الأحد، 23 نوفمبر 2008

لحظة صمت (من كلماتي)


يا حبيبي
أقر بأنك أستاذا في فن الإلقاء..لكن هل لي بلحظة إصغاء؟
احتاج دقيقة تنصت لحديثي الذي لا تترجمه كل مفردات اللغة..فحاول أن تقرأ أفكاري..تستمع لصمتي وتهدج أنفاسي...جرب أن تصغي لي عيونك.. أناملك.. شفاهك.. أن تسمعني بقلبك وبإحساسك..
هناك أشياء يأدها الشرح.. يذبحها الإيضاح, أشياء هي أجمل إذا لم تفسر ..ابلغ بغير أن تقال...قصتي في عيوني وقلبي يتبادل مع كفيك سلاما وحوار,همس سكوتي يفضحني ويخبرك بكل الأسرار..حين تغيب فيناديك دمعي.. يشي بشوقي ..يميط الأستار عن وجدي وعشقي...وتعود أتلقاك بفرحة قلبي ولهفة تشع من كل خلجة في جسدي.
أنا في حالة حب شديد الفصاحة..اعجز معه أن أصوغ ما يفور تحت جلدي, ما يلهج به قلبي, وتتذوب فيه روحي..أمام إحساس بهذه البلاغة تتحول اللغات لأدوات عتيقة متهالكة قاصرة عن وصف الذي ينعكس علي صفحة الروح الشفافة,ويطل من العيون ومن ارتجافة الأنامل.. فيبوح في لحظة صمت بشفرة سحرية وإشارات سرية.. يفهمها كل عاشقين ويتناجيان بها.. فتكون لغة توحدهما ولو بينهما العالم..
يا حبيبي
توقف لحظة عن الكلام, وتعالي نتعلم فن إنصات في لحظة صمت
تنطق حواس وتصغي حواس, تصمت لغة وتنطلق ملايين اللغات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق