الأربعاء، 21 أكتوبر 2009

عاشقان في ضيافة المطر_من رواية عابر سرير.. أحلام مستغانمي

كنّا مساء اللهفة الأولى، عاشقين في ضيافة المطر، رتبت لهما المصادفة موعدا خارج المدن العربية للخوف.ـنسينا لليلة أن نكون على حذر، ظنّا منّا أنّ باريس تمتهن حراسة العشاق.
ـإن حبّا عاش تحت رحمة القتلة، لا بد أن يحتمي خلف أوّل متراس متاح للبهجة. أكنّا إذن نتمرّن رقصاً على منصّة السعادة، أثناء اعتقادنا أن الفرح فعل مقاومة؟ أم أنّ بعض الحزن من لوازم العشاق؟
في مساء الولع العائد مخضبًّا بالشجن. يُصبح همك كيف تفكّك لغم الحبّ بعد عامين من الغياب، وتعطّل فتيله الموقوت، دون أن تتشظّى بوحاً.ـبعنف معانقة بعد فراق، تود لو قلت "أحبّك" كما لو تقول "ما زلت مريضاً بك".
ـتُريد أن تقول كلمات متعذّرة اللفظ، كعواطف تترفّع عن التعبير، كمرض عصيّ على التشخيص.
ـتودّ لو استطعت البكاء. لا لأنّك في بيته، لا لأنّكما معاً، لا لأنّها أخيراً جاءت، لا لأنّك تعيس ولا لكونك سعيداً، بل لجمالية البكاء أمام شيء فاتن لن يتكرّر كمصادفة.ـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق