الثلاثاء، 9 نوفمبر 2010

إكرامي قورة » فتشي عن رجلٍ جديد

فلتبحثي إن شئت عنِّي

في سطورِ الذكرياتْ...

ولتُخْرِجِي أوراقَ ماضيك التليدْ

ولتنفضي عنها الغبارْ

ثم اقرئيها من جديدْ...

كي تستعيدي وجهَ من جاءوا إلى عينيكِ قبلي

بل قارني كلَّ الذي حملتْ قوافلُهم إلى أرضِ العيونِ

وبعضَ من حملتْه خيلي..

بل حاولي استرجاعَ لمعةِ مقلتيكْ

والشوقُ يولدُ في عيونكِ من جديدْ

والرعشة الحيرى على شفتيكِ حينَ

قرأتِ أشواقَ القصيدْ....

عسليةَ العينينِ..

للعينين قد سطَّرْتُ تاريخاً

على جدرانِ مملكةِ الغرامْ

وزرعتُ زيتوناً على جفنيكِ

ثم دعوتُ أسرابَ الحمامْ

فغدوتِ رمزاً للسلامْ!

عسليةَ العينينِ..

بين يديكِ أوقفتُ النجومَ.. منعتُها من أن تدورْ

ورسمتُ فوق ملامحِ الوجهِ

التقاسيمَ التي ذَهِلَتْ لروعتِها البدورْ

وظننتُ أنِّي سوف أدخلُ في فؤادكِ

موكباً للفرحِ يُحْمَلُ فوق أجنحةِ الطيورْ

ما كنتُ أدري أنني

أجلستُ عقلَك فوق كرسيّ الغرورْ

فظننتِ أني واحدٌ

ضمن الأُلى حرقوا لعينيكِ البَخُورْ

وبكَوْا لتُرْوَى من دموعهمُ الزهورْ

وطننتِ أن بريقَ عينيك الحياةُ بعينِ كلِّ المعجبينْ

وبأنني سأجيءُ أقسمُ بين عينيكِ اليمينْ

كي أشربَ الخمرَ المعتَّقَ فيهما من ألفِ عامْ

أو أستعيض بلذةِ السحرِ الأثيرةِ فيهما

عن كلِّ أصنافِ الطعامْ

أو أنْ أتوه.. فلا أفيقْ

عسليةَ العينينِ..

قد فقدت عيونُك كلَّ ذيَّاك البريقْ

الماردُ المغوارُ في عينيكِ تابْ

من بعد أن عاشَ الحياةَ ممارساً

قانون قطاعِ الطريقْ..

كلَّت يداه.. وطالما..

طعنتْ خناجرُه قلوباً خلفتْها بين أنيابِ السهادِ

وفوق ألسنة الحريقْ

الماردُ المقدامُ في عينيكِ سلَّمَ سيفَهُ

وأعادَ عهدته لسلطانِ القلوبْ

وغدا مُحالاً أن أذوبْ

ما عاد يغريني على جفنيك

إدراكَ الغروبْ

ما عدتُ ألمحُ

عودةَ الشمسِ الضحوكةِ

في المساءِ إلى خدودكِ

بالبهاءِ وبالطيوبْ

الحبُّ ماتَ...

وجثة الحسنِ

الذي قد كان يأسرني

بقايا من فتات الحسِّ

تحيا فوق رمَّتِها العيوبْ

أنا لست أنكر أنني

ألبستك التاجَ البهيَّ...

أميرة فوق القصيدةِ والقصيدْ

لكنني في الحبِّ لا أحيا ولن أحيا..

أحاسيسَ العبيدْ

أنا لن أعودَ...

ففتِّشي في الأرضِ عن...

رجلٍ جديدْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق