عشق الطاووس (من كلماتي)

لن أبقى في قبضة أهوائك تتنازعني أقدار الرحيل أو البقاء.مثل ريشة في مهب ريح هوجاء.. تحملها أعلى قمم الأمل, ثم تهوي بها إلي سفوح الخيبة واليأس.القلب الهاجع في صدري يسبح في نهر الوهم, قد هب من غفلة أحلامه ليواجه إعصار غرورك يسحق داخله زهرة أمانيه . يوما ما ..كان غاية أملي أن أوقد عمري شموعا في طريقك, أن أنسى العالم على أبوابك, ويترهبن قلبي في محراب هواك فأجد في عينيك جنتي.

لكني أدركت انك لا تحتاج لحبي ولا تحتاج أحد. فأنت لا تحب إلا نفسك لا تعشق سوى إرضائها ولا ترى في الكون سواها.

طاووس يختال بجماله .. هذا هو أنت عاشق لذاتك, وفيما عداها أنت تمتلك لا تحب. وأنا لن أدرج قلبي في قائمة أملاكك, وليس من آمالي أن تسبي مشاعري جوار يمتعن نرجسيتك.

أنت لا تعرف كيف تحب لأنك لا تعرف ما هو الحب.

الحب أن تعطي, أن تمنح من عواطفك وقلبك, وحتى من نفسك.. أن تتلاشى فيمن تحب, تتوحد معه وتصبح جزءا منه, ذائبا في كيانه.. أن يغدو كل منكما هو الآخر لا يملكه ولكن يحتويه ويحتضن روحه ويلتحم بها.تحبه هو.. ثم تحب ذاتك لأنها تحبه , وتحب الكون من خلاله..أما ما تفعله أنت تحت راية الحب فهو احتكار للنفس وللإحساس, احتلال للروح والجسد.أنت تهيمن.. تطغى .. تعربد بسلطان حبي علي ..
ما تدعوه أنت حب اسميه أنا استعباد, أصنفه جريمة.
فيا أيها الطاووسي المشاعر..
في لعبتك المجنونة أنت تخسر ,فمن راهنت على بقائها في نير هواك نزعت عن عمرها ربقة حبك, أطلقت أحلامها من سجن إرضائك.انه أقسى مما احتمل أن يتحول أجمل إحساس عايشته إلي تحفة في خزانة مقتنياتك,و يؤول غرامي لزهرة تنبت من رماد غرورك أنت لا تستحق أن يحبك أحد.. يكفيك حبك لذاتك, لا تحتاج لعرش قلب تعتليه .. لديك عرش نفسك..فهم بوجهك في مرآتك أيها النرجسي.