الأربعاء، 12 نوفمبر 2008

ظلال امرأة ( من كلماتي)

فلنتحدث… لبضع دقائق.
قبل أن يولى كل منا ظهره للآخر, وتتباعد الخطى.قبل أن تنشطر الروح إلى نصفين, وينشق وجودنا لنعود اثنين لكل منهما حضوره المنفصل, ويؤول القلب لقطعة من اللحم تضخ الدم في دفقات منتظمة, وتتردد الأنفاس في الصدور باردة لا مبالية.
قبل أن تهوى الأحلام من أوجها, وتتفتت على الأرض نجوما محترقة, ونحطم مرايانا حتى لا يرى أحدنا وجه الآخر في عينيه, ونفجر ذكريات ماضينا إلي أشلاء, فنحرق الرسائل والصور ولحظات الشوق القديم, وننزف الطيب من قواريرنا والحنين من أيامنا, ونطلق العصافير من أقفاصها والقلوب من أسرها, قبل أن ناد الزهور في أوانيها والأماني في مهودها,ونضع كلمة " النهاية " في منتصف المسافة التي راحت تتسع فاصلة بيننا.قبل أن نغدو أنصاف عاشقين, وأنصاف أحياء, وأنصاف بشر,

دعنا نتحدث…
نمزق عنا أكفان الصمت الثقيل, ونتنفس ولو للحظة ذكريات ما أصبح تراث عهد بائد.. لعلنا نسترجع حبيبين كناهما في زمن سرق منا,ساعدني لاستعادة عمر رائع هو كل ما يحسب من حياتنا..عمر يتلاشى الآن كخيوط الدخان مخلفنا ورائه غرقى في الرماد البارد.لا تقف ساكنا وسيف جائر يقطع أيامنا ويوزعها هنا وهناك, فيصبح لك أيامك ولي أيامي, يصفعني استسلامك لمصير يقتلع أحدنا من الآخر, ويلقي بنا كلا في طريق. ذلك الإجهاض القسرى سيقتلنا معا.
كيف نعيش بنصف روح, ونصف قلب, وكومة أحلام مبتسرة؟
لا تتركني أتسرب من بين أصابعك وأتقطر دمعا وعذاب.إنني لأجلك أواجه أعاصير نيران فلا تدعني أؤول لظلال امرأة كنت تحبها,امرأة كانت الضرام الذي احترق لينير أيامك.
لكنى أراني في عيونك وهج يخبو, وشموعا تنطفئ, ودفء يتبدد, فاختنق في أغوار بئر مخيف الظلمة.
حسنا يا سيدي.. لقد بلغني قرارك,

لم تهزمني الأيام إذن..

لم تقوض الأقدار عرشي بقلبك..

وإنما هزمتني ظلال امرأة أخرى, ترقص كالأفعى تحت أقمار عينيك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق