السبت، 4 ديسمبر 2010

مقعد في القلب

هل تدرك
ماذا يعني أن يكون في القلب مقعد واحد؟
وما أهمية ذلك المقعد في حياة امرأة وحيدة؟
وماذا يعني أن تمر قوافل الأحلام
ويمر القادمون والراحلون
ويبقى ذلك المقعد الوحيد محجوزاً لرجل واحد دون سواه؟

كنت يا سيدي
الطالب الوحيد في مدرسة القلب
تجلس فوق ذلك المقعد الوحيد
وكنت أشرح لك درس إحساسي بدقة متناهية
وكنت بيني وبين نفسي
أتمنى أن لا يدق جرس الحصة الأخيرة أبداً أبداً..

نعم..
كان في الصف يا سيدي طالب واحد
كنت أشرح له الدرس بشكل خاطئ
كنت أتمنى أن لا يتوصل إلى الإجابة الصحيحة
كنت لا أريده أن ينجح.. كي لا ينتقل إلى الفصل الآخر
كي لا يغادرني.. كي لا يبقى المقعد أمامي خالياً.

لكن الطالب الوحيد
ذلك الجالس فوق مقعد القلب
كان أذكى من الرسوب
كان أذكى من إعادة السنة بي..
كان أجمل من أن يبقى بلا رحيل
كان أروع من أن يطيل البقاء أمام عيني
كان أغلى من أن لا يتلاشى وينتهي كالحلم

ولأن الوقت كالسيف
ولأن سيف الحلم كان أضعف من الصمود
ولأن الأماني كانت أنقى من فقاعات الماء
ولأن عمر الفرح كان أقصر من طرفة العين
ولاني كنت أخشى أن تتلاشى وتغيب في غمضة عين
فقد كنت أبقى أمامك مذهولة العين
أتحث بك بيني وبين نفسي
وأستذكرك وأُراجعك كدروسي المدرسية
وأحفظ تفاصيلك الجميلة

وكنت في كل يوم أشرح لك درساً في الحب
وآخر في الوفاء
وثالثاً في الشوق
ورابعاً في الحنين
وأُعلِّمك كيف تكتب فوق ورقة الإملاء
وكيف تحفظ عن ظهر قلب
وكيف كيف أغيب.. تغيب أنت!

وكان أشد ما يرعبني
هو أن يفاجئني جرس الحصة الأخيرة
مُعلناً انتهاء حلمي معك وبك
فكنت أتحايل على الوقت
أتحايل على الساعات ...

على الدقائق
وكم تمنيت أن ينساني الوقت معك
فلا يدق جرس ولا يطرق ناقوس

لكن الجرس دق
أيقظ الإحساس
وأزعج الأمنية
وفتح عين الحلم
وانتهت الحصة الأخيرة
وتوقف الدرس
ورحلت أنت
حاملاً شهادة عشق
منحتك إياها امرأة أحبتك بصدق وجنون
وانتقلت منها إلى مرحلة لا تحتويها
وبقي ذلك المقعد خالياً
حزينا باكياً..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق