الاثنين، 18 أكتوبر 2010

ما كانت قبله امرأة و لا كان قبلها حيّا ____ أحلام مستغانمي

ما كانت قبله امرأة  و لا كان قبلها حيًّا.ـ
يوم التقت به كان موليًا ظهره للحياة. لم يغازل قبلها غير الموت، يستعجل الرحيل، يقتل الوقت بإطلاق النار على أيامه، كما في لعبة إلكترونيّة.ـ

أحبّت شاعرية كآبته، نخوته، براءة مشاعره. إخلاصه، ذاكرته، طفولته المتأخرة. راحت تنفخ فيه من حياتها ليحيا، كما لو كانت أمّه.ـ
تقاسمت معه أنفاسها، حمته بخوفها، وقته بدعواتها. ـ

حبّبت له الجمال و الفصول و المطر و البحر و السفر و الشعر و البوح و الرقص.ـ
حبّبت له أن يحبّ، أن يكون رجلًا، أهدته كنوز الأمل حتى ينسى طريقه إلى ضرّتها... المقبرة.ـ

ذات يوم جاءها في كلّ أناقته، سعيدًا كما لم يكن يومًا. ارتدى البدلة التي اشتراها معها. دعاها إلى نزهة بمناسبة تخرّجه من مدرسة البهجة.ـ
في السيارة وضع أغاني كانا يرقصان عليها معًا. لحقت به فرحى. لكنّه أوقف السيارة فجأة و طلب منها أن تنزل. تركها عند باب المقبرة ترتجف غير مصدّقة، و مضى يعقد قرانه على…الحياة.ـ

***
هناك نوعان من الرجال الميّت.. و المميت
                                       هيلين رولاند

ــــــــــــــــــــــــ

مقتطف من كتاب " نسيان.كم"ـ 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق