الأحد، 17 أكتوبر 2010

مقايضة هاتف يدق بآخر يخفق ___ احلام مستغانمي

أُفكِّر في شركة “الموبايل”، التي طُرحت في الأسواق جهازاً مرصّعاً بالألماس بسعر 2400 دولار، “للفقـراء” المولعين بآخر صرعة “موبايل”. أمّا الأثرياء، ففي وسعهم اقتناء جهاز يزن 213 غراماً من البلاتين الصافي، وثمنه 27000 دولار فقط. وعلى الرغم من غلائه، فقد بيع منه عشرات النسخ عبر العالم.ـ

وفي ما يخص النقّال بالذات، في إمكاني، عن تجربة خاصة، أن أقول إنّ قلبي أُصيب بسكتة هاتفية، منذ تلقّيت منذ أشهر كهدية، هاتفاً نسائياً أنيقاً أحمر، مرصّعاً بمربّع من الأحجار نصف الكريمة، التي كانت معي ضنينة، إلى الحدِّ الذي بدأتُ أتطيَّر عاطفياً منه.ـ
فقد كنت أكثر سعادة بهاتفي البدائيّ البسيط، ذي المظهر المتقشّف، الذي بتوقفه توقفت ذبذبات صوت مَن أُحب.ـ

كيف لم أحتط من السعادة الباذخة، المفخّخة بالحزن، ومن مكر الأشياء، عندما تبدأ في التنكيل بأصحابها، عندما يقومون بتغيير دورها في الحياة، فيحوِّلون الحذاء إلى مصوغ تحرسه الكاميرات، وتنتعله وأنت متبوع، لا بحبيب، بل بـ”بودي غارد” يحرس خطاك، ويتحوّل الهاتف، من وسيلة اتصال إلى وسيلة تشاوف، تخرجه من حقيبتك، لا لتُحادث مَن تحبّ، بل لتشهر في وجه مَن هو أثرى منك.. إشاعة ثرائك؟

وقد حدث مراراً، أن حسدت نساء بسيطات المظهر، يتحدثن في الشارع بولعٍ على هاتف بسيط، مع حبيب في الطرف الآخر من الخط، فكدت أعرضُ عليهنّ جهازي النقّال الفاخر، واثقة بأنهن إنْ قبلن صفقتي، سيقمن باستثمارٍ عاطفيّ سيئ.ـ

 ****

مقتطف من مقال في زهرة الخليج






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق