الجمعة، 19 أغسطس 2011

وحين تعشق بعدي

حين تعشق بعدي
ستشرق عيناي من عينيها في عينيك
وسيتحدث لسانها بصوتي
وستمطر ضفائرها عطري عليك
وستقول أحبك آلاف المرات
وستراقصها بكل الجنون الذي لديك
فإذا ما عدت في آخر الليل وحيداً
واعترضك طيفي .. ولوّح الحنين بيديه إليك
اتّكأت على أقرب جدار الذكرى وناديت يا قلبها
يا قلبها ... ثم بكيت



وحين تعشق بعدي
ستبحث عن امرأة تشبهني
وستناديها باسمي وتهديها عطري وتنتقي لها حرائري
وتختار لها تسريحة شعري
وستحاول جاهداً أن تجعلها أنا وستحدثها عني كثيراً
عن رسائلي .. عن ملامحي .. عن صفاتي .. عن عيوني
عن جنوني .. عن غروري .. وأبداً لن تكون حبيبتك المستنسخة أنا


وحين تعشق بعدي
ستحاول أن تكون انساناً جديداً
وستحلم وتحلم وتحب من جديد
وستتلهف وتغار من جديد
وستنزف القصائد
وترسم الوعود الجميلة من جديد
فإذا ما انتهت بهجة الجديد عدت إلى وسادتك الخالية
تجهش كالطفل اليتيم على صدر أيامي وتفتح دفتر حكايتنا
وتعيد القراءة من جديد


وحين تعشق بعدي
ستجرب طعم المساءات الباردة
وطعم الحوارات التافهة
وطعم الكتابات الميتة
وطعم الحكايات الفاشلة
وستحاول كثيراً كثيراً
أن تنساني وتكرهني
وستفشل برغم الجهد والمحاولة
وستكشف بعد كل محاولة
وبعد كل حكاية .. أن كل امرأة هي امرأة
وأني وحدي من النساء قافلة


وحين تعشق بعدي
ستفتح حقائب قصائدك الجميلة
وستسافر إلى الجزيرة البعيدة
وستحفر آبار أحلامك المستحيلة
وستحلم بالأميرة الجديدة
وستطرق أبواب الكون بحثاً عنها
وستكتشف عند الباب الأخير أني المرأة الوحيدة ..


وحين تعشق بعدي
ستسير معها فوق شاطئ البحر
يدك في يدها .. تتقاسمان الوعود الأبدية
وسترسم لك من الحب عصافير خضراء
وستلون لها من اللهفة مدينة وردية
فإذا ما حل الغروب وحولت عينيها بشوق إليك
سافرت عيناك أنت بالشوق إلي وستموت حبيبتك على الشاطئ
كالأمواج .. كالرمال .. كالأوهام حين تكتشف أن قلبك العزيز لديّ


وحين تعشق بعدي
ستهديها شمس النهار وحكايات الليل
وأشعار المساء وطفلاً كان يوماً طفلي أرضعته حين عز اللقاء
وستمتد يدك لتلاعب شعرها وستراقص الأخرى خصرها تحت الأضواء
وستخنقك يد المساء بعدي وستودعها حين تكتشف أنك قد نسيت في صدري الهواء


و حين تعشق بعدي
ستغني لها كل الأغاني التي كنت أحبها
وستهديها فيروز وستهديها على البال كل التفاصيل على البال
وحين يضج المكان بالصوت العذب مردداً : " على البال "
ستقطع من نافذة عينيها تذاكر الرحيل وتستأذنها وترحل بطيفي
إلى أقصى مدن الخيال فإذا ما أصبحنا أنا وأنت
والصدق ثالثنا رددت لي وحدي : " على البال كل التفاصيل على البال "


وحين تعشق بعدي
وستعشق بعدي
وسألتقيك يوماً وامرأة جميلة بصحبتك
وستشق صدر الزحام إلي حين تراني
وتنحر من أجلي ضحيتك
وستناديني بصوت اللهفة فأنا يا حبيبها
الذي كان حبيبي مازلت حبيبتك

تسبقنا إلى قلوبهم حكايات وتخلفنا في قلوبهم حكايات
والمهم أن نكون النسخة الأصلية لتلك الحكايات
فنحن لا نقبل أبداً أن نكون استنساخاً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق