الجمعة، 15 أبريل 2011

بعيدا عن الزفة

انا لست محللة سياسة ولا افقه شيئا في السياسة....فقط انا احاول ان افكر خارج دائرة حاصرتنا جميعا..وهي حالة بين النشوة والشماتة وربماالفرحة  بنيل حق تاخر..انا لا اريد ان اشمت بالرئيس السابق واسرته..
حسنا انا لست ملاكا ولن ادعي اني لن افرح وجلادي يشرب من كاس االعذاب ويتجرح مرارة الانكسار والذل ,انا مثل كل البشر اجد في ذلك لذة من تعذب وبكي الما وقهرا ودعا ربه في الاسحار بدمعه ان يذيق ظالمه مما شرب
نعم كلنا كذلك وذلك احساس بشري ..لكن الله حرم التشفي والشماتة..وامرنا ان نعفو ونسامح
لكنه امر ايضا ان نرد احق وندفع المظالم عن العباد ..العين بالعين ..اليس هذا عدل الله
انا متخبطة حقا مابين ايماني بالحق والعدل ورغبتي في السمو فوق مشاعر الشماتة...اين اجد سلامي الداخلي بغير ان تلاحقني نغزات الضمير؟
اراجع مواقف كثيرة كان فيها الرجل سلبيا وربما متواطئا..وكان ابنائه يبيعوننا ويتاجرون باموالنا
اتذكر كم الفقراء المعدمين الذين اعرفهم ومنهم من هو عزيز النفس يابي ان يتسول لكنه في امس الحاجة
من مسئول عن فقر هؤلاء ومن يرعي ويهتم ويمد يد الرحمة
واتذكر اطفال الشوارع المهملين كالكلاب الضالة واعتذر عن هذا الوصف لكنه دقيق رغم قسوته
كانت السيدة االاولي تخطب باسم الطفولة في المحافل العالمية وملايين من الاطفال المصريين يجوبون الشوارع مجردين من طفولتهم وانسانيته  ..نهيبة لكل ما يجول بخاطرنا من مخاطر..يفترسهم اسوء ما نراه في كوابيسنا وندعو الله الا يحدث لابنائنا
كان في حديثها عن مستقبل الاطفال والامال العريضة والتربية السليمة والقراءة للجميع استفزازا واضح لضمائرنا ونحن نري هؤلاء المشردين بلا مأوي بلا حقوق
وكان في الظهور الاعلامي الكثيف لجمال مبارك  تمهيدا للتوريث امعانا في سحق احلامنا بغد افضل . ومن اين ياتي الغد الافضل وما هو قادم هو ابن الحاضر المحبط الظالم الجاثم علي الصدور يابي ان نتنفس
وعلا مبارك..لا احد يعلم بالضبط ماذا كان؟
هو "رجل اعمال" ونسمع من اناس كثيرين انه الشريك القصري في العديد من الشركات العملاقة وانه يعمل نفوذ ابيه بطريقة" فيها لاخفيها" ما مدي مصداقية هذا الامر ...؟ لا اجزم بشئ فانا ابعد ما يكون عن عالم الاعمال والاقتصاد
لكن تحضرني مواقف للرجل ذات طابع انساني مثل تبنيه لحالات علاج اطفال مرضي...البعض يرد علي بحجة قوية ومن المسئول عن مرضهم ومن مسئول عن توسله العلاج حتي ياتي السيد علاء ليمن عليهم باجره وهي مسئولية الدولة ان تعالج وتنفق علي صحة بنيها وتكفيهم شر السؤال
لا رد عندي
وجمال الذي انشا جمعية باسم جيل المستقبل كانت تعطي للشباب حديثي التخرج دروسا لاكسابهم مهارات تؤهلهم لسوق العمل وايضا كانت الجمعية تسعي لالحاقهم بوظائف مناسبة
اتحدث عن تجربة حية مع هذه الجمعية لاني كنت احد اعضائها اقر باني لوذت بالفرار عندما شعرت منذ عامين اني مجرد رقم وان اي محاولة لتفعيلي هي محاولة استقطاب لكسب اغلبية شعبية لدعم المركز السياسي المنتظر
وقيل لي " من معنا لن يكون ضدنا "اي اني ان لم اوافق علي سياستهم فليس لي الحق ان اعترض علنا وانضم لجبهة معارضة وكانت وقتها تلك العبارة مثابة تذكرة خروج بلا عودة لي من الجمعية فلست شخصا يمكن السيطرة عليه وبخاصة عن طريق الاوامر كما انه ليس لاحد حق فرض رايه علي انا حرة فيما اختار واقرر
لذلك تركت الجمعية غير اسفة لكني شاكرة علي ما علموني عليه...
ادعو الله ان يتحقق العدل المطلق..ايا كان
نحن ظلمنا ليس من هذا الحاكم وحده فلم يكن سابقيه ملائكة
دعنا نواجه حقيقة تاريخية نحن لم نحظ بحكام منصفين الا في مرات قليلة جدا.كما اننا لم نخير في قبول او رفض حاكم واعني هنا الاختيارالحر البعيد عن القصر والاجبار والترهيب والترغيب والفرض الخارجي والالحاح الداخلي
نحن منذ بدء الوجود محكومون بالملوك ابناء الرب المورثين من الاباء والاجداد المورثين للابناء والاحفاد
ثم حكمنا من المحتلين والعبيد والمماليك انتهاءا بالساطين علي الحكم بانقلاب العسكر
هنا انا غير ملمة بالتاريخ تلك فقط شذرات مما اذكره من كتب المدرسة..ما سقونا اياه علي مدي اعوام لنفرغه علي ورقة الاجابة يوم الامتحان لننساه بعد ذلك للابد
كنا دوما منصاعين منساقيين لما اختاره لنا الغير_ اي غير_ لا ارادة حر لا اختيار
فلا نحمل حسني مبارك_ الذي لا ادافع عنه ابدا_ كل ذنوب ماضينا وعيوب شخصيتنا التاريخية
نحن مستسلمون ابدا...نرضي دوما متذمرين نعم لكن كذلك منساقين
وكان الرضي بالحاكم جزء من ايماننا بالرب
نحن اول شعوب الارض بحثا عن الاله الرب المعبود الذي بيده كل شئ..ومع بناء نظام الدولة نصب حاكم نفسه ربا ليحكم ويعبد
فتصير اوامره قوانين الهية عصيانها كفر ورفضها الحاد
ومن هنا تشكلت عبر القرون والحقب التاريخية شخصية المصري من هنا اتي تقديس الحاكم الذي لا يعصي ولا يجادل ولا يختار فانت لا تختار ربك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق