الأربعاء، 21 أكتوبر 2009

شجاعة دفن من أحببنا...ـعابر سرير...ـ

ليس ثمّة موتى غير أولئك الذين نواريهم في مقبرة الذاكرة. إذن يمكننا بالنسيان، أن نشيّع موتًا من شئنا من الأحياء، فنستيقظ ذات صباح ونقرّر أنّهم ما عادوا هنا.
ـ بإمكاننا أن نلفّق لهم ميتة في كتاب، أن نخترع لهم وفاة داهمة بسكتة قلميّة مباغتة كحادث سير، مفجعة كحادثة غرق، ولا يعنينا إن هم بقوا بعد ذلك أحياء. فنحن لا نريد موتهم، نريد جثث ذكراهم لنبكيها، كما نبكي الموتى. نحتاج أن نتخلّص من أشيائهم، من هداياهم، من رسائلهم، من تشابك ذاكرتنا بهم. نحتاج على وجه السرعة أن نلبس حدادهم بعض الوقت، ثم ننسى.
ـ لتشفى من حالة عشقيّة، يلزمك رفاة حبّ، لا تمثالًا لحبيب تواصل تلميعه بعد الفراق، مصرًّا على ذيّاك البريق الذي انخطفت به يومًا. يلزمك قبر و رخام و شجاعة لدفن من كان أقرب الناس إليك.ـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق