الأربعاء، 12 نوفمبر 2008

الطاغية_ (كلماتي)

فشلت كل محاولاتي الطفولية في نزعك من أيامي, في شطبك من خريطة عمرى..
عجزت أن أقصي وجهك عن أحلامي, أو أن انزف حبك من دمى..
أصبحت محاصرة بك.. محتلة من منك !
حاولت أن أقطعك من دفتر تاريخي.. فتمزقت أنا, وبقيت أنت.
ناضلت لإجلائك عن ارضي.. فنفيت أنا, واستوطنت أنت.
لماذا لا تذهب وحسب..؟
لما لا تتركني اخرج بحياتي من الدوران السرمدي بين أفلاكك؟
من الغرق في بحر رمالك المتحركة.. والاحتراق في أغوار جحيمك؟
خذ كل ما تريد..
الأرض والسماء, الشمس والهواء...
خذ النسيم من صيفي, والدفء من أصقاع شتائي,
حتى النور المتسلل من خصاص شرفتي, واللون من ورودي وأركان بيتي ..
وكومة الذكريات البائسة الملقاة على رصيف عمري ..
وأحلامي المطروحة أرضا في ساحة حبك..
فقط..أسدل الستائر, وأغلق الأبواب..
وارحل بهدوء..
اتركني وحدي لاستعيد نفسي بعدك.. لاسترد ذاتي منك..
ذاتي التي امتزجت بك, وأصبح من الصعب فصلها عنك..
أريد أن استخلصها من بين أصابعك.. من ممتلكاتك..
أيها المعشش في خلاياي.. المتشعب بين اسلاكى العصبية..
بداخلي.. في أعمق وابعد أغوار نفسي..
تنام مطمئنا على عرشك واثق أنك حاكم أقوى من أن يثور عليه شعبه ويعزله وينفيه لمملكة الماضي..
أقوى من أن يحاكمه التاريخ, ويدينه, ويعدمه رميا بالنسيان..
لا تثق بسلطانك إلى هذا الحد..
فكل شعب مهما استسلم واصطبر على الظلم والطغيان فمصيره يوما أن يثور ويحطم طاغيته..
فإلى يوم..
أحطمك فيه يا طاغيتي..
يا الذي يتحدى قدرة قلبي علي نسيانه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق