الأربعاء، 12 نوفمبر 2008

رسالة الي رجل مجهول ( من كلماتي)



إلي رجل..
دخل حياتي كشهاب لامع
تألق بنور أخاذ..
لثوان, ثم اختفى.
تاركا ورائه مساحات شاسعة
من الخيال والذكريات.

إلي رجل..
فاجئني كالعواصف,
كأمطار الصيف,
كرياح الشمال..
اخترقني كالسحر,
وحاصرني كأمواج البحر.

إلي رجل..
مر خـــــــاطفا كالبرق
وبعيدا كالصـــدى
جميل ومستحيل
مثل أوهــــام الصبا

إلي رجل..
قمري العبير..
اخذ مني هدوء روحي
وانتظام خفقاتي
واستكانة إحساسي
وترك لي وجه ونظرة
وطيف يعيش بخاطري.

إلي رجل..
حدثت عنه النسيم
والغروب..
حكيته للبحر وللسحاب
عطرت بذكراه أزهاري
الباهتة العبير..
وجملت بصورته شرفات أحلامي

إلي رجل..
أخذتني عيناه لزمن آخر
لعالم لم يخلق بعد
ولم يلوثه الواقع
بألوانه القاتمة

إلي رجل..
أخذني إليه في حلم ما
بعيدا عن الأرض
في مكان ما
بين الخيال والمستحيل

إلي رجل..
أعـادني للحلم..
وأعاد لي طفلة صغيرة,
تاهت مني في الأيام
كانت تبني قصور أمالها على شواطئ الغد
فهدمت الرياح العاتية قصورها
وخلفتها بين أطلالها المهجورة
هناك ضائعة وحيدة
طفلة,كانت ذات يوم.... أنا

إلي رجل..
عشت في عمره لحظة
ويعيش معي لحظات عمري
أحيان كثيرة..
انسب له أحداثا وأفعالا
انسج عنه حكايات وخرافات
لكني في النهاية..
أبقيه أروع من كل حكاياتي
وأجمل من أي خيال

إلي رجل..
قوي الحضور,
امتصني وجوده
فتضائل العالم من حوله
ليصبح مجرد إطار يحيط به
إطار يستمد جماله و أهميته
من محتواه المتميز..
إلي حد التفرد والندرة.


إلي رجل..
أهداني ـ دون قصد ـ إحساس رائع
ألقى بين يدي مفتاح مدينة مسحورة
خبأتها في أحلامي..
وفي كل مساء آوي إليها
فيرافقني بين دروبها طيف صديق.

إلي رجل..
ذلك الذي يجهل انه هو,
واجهل أنا من هو.
أيها المجهول الذي مر من هنا
والمصادفة التي كانت أجمل من أن تتكرر
أو تستمر
كان لقاؤنا قصيرا وسريعا
كعمر الفراشات والزهور
لكنه كان أيضا زمنا عذب
أثرى روحي بفيض من المشاعر
التي يحيا بعض الناس أعمارهم كلها
دون أن يسعدهم الدهر بلحظة منها.

إلي رجل..
مساحة الواقع منه
لا تتعدى الوجه والملامح
رجل... صنعته بوهمي
لونته أحلامي... صغته من خيالي
وصار لي.. قطعة من مملكتي السحرية
لا يهمني إن كان حقيقة أو محض تخيل
وليس يداخلني فضول لان اعرف من هو حقا
يكفيني ذلك الشعور الشديد الثراء
الذي منحني إياه بلا عمد.



أيها الرجل المجهول...
لقد أسعدني هذا التواجد الخاطف
في حياتي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق