الأحد، 23 نوفمبر 2008

غيورة (من كلماتي)


إني أغار..
نعم يا حبيبي.. إني أغار.
من كل العيون التي تراك, من الشفاه التي تتحدث إليك, من الآذان التي تصغي لألحان صوتك..من نسمات تسرق صدي عطرك وتنشر على الملئ أسراره..
إني أغار.. من خيوط ثيابك والنسيم المار جوارك, من الماء يلامس وجهك كل صباح.. وأغار من حروف تأخذ عينيك مني إلي جريدة.
كيف تهدأ غيرتي وأنا احبك.. وكل وجداني يصطلي بنيران عشق مجنون؟
كيف وللصمت كلام, ولرفيف الأهداب نداء, ولالتفات اللحظ دلال مفتون؟
نعم.. نعم.. نعم.. إنني ألف أغار.
لكن غيرتي ليس مبعثها شك يثاورني في كون امرأة أخرى تشغل حيز من تفكيرك ,أو طيف ما يجول بخيالك. فأنا أثق أنك لست ذلك النوع الذي يرائي أو يخادع ويخون. وإنما مبعثها افتنان بك, وغرام لأدق تفاصيلك, وخوف عليك توقف عن التظاهر بعدم الاكتراث.
من تهواك يا حبيبي لابد وأن تغار.
إني أغار حتى ولو لم يكن على هذه الأرض سوانا, حتى لو عشنا وحدنا على سطح القمر.
فأنت حلم النساء منذ قديم الأزل, الرجل الذي منه تعلم الرجال هامية الرجولة الحقة, رجل يحمي من منه ويزود عنه بحياته.. يبعث الأمان في كل من حوله ويظلل عليه بجناحه, يدافع عن امرأته ويحجب عنها كل عين متطفلة مقتحمة,
يدفئ برد الخوف داخلها, ويذكي نار الحب في دماها.. وتتعلم في محراب قلبه أسرار أقدم سحر عرفه البشر.
هذا هو أنت..
رجل هو معنى الأمان المطلق.. حيث يشع وجوده طمأنينة وثقة, وتتدفق مشاعره نهر حب وإخلاص لا تشوبه شائبة. لا تسوقه رغبات مجنونة أو نزوات عابرة, ولا يحركه طموح جامح, لا يتبع شهوة مال أو جسد.
رجل يحب الله, ويرضيه ويخشاه.رجل حين يحب يكون ملك لامرأة واحدة,يتوجها على عرش قلبه وحياته, ويستحوذ بحبه على كيانها. معه تهون الأيام بصعابها وآلامها .
أنت رجلي الذي أحببت وأحب وسأبقى أحب.. ولن يكون لحبي مدى أو حد.. فموعدنا يا غرامي هو الأبد..
يا الذي من اجله فتحت أبواب جناني على مصاريعها, وأطلقت سراح أحلامي المقيدة بخيوط الليل, من اجله أسرجت خيول الأماني لتركض آمنة في سهول حبه, ولأجل حبه أحببت القادم من أيامي وسنيني. وتمنيت لو عدت وولدت على يديه, ولدت في عينيه لاحيا معه منذ بداية ميلادي.
يا رجلا دثرني بحنانه في برد الأيام, وأطعمني شهد العشق بيديه. يا من ترعاني وكأنني منك.. بل أنا منك.
كيف أصفك؟
إن حنانك يحتاج للغة أرقى وارق.. لغة يتحدثها الزهر لوصف لمس الندى لشفتيه قبيل الفجر.
يتكلمها الموج حين يلثم وجه الساحل بحنو بالغ عند المد.. لغة تتقنها الطيور حين تبسط أجنحتها على أفراخها تحميهم من البرد والخطر.
فيا كل أحلامي..أرجوك لا تغضب من غيرتي, إنها قبس من عشق يستعر في آتون روح لا يهدأ ولا يعرف كيف يتوقف..
وأنني اقسم بمن علم أسرار القلوب وخباياها.. اني لا اشك فيك ولو لحظة ثقتي بك هي ثقتي بذاتي, ثقتي بحب أظلته السماء بالرضا والقبول.إنما هو ذنبي أنني أحببت رجلا تغبطني عليه العيون, بل واغبط أنا عليه نفسي.
عاشق استحق حبي عن جدارة, ونال قلب لم يخفق ولها وهياما إلا له, حين أتى بنيرانه ليذيب أسوار الجليد حول قلبي, ويدخله بلا مقاومة منه إطلاقا.حبك لم يكن غزوا أو احتلالا, بل كان استقلالا وحرية.
لم اشعر به فجأة ينقض على أيامي, بل اكتشفته يتسرب داخلي.. يتشربه إحساسي ببطء واستمتاع فانتابتني سعادة هذا الاكتشاف, وتقت أنا لأن يأخذني قلبك.
ورغم كوني متشبثة باستقلاليتي.. ورغم أني عنيدة المشاعر, إلا أن هذا العناد تلاشى تماما معك.. وتحول لرغبة جارفة في الانتماء إليك, أن احمل اسمك وأكون امرأتك, وتكون أنت رجلي الذي خلقت من اجله وخلق من اجلي, وكتبت أسماؤنا معا في اللوح المحفوظ منذ الأزل
فهل أسألك الصفح عن عشقي وتتيمي بك؟
وكيف أتوقف عن غيرتي التي هي حبي؟
لن اطلب منك أن تسامحني, ولا أعدك بالعدول عن جنوني بك..
بل اسأل الله تعالى أن يجعلني احبك أكثر.. وأن يجعل حبي في قلبك اكبر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق