الأحد، 23 نوفمبر 2008

درس في الكاماسوترا _محمود درويش


بكأس الشراب المرصع باللازورد
انتظرها
على بركة الماء حول المساء
وزهر الكولونيا
انتظرها
بصبر الحصان المعدّ لمنحدرات الجبال
انتظرها
بذوق الأمير الرفيع البديع
انتظرها
بسبع وسائد محشوة بالسحاب الخفيف
انتظرها
بنار البخور النسائي ملء المكان
انتظرها
برائحة الصندل الذكرية حول ظهور الخيول
انتظرها
ولا تتعجل، فإنْ أقبلت بعد موعدها
فانتظرها
وإن أقبلت قبل موعدها
فانتظرها
ولا تجفل الطير فوق جدائلها
وانتظرها
لتجلس مرتاحة كالحديقة في أوج زينتها
وانتظرها
لكي تتنفس هذا الهواء الغريب على قلبها
وانتظرها
لترفع عن ساقها ثوبَها غيمة ً غيمة
ًوانتظرها
وخذها إلى شرفةٍ لترى قمراً غارقاً في الحليب
انتظرها
وقدمْ لها الماءَ، قبل النبيذ
ولا تتطلع إلى توأميْ حجل ٍ نائمين على صدرها
وانتظرها
ٍ ومسَّ على مهل يدها
عندما تضع الكأس فوق الرخام
كأنك تحمل عنها الندى
وانتظرها
تحدثْ إليها كما يتحدث
نايٌ إلى وتر ٍ خائفٍ في الكمان
كأنكما شاهدان على ما يُعدُ غدٌ لكما
وانتظرها
ولمّع لها ليلَها خاتماً خاتماً
وانتظرها
إلى أن يقول لك الليل:لم يبقى غيركما في الوجود
فخذها، برفقٍ، إلى موتك المشتهى
وانتظرها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق