الجمعة، 27 مايو 2011

قمرُ الغياب ـــ جميلة الماجري

ألفاً حمَلْتُكَ في الرّحيل وما تعبْت‏
ألفاً على الأهداب محمولاً ظللْتْ‏
قمرٌ وألفٌ.. والطريقُ إليك أقربُ منْ يدي‏
لو كنتُ أقدر أن أمدّ يدي لأقطفكَ .. فعلت‏
قمرٌ وألفٌ .. والطريقُ إليكَ أقربُ من دمي‏
لَو كنتُ أقدر أن أجيء إلى دمي‏
فلم رحلتْ‏
قمرٌ مقيمٌ في دمي‏
وإذا استضأتُ به احترقتْ‏
***‏
كان النخيل رفيق غربتنا‏
وكان الليل يوغل في السؤال‏
وعلى ذُؤَابات الجريد يلوح ضوؤكَ‏
مِثْلما الأسياف لاحتْ دونَما كفٌّ‏
لتُشرعها الرياحْ‏
والخيلُ لا حتْ دونما فرسانها بِيضّاً‏
ليركبها/ من قبل موعده الصباحْ‏
ويجيئُك الوطنُ الغريقُ بمائه‏
والماءُ يحمل ضفتيه وأرضَهُ‏
وأجيء وحدي - في الهوى-‏
نتقاسم الحلم القديمْ!‏
وحدي.. أجيء إليكَ مابين المحجّة والمتابْ‏
وأنا الظعينة في هواكَ .. ولو ثويتْ‏
رحلتْ دمائِي تستدلّ فصيلها‏
والروح لم تخطئ ثناياها ولو‏
سرقوا الطريق إلى هواكْ‏
وحدي أجيء إليكِ عائدةً إليْ‏
وكأنّني ...‏
ألفاً قطعتُ من الزمان وما بَرَحْتُ‏
لا العشقُ أوْرَثِنَي سواكَ ولاَ طَلبْتُ‏
أن أستضيء بغير ضوئكِ أو رغبْتُ‏
في أن ألوذْ بغير فيْئِكَ أو شكوتْ‏
لهبَ التوهَج في دمي...‏
أو كنتُ من ظمئي اشتفيْتْ‏
عُمْرُ الظمَا ألفٌ .. وعمر الشوق ألفْ..‏
والألفُ أضيقُ من مَداكْ‏
والحلم أصغر من هواكْ‏
***‏
ها اسمُكَ المنفيُّ يكبر في الخرافةِ‏
ثمَ يُزهِر في الشفاه‏
قمراً بليل القادمين من المياه إلى المياه‏
والحالمين وما غَفَوْا‏
والواقفين على مدارات الرياحْ‏
قمراً يشع من الغياب على الغيابْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق