الجمعة، 17 ديسمبر 2010

تذاكر الحنين_ريما العلي

مُدن الآخرين مزدحمة ،
ونحنُ لن نملك بيتاً ..
كُفّ يد السؤال ،
اقضم رغيف وحدتك ..

في البيت المقابل شجارٌ ، يتراءى لك حفلةً صاخبة ..
في السيّارة القريبة رجلٌ ينفث دخان تنهيدته ، وتظنّه يقبّل حبيبته ..
في الكرسي بناصية الشارع طفلٌ يستند إلى ظلّه ، وتراه يغفو على صدر أمّه !
كلِّ الناس وحيدة ،
كلِّ الناس بائسةٌ ويائسةٌ ومحبطة
وحدنا نملك خريطة العودة إلى مدن البياض ..
نرسم بيتاً ..
نتّخذُ أصدقاءَ ..
ونعيش الحياة كما نريد !

صباحكَ مدينةٌ جمعتنا ..
شمسٌ حدّقت بكلينا ..
صباحكَ الهواء الزاجل نُحمّله أنفاسنا ..
الأماكن ذاتها تحملها ذكرياتنا ..
الإشارات المرورية نتزاحمُ أمامها ..
المشاعر المارّة تتزاحم فينا !

صباحكَ سماء مدينتكَ الكريمة جدّاً ،
وصباحي طيورها الّتي نامت مع صوتكَ ،
واستيقظت الآن !
وسادتك الّتي لم تزل دافئةً بعد أنفاسك ..
وَدَاعتك الّتي صحت باكراً ،
وجنونك الّذي لم يصحُ بعد !

صباحي غمزة الهزيمة في تذاكر السفر ..
وغمّازة الحنين في مطارات الرجوع !
رحلة الإياب ..
وصوتك المسافر بي حين يعلو : يا مجنونة ..
وينخفض عند : أحبّك !

صباحي حبّك ..
حين من زوّادة العمر تنفد الصباحات !



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق