رسالة أكيدة من خلف جدران القصيدة
الى الشاعرة جميلة الماجري و قد تمرّدت على "الهُوَ" في ديوان النساء ..
في البدء كانت المرأة تتلعثم و لا تقدر على النطق في حضور الرجل .. هذا "الهو" الجبار المتغطرس .. و كانت هذه " الهي " الوديعة تخدمه بكل تفان خوفا من بطشه و جبروته .. هذا لا يعني أبدا أن " الهو " فاعل و "الهي " مفعول به و أن المرأة انسان ناقص و الرجل كامل لا ينقصه شيء .. و التاريخ أثبت أن لكل منهما أسطورته الخاصة به .
سيدتي الجميلة المعذرة ان كنت قدمت رسالتي اليك بهذا الشكل لأنني من خلاله تسللت الى ما وراء جدران ديوان النساء . لا أشك لحظة في أنك كنت متميزة و متفردة في الساحة الابداعية النسائية . و لست مع الدكتور كمال عمران الذي تعرض في تقديمه للديوان الى أسطورة المرأة فقط . بل أظنه تغافل عن أسطورة الرجل أو أسطورة " الهو" التي ظهرت بشكل جلي في أغلب قصائد المجموعة .. و لعلك أنت "الهي" تدركين حقيقة ما تعمدته من سجال بين الكبرياء و الاحتقار و بين التمكن و الوهن و بين الفوز و الخيبة .
و لاأظنك تنكرين أنك من البداية أعلنت كبرياءك و خاطبت الرجل من عليائك متحدية :
" كبير عليك الهوى ..و أكبر منك القصيدة.. وأبعد عنك التماس النجوم من الأمنيات البعيدة .."
هكذا يا صديقتي من البدء كانت المواجهة من جانب واحد فغيبت " الهو" و تمردت عليه بينما أراك تستنجدين بالأنا الجماعية و تنخرطين في المكابدة النسوية و المعاناة الجماعية . و بالأنا تتجاوزين همومك الوجدانية و تغوصين في الوجدان الخاص و العام بكل النساء فتقولين :
"فانا بنا من نبيذ الكروم ..و فينا غلاء الذهب ..و انا لنا كبرياء النخيل .. و منا ضياء اللهب .."
لقد أعلنت ثورتك و سعيت بكل الطرق و الأساليب الى التخلص من شباك الهوى و كبت النفس و بقيت مسكونة بهاجس التفرد و تحقيق الذات .
ولقد عاديت الرجل بقصد أو بدون قصد حين قلت له :
" رحلت .. و خيرت حبا بديلا .. و بدلت لونا بلون .. ورمت الهوى المستحيل .."
أنا أعرف أن لك فلسفة خاصة في الحب و العشق و الهيام فأنت القائلة :
" لي مذهب في العشق منفرد .. و للعشاق أهواء .. فأنا الصفية في الهوى خلصت ..و لهم مذاهب في الهوى التبست.. و تشبه .. و ضلالة .. و رياء .."حقيقة لقد صدمني غرورك و هزتني مواجهتك " لدونية الرجل " حين قلت:
" .. بلى .. اني نذرت بأن يسير الي فوق الجمر عشاقي .. و يتئدوا
و أن يردوا زلال الماء من كفي مندفقا .. و يرتدوا و ما ابتلت لهم شفة و هموا و ما شربوا .."أنا أعرف و الكل يعرف أنك مثل كل امرأة بمشاعرها الرقيقة و عواطفها المليئة بالطرب و البهجة و الفرح و الحزن و الاكتئاب ينقلب صمودك الى خضوع و يتحول خوفك من الرجل و عليه الى سكينة و طمأنينة و ملاذ ..
و قد سبق أن قلت :
" رجل ملاذ.. موطن للروح قبل حلولها .." "..رجل كمفترق الطرق.. خطر نزق ..مضن و مكتظ.. مريب في الهوى .. لسن لبق .."
و لعلك بهذه الأوصاف تحددين مميزات الرجل المثالي و تحلمين بالعاشق المستحيل يجيء على غيمة من بخور . و بعرس بسبع ليالي تدوسين فيه على كبريائك و تصيحين وسط النساء :
".. هاتوا سأطعمه بكفي .. انه صفو الجياد ..لا تسرجوه بغير سرجه أو تذلوا كبرياءه بالسياط و بالقياد .. بل أطلقوه فانه يدري السبيل الى المقاصد وحده و الى الطراد .."لقد اعترفت ضمنيا أن "هي " أي المرأة لا تشكل الا نصف المجتمع . و أن المجتمع لا يكتمل الا بحضور "هو". و لأن المرأة باعتراف الجميع مخلوق معقد و حده الرجل يستطيع أن يفك العقد و يتبين ما يحتمل في قلبها من أحاسيس و مشاعر . وهي وان أظهرت غضبها و ثورتها و تحديها للرجل فهي في نهاية الأمر حريصة كل الحرص على تثبيت ذاتها و الوقوف بكل ثقلها جنبا الى جنب مع الرجل .. فأراك تحذرينه طورا :
"..قلبي من البلور ..فاحذر ان كسرته .. أنت تجرح ثم يجرفك الدم .."
و طورا تبحثين له عن الأعذار :
".. بعض الرجال بك في الحب ما صدقوا.. و بقية ماتوا و ما عشقوا ..ما عذرهم ؟ لو يسألون غدا .. مروا بجنب النبع رقراقا و ما شربوا.."
يا صديقتي لقد كنت "هي" في " ديوان النساء " غاضبة ثائرة حينا و حينا مستسلمة هادئة تقرين بحق و جود الرجل في ديوان النساء .. و هذا اعتراف منك بأن التوازن في هذا المجتمع يقوم على المرأة و الرجل معا و أن تحديك و كبريائك و بعض غرورك كله وليد غيرتك على الوطن و أبناء الوطن الذين ضيعوا وجوههم بين المرايا و بعثروا في التيه أعمارهم و ضلوا السبيل .
و بكل لطف أراك تخاطبينهم :
".. ستندم حين ستدرك أن الجمال سليل الجمال .. و أن المهاري لها موطن واحد .. و أنك حتما ستندم لما ستشرب من كل نبع و نبع و لا ترتوي .. فكيف ستظفر بي في الشتات ؟.."
و قد يصل بك الأمر الى الركوع و الانحناء أمام الرجل و قد قلت :
"فانهض نقبل راحتيك ..و انظر تجد أنا أتينا دونما قيد اليك .."
و في الختام تقبلي يا سيدتي تقدير "هو" لما ناله من شرف "هي " في ديوان النساء
http://www.lastora.com/vb/showthread.php?t=842
الى الشاعرة جميلة الماجري و قد تمرّدت على "الهُوَ" في ديوان النساء ..
في البدء كانت المرأة تتلعثم و لا تقدر على النطق في حضور الرجل .. هذا "الهو" الجبار المتغطرس .. و كانت هذه " الهي " الوديعة تخدمه بكل تفان خوفا من بطشه و جبروته .. هذا لا يعني أبدا أن " الهو " فاعل و "الهي " مفعول به و أن المرأة انسان ناقص و الرجل كامل لا ينقصه شيء .. و التاريخ أثبت أن لكل منهما أسطورته الخاصة به .
سيدتي الجميلة المعذرة ان كنت قدمت رسالتي اليك بهذا الشكل لأنني من خلاله تسللت الى ما وراء جدران ديوان النساء . لا أشك لحظة في أنك كنت متميزة و متفردة في الساحة الابداعية النسائية . و لست مع الدكتور كمال عمران الذي تعرض في تقديمه للديوان الى أسطورة المرأة فقط . بل أظنه تغافل عن أسطورة الرجل أو أسطورة " الهو" التي ظهرت بشكل جلي في أغلب قصائد المجموعة .. و لعلك أنت "الهي" تدركين حقيقة ما تعمدته من سجال بين الكبرياء و الاحتقار و بين التمكن و الوهن و بين الفوز و الخيبة .
و لاأظنك تنكرين أنك من البداية أعلنت كبرياءك و خاطبت الرجل من عليائك متحدية :
" كبير عليك الهوى ..و أكبر منك القصيدة.. وأبعد عنك التماس النجوم من الأمنيات البعيدة .."
هكذا يا صديقتي من البدء كانت المواجهة من جانب واحد فغيبت " الهو" و تمردت عليه بينما أراك تستنجدين بالأنا الجماعية و تنخرطين في المكابدة النسوية و المعاناة الجماعية . و بالأنا تتجاوزين همومك الوجدانية و تغوصين في الوجدان الخاص و العام بكل النساء فتقولين :
"فانا بنا من نبيذ الكروم ..و فينا غلاء الذهب ..و انا لنا كبرياء النخيل .. و منا ضياء اللهب .."
لقد أعلنت ثورتك و سعيت بكل الطرق و الأساليب الى التخلص من شباك الهوى و كبت النفس و بقيت مسكونة بهاجس التفرد و تحقيق الذات .
ولقد عاديت الرجل بقصد أو بدون قصد حين قلت له :
" رحلت .. و خيرت حبا بديلا .. و بدلت لونا بلون .. ورمت الهوى المستحيل .."
أنا أعرف أن لك فلسفة خاصة في الحب و العشق و الهيام فأنت القائلة :
" لي مذهب في العشق منفرد .. و للعشاق أهواء .. فأنا الصفية في الهوى خلصت ..و لهم مذاهب في الهوى التبست.. و تشبه .. و ضلالة .. و رياء .."حقيقة لقد صدمني غرورك و هزتني مواجهتك " لدونية الرجل " حين قلت:
" .. بلى .. اني نذرت بأن يسير الي فوق الجمر عشاقي .. و يتئدوا
و أن يردوا زلال الماء من كفي مندفقا .. و يرتدوا و ما ابتلت لهم شفة و هموا و ما شربوا .."أنا أعرف و الكل يعرف أنك مثل كل امرأة بمشاعرها الرقيقة و عواطفها المليئة بالطرب و البهجة و الفرح و الحزن و الاكتئاب ينقلب صمودك الى خضوع و يتحول خوفك من الرجل و عليه الى سكينة و طمأنينة و ملاذ ..
و قد سبق أن قلت :
" رجل ملاذ.. موطن للروح قبل حلولها .." "..رجل كمفترق الطرق.. خطر نزق ..مضن و مكتظ.. مريب في الهوى .. لسن لبق .."
و لعلك بهذه الأوصاف تحددين مميزات الرجل المثالي و تحلمين بالعاشق المستحيل يجيء على غيمة من بخور . و بعرس بسبع ليالي تدوسين فيه على كبريائك و تصيحين وسط النساء :
".. هاتوا سأطعمه بكفي .. انه صفو الجياد ..لا تسرجوه بغير سرجه أو تذلوا كبرياءه بالسياط و بالقياد .. بل أطلقوه فانه يدري السبيل الى المقاصد وحده و الى الطراد .."لقد اعترفت ضمنيا أن "هي " أي المرأة لا تشكل الا نصف المجتمع . و أن المجتمع لا يكتمل الا بحضور "هو". و لأن المرأة باعتراف الجميع مخلوق معقد و حده الرجل يستطيع أن يفك العقد و يتبين ما يحتمل في قلبها من أحاسيس و مشاعر . وهي وان أظهرت غضبها و ثورتها و تحديها للرجل فهي في نهاية الأمر حريصة كل الحرص على تثبيت ذاتها و الوقوف بكل ثقلها جنبا الى جنب مع الرجل .. فأراك تحذرينه طورا :
"..قلبي من البلور ..فاحذر ان كسرته .. أنت تجرح ثم يجرفك الدم .."
و طورا تبحثين له عن الأعذار :
".. بعض الرجال بك في الحب ما صدقوا.. و بقية ماتوا و ما عشقوا ..ما عذرهم ؟ لو يسألون غدا .. مروا بجنب النبع رقراقا و ما شربوا.."
يا صديقتي لقد كنت "هي" في " ديوان النساء " غاضبة ثائرة حينا و حينا مستسلمة هادئة تقرين بحق و جود الرجل في ديوان النساء .. و هذا اعتراف منك بأن التوازن في هذا المجتمع يقوم على المرأة و الرجل معا و أن تحديك و كبريائك و بعض غرورك كله وليد غيرتك على الوطن و أبناء الوطن الذين ضيعوا وجوههم بين المرايا و بعثروا في التيه أعمارهم و ضلوا السبيل .
و بكل لطف أراك تخاطبينهم :
".. ستندم حين ستدرك أن الجمال سليل الجمال .. و أن المهاري لها موطن واحد .. و أنك حتما ستندم لما ستشرب من كل نبع و نبع و لا ترتوي .. فكيف ستظفر بي في الشتات ؟.."
و قد يصل بك الأمر الى الركوع و الانحناء أمام الرجل و قد قلت :
"فانهض نقبل راحتيك ..و انظر تجد أنا أتينا دونما قيد اليك .."
و في الختام تقبلي يا سيدتي تقدير "هو" لما ناله من شرف "هي " في ديوان النساء
http://www.lastora.com/vb/showthread.php?t=842
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق