الخميس، 21 أكتوبر 2010

الحياة غابة. ( أنفقت عمري قبل أن أكتشف ذلك !).ـاحلام مستغانمي


كلّما تقدّم بك العمر ازددت توغّلًا في الأدغال، و وجدت نفسك مضطّرة إلى التّعامل مع حيوانات بمظهر بشري، خاصة إن كنت امرأة فراشة، تخال العالم مرجًا من الزهور. عليك أن تأخذي علمًا بأنّ كلّ كائن ترينه سواء كان رجلًا أو امرأة، يخفي كائنًا آخر." نحن نعيش في غابة معظم حيواناتها تعيش بداخلنا".ـ

إنّنا نختلف فقط في الفصيلة التي ننحدر منها. بيننا الحصان و الطاووس و الثعبان و الدولفين و الثعلب و العقرب و الكناري، و الكلب و القطّ و الفيل و الزرافة و الأسد و الأرنب و الفأر و الخنزير. و عليك أن تتعرّفي على الجزئيّات الحيوانيّة التي في كلّ واحد قبل أن تسلّميه نفسك. و قبل حتى أن تسلّمي عليه. ربما كان ضفدعًا وصنع من سلامك قصّة ينقّ بها في المستنقعات!ـ

و ربما خلته نسرًا و إذا به من فصيلة العقبان و الجوارح التي تترقّب لحظة نهشك.ـ

و ربما خلته دولفيناً، و رحت تسبحين معه  و تلاعبينه، و إذا به سمكة قرش تفتح فكّيها للانقضاض عليك. و ربما خلته كلبًا و إذا به ذئب، أو ظننته قطًّا سياميًّا و إذا به يتحوّل في بيتك إلى أسد ضارٍ.ـ

صار لزامًا علينا أن نتعلّم علم الفراسة.. و نُقلع عن متابعة القنوات السياسية أو الطربيّة، و نتابع عوضًا عنها القنوات المختصّة بالحيوانات حتى لا نخطئ في اختيار "حيوان" حياتنا.ـ
كفانا صدمات !ـ

ــــــــــــ

مقتطف من كتاب "نسيان.كم"ـ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق