الجمعة، 24 ديسمبر 2010

مساء الخير أيها الفراق

كان حبك شفافا ًً كالحلم
ساحرا ً كقوس قزح،
وكقوس قزح، كان رحيله محتوما ً:
إنك لا تستطيع شراء قوس قزح لقرميد بيتك!

كنت أعرف منذ البداية
أن كل حب كبير
هو مشروع فراق..
مساء الخير أيها الفراق..
مساء المساء الحزين!..

عبثا ً توقعني بعد اليوم
في فخ اللهفة والانتظار
والشوق والغيرة والشجار..
صار حبي أكبر منك ومني..
صار كائناً مستقلا ً عنك وعني..
وعن كل ما تقبله أو ترفضه
وكل ما يمتعك أو يغيظك

مساء الخير أيها الفراق،
ولتكن حتى لحظات وداعنا
لحظات حب..

إذا لم أقتل حبنا
فسأقتل نفسي!

حين يمر الحب بنا،
لا يعود أي شيء كما كان..
حتى بعد أن يمضي الحب..
وليس مهما ً أن يطول التهاب البرق
أو أن يتكرر..
المهم هو أن نحدق حولنا جيدا ً
حين يضيء..
وحين التهبت ُ بك حبا ً
وأضأت ُ لثانية،
وعيت ُ كل شيء..
وهذا العالم حولي،
كان دوما ً أجمل مما عرفت،
ولكن أكثر قسوة أيضا ً!..

مساء الخير أيها الفراق،
ولتكن حتى لحظات وداعنا
لحظات صفاء وامتنان
لكل ما كان
وما لم يكن!..

فيما مضى،
كنت ُ كلما ودعتني،
أموت قليلا ً..
وها أنا اليوم امرأة ممزقة
واسمي: الوداع..
مع قارة الأحزان تآلفت
وكل ليلة قبل أن أنام
أقول لتوأمي بحنان:
مساء الخير أيها الفراق..
مساء المساء الحزين..

لم أعد أملك لك سوى الدخان،
لرئتيك، لعينيك،
لم أعد أملك لأسئلتك
سوى شارات الاستفهام!
يا غريبا ً تبحث عن وتد
أنا موجة ضالة،
وعبثا ً تدق وتدك في موجتي!..
وقدماك المتعبتان
لن تريحهما إلا امرأة الطاعة والنوم،
وأنا امرأة الجنون..
أنا غجرية الضياع،
وسادتي الزئبق
وجلدي القلق!..

هذا السقوط السقوط
على أدراج رطبة مظلمة داخل عينيك..
هذا العتب.. كفى..

تعبت من دوري المرسوم لي
في أوقات فراغك ومزاجك..
تعبت من مقعدي
المعد لي في غرفة عمرك..
تعبت من مربعي الخاص بي
على رقعة شطرنج أيامك..
وها نفسي تفتقد نفسي
وها أنا أفتقد أنا
وأتوق إلى أن أطير بأوهامي..
لأعود كما كنت قبلك:
شجرة أو عصفورا ً وصخرة وموجة في آن واحد..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق