها الغجري الذي شعره الريح وحزنه المطر،
صدقه الجنون ،
اللغة صحوي ..
وحبك موتي اليومي منذ مئات السنين ،
منذ لامستني لعنة حبك ودمغتني بحديدها الكاوي،
خلفت اسمك وشماً تحت جلدي .
واللغة خلاصي ..
حبك أهوالي التي لا يتسع لها فضاء .
واللغة مظلة أقفز بها بسلام إلى جزر النسيان ..
وأنا أكتب لأهرب منك، ولكن إليك !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق