الأربعاء، 26 نوفمبر 2008

كالأمواج (من كلماتي)



كالأمواج تأتين ..
بارتواء الشوق, بانطفاء اضطرام اللهفة , ببراء حرقة الروح و جوى التياعها.. تهلين كميلاد بدر في ليلة ظلمة, كنغم السواقي في الحقول الظمأى, وخرير الجداول وموسيقى الينابيع فوق جبال تجلدها سياط الشمس..

مثل شلال ضوء معطر تذوبين أوجاع النوى بلمسة باردة على الرمال المتقدة .بنسمة ندية تمس جمر لافح و جراح مثخنة.
على شطآني ترسين لجة من لجين وأريج والق لآلئ .. تلملمين شعرك اللامحدود المسافر مع امتداد البحر حتى الآفاق .. تسحبين ذراعين من الزبد الفضي, ويلمع كتفان كنصفي قمر يشقان صفحة الماء المتراقصة. تتركين لليم بعضا من عمق عينيك , ويترك على جسدك الوضاء ادمعه تتساقط ماسا ولؤلؤا وبراعم زهر.

تحت قدميك يندهش الشط .. كيف لانهمار النجوم أن يخمد احتدام النار؟
وكيف لظلك المياس أن يتخذ في كل لحظة شكلا جديدا مبهرا.. فهو غصن مثقلا بوروده , يتأود منتشيا برونقه وبهاء سحره, وهو غزال يتهادى مفتونا برشاقته ورهافة قده, وهو طاووس يسير بخيلاء ملكا في موكب تتويجه.
تميلين بوجهك نحو السماء وكأنك تستقبلين إلهامك.ترفعين ذراعين كأعناق البجع, وتندس أصابعك شموع صغيرة بيضاء بين غدائر الشعر الممشوق الظلال.. شعر غيور يحتضن جسدك باشتهاء وتملك.. يخفيه وكأنه يحميه حتى من عيونك.
فيغدو خيالك فوق رمالي رسوما بالفحم لطير في لحظة إقلاع , لزهرة توشك أن تنفلت من أكمامها وتحرر فراشة, ومهر مختال يرفع للعنان رأسه ويصهل.
بعبير البحر.. بوله المسافات, بوجد الرحيل وحنين السفر..تنسابين إلى,تقتربين..تنطلق في إثرك السحائب, تتبعك النوارس, وتسترق شذاك النسائم تحملها كهمس الحوريات , تمور الصخور تحت وقع خطاك وتتسابق الرمال الشبقة
محمومة لاحتواء قدميك وتسلق ساقين هما جدولان من بريق قمري.
تمضين فتصرع الرمال الولهى وتتناثر في دربك قتلى بغير دية بغير قصاص.. تأتين فتصرعين غضبي عليك بسلام أسكره الدلال أنا المنتظر الدائم على صخر الموعد ,والشاطئ الذي يحيي برجاء إيابك , تقبلين جبيني فتتفتت ثورتي كقصور رمل يمسها الموج فتخر ذائبة ..تحتوينني وكأنني أنا المسافر وأنت الوطن

هناك تعليق واحد: