الاثنين، 29 نوفمبر 2010

رجل نصفه حبر... ونصفه بحر _ احلام مستغانمي

في حضرة زوربا.. خلع البحر نظاراته السوداء وقميصًا أسود، وجلس يتأملني.رجل نصفه حبر، ونصفه بحر، يجرّدني من أسئلتي، بين مدّ وجزر، يسحبني نحو قدري.رجل نصفه حياء.. ونصفه إغراء، يجتاحني بحمّى من القبل.بذراع وحدة يضمّني. يلغي يديّ ويكتبني. يتأملني وسط ارتباكي. يقول:-إنّها أوّل مرّة أطلّ فيها من نافذة الصفحة لأتفّرج على جسدك.. دعيني أراك أخيرًا.أحاول أن أحتمي بلحاف الكلمات، يطمئنني:-لا تحتمي بشيء. أنا أنظر إليك في عتمة الحبر، وحده قنديل الشهوة يضيء جسدك الآن. لقد عاش حبّنا دائمًا في عتمة الحواسّ.أودّ أن أسأله:-لماذا أنت حزين إلى هذا الحدّ؟ولكنّ زوبعة بحرّية ذهبت بأسئلتي. وبعثرتني رغوة.. على سرير الشهوة.كان البحر يتقدّم، يكتسح كلّ شيء في طريقه. يضع أعلام رجولته، على كلّ مكان يمرّ به.مع كلّ منطقة يعلنها منطقة محتلّة وأعلنها منطقة محرّرة، كنت اكتشف فداحة خسائري قبله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق