الأربعاء، 21 أكتوبر 2009

كأنّه كان يقبّلها بأنفاسه، لا غير.._من رواية "فوضى الحواس"...أحلام مستغانمي

عكس الناس، كان يريد أن يختبر بها الإخلاص. أن يجرّب معها متعة الوفاء عن جوع، أن يربّي حبًّا وسط ألغام الحواس.
ـ هي لا تدري كيف اهتدت أنوثتها إليه.
ـ هو الذي بنظرة، يخلع عنها عقلها، ويلبسها شفتيه. كم كان يلزمها من الإيمان، كي تقاوم نظرته!
ـ كم كان يلزمه من الصمت، كي لا تشي به الحرائق!
ـ هو الذي يعرف كيف يلامس أنثى. تماما، كما يعرف ملامسة الكلمات. بالاشتعال المستتر نفسه.
ـ يحتضنها من الخلف، كما يحتضن جملة هاربة، بشيء من الكسل لكاذب.
ـ شفتاه تعبرانها ببطء متعمّد، على مسافة مدروسة للإثارة.
ـ تمرّان بمحاذاة شفتيها، دون أن تقبلاهما تمامًا. تنزلقان نحو عنقها، دون أن تلامساه حقّاً. ثم تعاودان صعودهما بالبطء المتعمّد نفسه. وكأنّه كان يقبّلها بأنفاسه، لا غير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق