الثلاثاء، 19 أكتوبر 2010

الرجل الوطن_شواطئ شهرزاد

العذاب الحقيقي هو ان اعلم انك نصفي الآخر الذي لا اعيش الا به
وان تعلم اني نصفك الآخر الذي لا تكتمل الا به
ثم نفترق ويمضي كل منا في طريقه

(1)
قد تتكرر حالات الحب في حياة المرأه
وقد تحب اكثر من رجل
وتحلم بأكثر من رجل
لكن
وبالرغم من صدقها في كل الحالات
يبقى هناك رجل واحد
يختبيء في الاعماق
وتتمسك به ذاكرة القلب بشده
وذلك هو الرجل الوطن

(2)

فالرجل الوطن
هو نقطة الضعف في حياة المرأه
فهو يسري سريان الدم في الجسد
ولا ينال الزمن من عرشه في القلب
ولا يتذوقه النسيان ابدا
وتبوء كل محاولات نسيانه بالفشل
فهو رجل لا يموت في الذاكرة ابدا

(3)

والرجل الوطن
هو ذلك الاحساس الصادق
الذي تضخمنا به ذات يوم
وذلك الحلم الجميل
الذي أدخلنا في حالة من النشوه والفرح
وهو حكاية العمر الذي عشنا تفاصيلها بكل
جوارحنا
والتي احتسينا مرارتها حين انتهت
وعانينا بعدها ما عانينا

(4)

وحين تفقد المرأه الرجل الوطن
تدخل في حاله من الذهول
وحاله من الضياع
وحاله من الالم
وحاله من الغربه الداخليه
لا يدرك عمقها الا هي

(5)
فحين يرحل الرجل الوطن
تبقى الفراغات خلفه
باتساع مخيف
لا يملؤه كل رجال الارض
وقد تتخبط المرأه كالمذبوحه
في محاولات فاشله لملء الفراغ خلفه
فتعيش اكثر من حكاية حب
لكنها تعود الى نفسها بعد كل محاوله فاشله
فتتذكره وتبكي خلفه بكاء الاطفال

(6)
وللرجل الوطن فقط
تشدّ المرأه رحال خيالها
في لحظات الحنين
ولحظات الحزن
ولحظات اليأس
ولحظات الانكسار
لانه يمثل بالنسبه اليها..ذلك الوطن
الذي غادرته مرغمة
لكن اشواقها تأخذها دائما اليه

(7)
ولأحساسها الصادق بانه وطن
فان ابتعادها عنه
تحت اي ظرف من الظروف
يدخلها في حالة من العزله والانطواء
والشعور بالأنفصال عن كل الاشياء
المحيطه بها
وتبقى في حالة بحث دائمة عنه
لأنه في اعماقها شيئا ما
.يناديه بانكسار


(8)
ومع مرور الوقت
يستسلم معظمنا للواقع
فنفتح صناديق الذاكره
ونخبيء فيها كل الاحاسيس الجميله
التي تربطنا بالرجل الوطن
وننغمس في تفاصيل الحياه
ونمارس ادوارنا بشكل طبيعي
ونتناسى
وقد ننجح يوما..فننسى
لكن..ومضة ما في سماء الذاكره
تضيء لنا المكان والزمان والاشياء
وتُعيدنا الى النقطه ذاتها


وقبل ان يدركنا المساء
 الرجل الوطن
هو نقطة الضعف القوية في حياتنا
ومدينة الحب الصادقة التي نطرق ابوابها
في لحظات ضعفنا الانساني


وبعد ان ادركنا المساء
ليقف كل منكم امام المرآة هذا المساء
وليسأل نفسه بصدق مؤلم
تُرى..من هي المرأة الوطن في حياته
ومن هو الرجل الوطن في حياتها؟؟
واتمنى ان لا تدخلوا في حالة من الحزن
والالم
اذا اكتشفتم أن الذي يشاطركم نصف الحياة
الآخر
ليس..هو...نصفكم الآخر


رسالة لا يهمكم امرها
انت غربتي
وانت وطني
انت ميلادي
وانت كفني

هناك تعليق واحد:

  1. يتشابه اسم هذه الخاطرة للكاتبة شهرزاد مع اسم خاطرة سبق ان كتبتها منذ اعوام بعنوان المرأة الوطن..ليس غريبا فلاطالما تأثرت بكتابات الكاتبة الرقيقة شهرزاد

    ردحذف